أهلا وسهلا بك إلى المجالس الينبعاويه.
النتائج 1 إلى 3 من 3

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    106
    معدل تقييم المستوى
    16

    من آداب مجالسنا وعاداتنا الأصيلة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    القهوة عادة أصيلة

    إن هز الضيف فنجان قهوتـهِ ، فقد اكتفى من الشرب ، وبعضهم لا يقبل من الضيف الا بشرب ثلاثة فناجين ثُمَّ يقبل منه هز الفنجان ، فرحاً به وتقديراً له !
    وإن امتنع الضيف من شُربها فهذا أمر خطير له ما بعده من القول لأنه غالباً سوف يقدم طلباً عليك أن تتعهد له بإنجازه حتى يشرب قهوتك !
    وإن أراقَ الفنجان فهو يشير الى مخالطة القهوة لشيء ٍ غريب كحشرة !
    وإن شربه على عجل واكتفى بفنجان واحد ، ربما يشير الى برودتها أو شيء من هذا القبيل !

    طقوسٌ و آداب اصطلحت عليها أعراف العرب في جزيرتهم ، تشكلت عبر مرور الغداةِ وكر العشي ، ولا تختلف تلك الآداب من بلد أو من قبيلة وأخرى في الجزيرة ومحيطها إلا ما ندر ، فهم يجعلونها من أركان الضيافة الأساسية ، فلا مجلس إلا والقهوة أميرته الأثيرة و فاكهته المفضلة ، فبها تزداد بهجة الصباح و تزدان أحاديث السمر ، من بلاط أعظم الملوك الى بساط أفقر صعلوك ، لذلك تجد أنهم كثيرا ً ما يتغنون بها و يتمدحون مَن لا تنفك قهوته حاضرة .

    نعم تلك هي القهوة العربية ، طاردت الهم ، موقدة الفكر ، ذات الرائحة الأخاذة والطعم الوقور، قال الشاعر :

    إدفع و رد الـهـم عنك بـقهــوة ... بمذاقها ترنو الى الأخيارِ
    جازت مدى الأعمار ِ فهيَ كأنها ... عند المذاق ِ تزيد في الأعمارِ

    تاريخ القهوة ؟
    أمر اختلف فيه ، فمنهم من قال أن القهوة لم تعرف الا قبل خمس قرون فقط ومنهم من استدل على قدمها بقصة الأعرابي ؟؟

    فقد حُكيَ أن أعرابيا كان يرعى غنمه و ذات يوم لاحظ نشاطا غير عادي على غنمه ، فظل يراقبها حتى عرف أنها تأكل من ثمار شجرة دائمة الخضرة و قرر أن يجربها فتناول منها فشعر بنشاط غير عادي و حيوية و بدا الراعي في نشر قصته مع هذه الثمار حتى شاع استعمال البن .

    مواطن القهوة ؟
    شبه الجزيرة العربية خاصة السعودية و اليمن والحبشة وأمريكا والبرازيل .

    الفوائد والمضار ؟
    قال أهل الطب من فوائد القهوة :
    1 - أنها منبه قوي في الجهاز العصبي المركزي خاصة قشرة المخ .
    2 - كما ان لها تأثير منبه على القلب حيث تزداد ضرباته زيادة بسيطة .
    3 - و للقهوة تأثير خفيف مدر للبول .
    4 - و هي منشطة للهضم .
    5 - منشطة للذاكرة تساعد على النشاط الفكري و الجسدي .
    6 - تزيل التعب العضلي نوعاً ما .

    ومن مساوئها عند كثرة شربها ؟
    1 - تؤدي الى الأرق الدائم .
    2 - وتغير لون الوجه .
    3 - اضطراب الجهاز الهضمي .
    4 - وذُكِر أنها مهيجة للقولون .

    المقهوي ؟
    وهو من يقوم بصب القهوة للضيوف ، وقد كان في السابق صاحب المجلس هو من يقوم بهذا الدور إلا أنْ يكون أمير عشيرة أو من الأغنياء أو الحكام ، ولكن بعد تفشي الغنى وكثرة الخير أصبح الكل لديهم من يقوم بهذا العمل ، ولابد للمقهوي من شروط معينة ، لأنه يعكس بأدبهِ وجودة عمله ، ذوق صاحب المجلس وكرمه .

    شروط المقهوي الناجح :
    1 - أن يكون دقيق في عمله من ناحية الوقت والنظافة و إتقان عمل القهوة .
    2 - أن يكون حَسَن المظهر .
    3 - ذو دراية و إلمام بآداب القهوة العربية ، كقرع الفناجين ، وتقديم التمر قبل القهوة ومعرفة اكتفاء الضيف من الشرب ، ومكان وقوفه أمام الضيف .

    وكان الناس قديما ً يستدلون على من قام بصنع القهوة للضيوف بدلائل عدة منها :
    1 - إيقاد النار صباحا ً قبل شروق الشمس .
    2 - سماع صوت ( النجر ) وهو ما يُدق فيه البُن لتحضير القهوة .

    قال الشاعر العامي :
    دقه بنجر وثولث النجر بالصوت .. يجذب رجالٍ ما نـدور بدله

    وقال الآخر :
    ونجرٍ يصيـح وللمساييـر جـذاب ... دنه على طول الدهـر للمواجيـب

    3 - فواح رائحتها الزكية من قِبَلِ مجلس الرجال .
    4 - أن يكون هذا الرجل معروف عنه ذلك وإن لم توجد الدلائل السابقة .

    والقهوة العربية كريمة مصانة لدى العرب بالذات ومن كرمها وعلو شأنها عندهم أنها :
    1 - قد تُهرب في حال المنع من استيرادها من مواطنها وقد حصل هذا سابقاً .
    2 - يتحمل الرجل من أجلها المشاق في سبيل شربها أو شرائها .

    قال الشاعر العامي :
    كيف ٍ لنا نحرقه بالنار ونزله ... و إن انقطع لو ورا صنعا عنينا له !!

    3 - لا تجد القهوة العربية تشرب في ما يسمى المقاهي إلا ما شذ وندر .
    4 - هي المشروب المفضل والمعتاد عند فضلاء الرجال على كافة المستويات .
    5 - لا يؤخذ على شربها ثمن وقد يشنع على من يفعل ذلك ، وتسقط مروءته لدى بعض الرجال .

    ألوان القهوة ؟
    ويختلف لون القهوة من مكان الى آخر ، فإذا أخذنا الجزيرة العربية مثالا ً لذلك مراعين تجمعات القبائل ، سنجد أن أهل نجد وهم في منتصف الجزيرة العربية ، لون القهوة عندهم اللون البني غالباً ، وعند أهل الجنوب ومن حولها ، لون القهوة اللون الأصفر الفاتح ، وتجد أن أهل الشمال لون القهوة عندهم اللون الأسمر الداكن .

    وبعبارة أخرى يصفر لون القهوة كلما اتجهت الى الجنوب ويسمر كلما اتجهت الى الشمال ، ففي بلاد اليمن والجنوب تكون القهوة خفيفة التحميص فاتحة اللون, وكلما اتجهنا شمالاً نحو الجزيرة العربية وبلاد الشام وصولاً إلى أوربا , نجد أن لونها يزداد دكانة ويطغى عليها اللون الأسود .

    ومع تطور الزمن وتداخل القبائل واختلاط الناس أخذت القهوة تعرف بأنواع وأشكال جديدة لذلك لا يجب اعتبار ما سبق قاعدة مطردة .

    ما يضاف مع القهوة ؟
    هناك بعض الأشياء تضاف مع القهوة ، وتختلف هذه الإضافات حسب العادة والعرف ومن تلك الإضافات :
    1 - الهيل .
    2 - الزعفران .
    3 - المسمار .
    4 - الزنجبيل .
    5 - وغير ذلك .

    آدابها ؟
    ومن جملة الآداب المرعية في هذا الموضوع :
    1 - أن يُقدم التمر قبل القهوة ويسمى ( القدوع ) .
    2 - لا تتأخر القهوة بعد جلوس الضيف .
    3 - الحديث قبل شرب الضيف يكون بالترحيب و لا يُكلف رد الجواب أثناء شربه .
    4 - لا يحجب المقهوي الرؤية عن الضيف .
    5 - لا تقدم القهوة إلا ساخنة .
    6 - لا يشرب صاحب المكان قبل الضيف حتى وإن أصر الضيف على ذلك.
    7 - لا يُصب أكثر من ربع الفنجان تقريباً .

    هذا ما تيسر جمعه عن هذه العادة الأصيلة في مجتمعاتنا




    منتوش
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوحيارى ; 27-04-2010 الساعة 03:58 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •