شعر : معـين جبر

قانا ...
البـِدايـَة ُ...،
والمَسافاتُ التي ذابـَتْ ...
عـَلى ضـَفائِر ِها ...
حِكاياتُ القـَبائِلْ ... !

قانا ...
النِّهايَة ُ ...
في صَدى التاريخ ِ ...
كانـَتْ ...
تـَحْـتـَسي عـَفـَنَ العَواصِم ِ ...
وآخـْـتِلاجاتِ الجَداو ِلْ ...!

قانا ...
الحِكايَة ُ ...
يا عَدُوّ َ الله ِ ...
كانـَتْ ...
تـَحْـتـَوي في صَمْـتِها ...،
وَتـَعيشُ أحْلامَ البـِلاد ِ ...،
إلى البَعيد ِ ...

عَلى جَدائِلِها ...
نِهاياتٌ تـَمُرّ ُ ...
وَتـَنـْز ِفُ الوَجَع الـّذي ...
ما زالَ يَرْسُمُ ...
لـَوْحَة َ الشـّعْب ِ المُناضِلْ ... !

كانـَتْ تـُسَرِّحُ شـَعْرَها ...
وَتـَعيشُ حُلـْمَ القادِمينَ ...،
مِنَ الرّحيل ِ ...
وَفي يَدَيْها ...،
باقـَة الشـّوق ِ ...،
وَزَهـْر حبّات السّنابـِلْ ...!

كانـَتْ ...
تـُقاتِلْ ... !!!

كانـَتْ تـُقاتِلُ ...
فــَوْقَ كاهِلها يـَنامُ الـّليلُ ...،
في وَهَن ٍ ... ،
هَدّ َهُ التـّاريخ ُمِنْ ...
وَجَع القنابـِلْ ... !

قـُمْ يا صَغيري ...،
لا ...
تـَخـَـفْ ... ،
حـُضـْـني مَساحاتٌ لِجُرْحِكَ ...،
حينَ ... ،
تـَنـْدَثِرُ المَناز ِلْ ... !

قامَ الصّـَغيرُ ...،
بَكـَى ...
فـَوْقَ ساعِدِها ...
وَقالـَتْ : -
مَا الـّذي يُلـْهـِيكَ...
يا ...
عِطـْر الخـَمائِلْ ...!! ؟؟

مِدّي يَدَيْك ِ ... ،
وَز َمِّلينا ...
مِنْ هـُناكَ ...
وَمِنْ هـُنا ...
مِنْ كـُلّ خاصِرَةٍ ...
تـَخـَضّبَ جُرْحَها ...
ألما ًً... ،
عَلى ألـَم ِ الصّغار ِ ...
وَصَرْخـَة ً ... ،
تـَلـْتاعُ حَسْرَ تها ...
وَتـَذ ْوي ...

إيهِ يا صَمْتَ الأرامِلْ ...!!!!!!

جَسَدٌ تـَقـَطـّعَ تـَحْتَ ...
أنـْـقاض ِ الرّ ُكامْ ...

وَأنينُ هاشِمَ ...
لا يَزالُ ...
يَجيءُ مِنْ ...
بَيْن ِ الحُطام ِ ... ،
وَيَسْكـُتُ الصّوْتُ ...،
الحَزينُ ...،
وَيَتـَّكي ...
فـَوْقَ أعْمِدَةِ المَفاصِلْ ... !

جـُثـَثٌ تـَوَزّعَ لـَحْمَها ...
فـَوْقَ المَساماتِ الـّتي ...،
نـَعَفـَتْ ...
مَدامِعها المَناهِلْ ...!

فـَهُنا جـِداريّاتُ ...،
فـَنّ ٍ ...
رَسَمَتْ خـَوابـِـيها الدِّماءُ ...
وَأيّ لـَوْن ٍ ...؟!
قـَدْ تـَعَمّـَدَ بالسّوائِلْ ...!

طِفـْلٌ تـَمَز َّقَ ساعِدَيْهِ ...
وَأ ُمّ مَحـْمود ٍ ...،
تـَعَلـّـَقَ في جَديلـَتِها ...،
صَغيرٌ ... ،
كانَ في يَدِهِ جَديلـَة ْ ...

فيها ... ،
تـَجاعـِـيدُ الجَدائِلْ ...!

وَصَفيرُ عُصْفور ٍ ...،
يُرَدِّ دُُ ...،
لـَحْنَ أنـْغام ِ الجَنازَة ْ... !

قانا ...!!
بـِأيِّ صَحائِفِ التـّاريخ ِ ...
أرْويها ...،
تـَفاصيلُ الجَريمَة ْ ...!!!!؟؟؟؟

تـُبّا ً لأحْزان ِ القـَبيلـَة ِ ...،
وآحْـتِقان ِ الدّم ِ في وَجْهِ الحَمائِلْ !

تـُبّا ً لِصَرْخـَـتِكِ الثـّقِيلـَةِ ...،
في صَدى صَوْتِ القـَنابـِلْ ... !

قـَدْ كـُنـْتِ قانا ...،
كـُنـْتِ مَلـْحَمَة المُناضِلْ ...!

مِنْ أيِّ باب ٍ ... ؟؟
قـَدْ أعُودُ الآن َ ... !
قـُولي ....!!!
مِنْ جَنـُوبِ ...،
الحَـقـْـل ِ ...!!
أمْ ... !!
مِنْ كـُلِّ أكـْـتافِ الشـّمائـِلْ ...!

كـُلّ المَنايا ...
في مَداخِلِكِ الطـّهورَةِ ...،
تـَحْـتـَوينا ...،
تـَحْـتـَوي زَهْرَ السّنابـِلْ ... !

قـُمْ ...
قـُمْ ... ،
وَطـَهِّرْ ساعِدَيّ َ ....،
فـَأنـْتَ سِرّي ... ،
أنـْتَ أنـْسامُ الظـّلائِلْ ... !

قانا تـَئِنّ ُ ... ،
وَفي الأنين ِ طـَهارَة ٌ...،
مَنْ ذا ....؟؟
يُكـَفـْكِفُ دَمْعَها ... !
وَيَقـُولُ ...
لا ...
قانا ...
وَمِنْ شَلاّل ِ عَيْنـَيْك ِ ...،
بُحُورُ الدَّمِّ ... !!
ِ قـَدْ صَارَتْ ....
جَداو ِلْ...!!!!!!


30 / 7/ 2006