[align=center]أمــاكن رائعة ولكن مؤلمه
-----------------
أماكـــــــــــن تمر بها .
فتشم بها رائحة ماضيــــــــــك
فكأنها تعيد الزمن إليك
بطقوسه
بسويعاته
بذكرياته
بأناس قاسموك يوما كل شيء حتى أنفاسك
وأماكــــــــــن تمر بها.
فترى بها ملامح طفولتك
تلمح بها رفاقك الذين كبروا.
تنقب عن آثار براءتك عليها
تتبع خطوات شقاوتك على ارضها
وتبتسم بمرارة.
وتردد ((ليتنا لم نكبر))
وأماكـــــن تمر بها...
فتفتح لك دفاترك المغلقة
تستعرض أمامك صفحاتك القديمة
تعيد إليك ما ألقيت به في خزانه الذاكرة معتمدا
وتمنيت مع زحمه الأيام أن تنساه.
وتعلقت بطوق النسيان في بحر الحياة كالغريق
ولم تنسه
وأماكــــــن تمر بها...
فتكشف لك جرحك المستور
ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيـان
وتأتي إليك بأرواح لوحت لها يوما مودعا
ولوحت لك باكيـــه
وأماكــــــــــن تمر بها...
فتطفىء صفحاتك البيضـاء التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها وتستعرض أمامك صفحات سوداء تفننت في الهروب منها
وحاولت جاهدا من ذاكرة تاريخك
متناسيا أن ذاكرة الأماكن لاتنسى أبدا.
وأماكن تمر بها ...
فتناديك طرقاتها فيخيل إليك أنك تسمع أصوات
أصحابها الذين كانوا.
تلتفت حولك وخلفك مرتعبا...
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الأمس
وكأنهم ما كانوا.
وأماكن تمر بها...
فتتمنى أن تختفي من فوق الأرض وأن يتم مسح تضاريسها تماما.
فعليها فقدت الكثير من نفسك...
وعليها نحرت الكثير من قيمك
وعليها كانت البشاعة عنوان لإنسانيتك
وعليها كنت أنت ...... ليس أنت
وأماكن تمر بها...
فتغمض عينيك أمامها ألما فهذه الأماكــن كانت يوما تعني لك الكثير
أحتوت احلامك في مهدها كالأم
وربتت على حزن أيامك كالوطن
وسترت مشاعرك ومنحتك الفرح والأمان بلا حــدود
وأماكن تمر بها...
فتشعر بالغصة تتسلل إلى أعماقك
وتشعر بالمرارة تستقر في فمك
فهنا أحببت يوما
وهنا كان لقاؤك الأول يوما
وهنا كان انكسارك الأول يوما
وأماكن تمر بها...
فينحرك المرور بها نحرا
فهنا كنت أجمــــــــــل
هنا كنت أصغــــــــــر
هنا كنت أنقـــــــــى
هنا كنت أصــــــــدق
وهنا كنت أطهـــــــر
فتعود منها محملا بكل الأشياء إلا نفسـك .[/align]
المفضلات