يوسف القبلان
1- في قضية التريبة، يطرح الوالدان أسئلة تربوية مهمة ومحيرة ومنها ما يتعلق بنجاح الأسلوب التربوي الذي ينجح مع أحد الأولاد أو مع جميعهم ويفشل مع أحدهم؟ فهل يعني هذا أن الأسلوب خاطئ، أم أن الابن لا أمل فيه؟!
بحثت عن إجابة لهذا السؤال فوجدته لدى الدكتور دون فونتيل مؤلف كتاب: "الأسلوب الأمثل في تربية المراهقين" وهو اخصائي وخبير في علم النفس ومتخصص في سلوك المراهقين، والكتاب من إصدار مكتبة جرير.
يقول المؤلف "إذا كان الأسلوب الذي تتبعه في التربية ناجحا مع أحد أولادك، وليس مع بقيتهم، فإن هذا الأسلوب غير خاطئ أو غير لائق، بل معنى هذا انه غير مثمر مع شخصيات باقي أطفالك، وهذا ليس معناه أنها طريقة سيئة، لأنها لو كانت كذلك، فإنها لن تفلح مع أي طفل على الإطلاق، فالأسلوب الذي اعتدت على انتهاجه مع سلوكيات معينة في ابنتك قد يكون جيداً وناجحاً معها وقد لا يفلح مع ولدك، ليس بسبب سوى اختلاف شخصيتيهما، فضع ولدك في محيط آخر، أي تعامل معه بطريقة مختلفة تماماً وكلما زاد تنوع أساليبك في التعامل مع طفلك، زادت فرصة نجاحك.
عند التعامل مع المراهقين على الآباء مراعاة أنهم يتعاملون مع أطفال ذوي شخصيات مختلفة فلهذا يجب أن يستخدموا طرقا منفردة لكل واحد منهم).
2- من أفدح الأخطاء التربوية التي يقع فيها أولياء الأمور، والتربويون في المدارس في مسألة التربية كثرة توجيه اللوم والتقريع والبحث عن الأخطاء، وقد يحدث ذلك اللوم والتقريع امام الآخرين.
وإذا كانت المدرسة الحديثة تعلم الطالب كيف يتعلم وكيف يفكر ويحلل ويتعامل مع المشكلات ويتخذ القرارات فإن هذا لن يتحقق إذا كان تعزيز الجوانب الإيجابية هو السلوك المفقود.
ومن الملاحظ على بعض أولياء الأمور سيطرة الفكر الرقابي والمتابعة المقيدة غير المفيدة لكونها متابعة لا تتوقف إلا عند الأخطاء فقط أما في حالة وجود سلوكيات جيدة فإنها في نظر أولياء الأمور لا تستحق التوقف.
إنني شبه متأكد أن الآباء والأمهات لو راجعوا أسلوبهم في التعامل مع أبنائهم وبناتهم سوف يكتشفون أنهم في الغالب يصدرون التعليمات والتحذيرات والتوجيهات والملاحظات، والتهديد بالعقاب ومن النادر البحث في الجوانب الإيجابية وتشجيعها، ولهذا فإنه لن يكون مستغرباً في بيئة العمل أن يتعامل الرئيس مع المرؤوس بنفس الأسلوب
المفضلات