[align=justify]
لا أدري ما هو سر العلاقة التي ارتبط بها أهالي ينبع مع البيتزا مؤخراً ؟ حب وود وتقارب وعناق ولا افتراق ، فلا تلج شارعاً إلا وبائعاً للبيتزا يقف أمام تنوره ؟ تقصد محلاً تذكر أنه كان يبيع أدوات سباكة أو بويه أو ألمنيوم أو خياطاً فتجد محلاً للبيتزا حل محله !!
ترى السيارات تعطل الحركة المرورية فتظنه حادثاً فإن اقتربت فماهو إلا انقضاض الناس على احد محلات البيتزا !! تتخطاك السيارات من ذات اليمين وذات الشمال فتظنها سيارات ليموزين إلا أنه يتضح لك أنها من سيارات توصيل البيتزا إلي المنازل !! تتصل على صاحب أو قريب فيقول لك أنا في محل البيتزا ماسك سرى!
تذهب إلي أحد أصدقائك أو أقاربك أو لأرحامك فتجد ملصقاً على بابه فتظنه ملصق التعداد السكاني أو ملصق التطعيمات الصحية للأطفال إلا أن ظنونك تخيب فماهو إلا ملصقاً لرقم اشتراك في أحد محلات البيتزا !!
قرأت بعضاً مما ورد في تاريخ ينبع فوجدت أن أبائنا وأجدادنا كانوا يأكلون الفطير بالسمن والعسل واللبن والرز بالمولوخية والباميه والقرع ويأكلون الثريد والعصيدة والمرقوق والمعدوس والصيادية وغير ذلك ، أما هذه البيتزا فلا والله ما ذكرها ولا أحد من المؤرخين المتقدمين ، أما ما يقوله المتأخرين المتحضرين أنها جاءت من إيطاليا ؟ فلماذا لم نرسل نحن لإيطاليا من فطيرنا ومعدوسنا وملوخيتنا وصياديتنا !! إن البيتزا هي عجينة عليها ملعقة من الجبنة ونصف حبه فلفل رومي وحبه باندورة ومادة مطاطية ( لا أعرف اسمها شبيه بالسيلكون ) فيبيعونها بأربعين وخمسين وستين وسبعين ريالاً على حسب أسم المحل لا الجودة !! فسببت علينا هذه البيتزا ارتفاع أسعار الأجبان والزيتون والرمان ولا أظنه إلا منها ، فرفقاً يا من تأكلون البيتزاً بالذين يأكلون النواشف !!
على كل الأحوال في النفس كلاماً كثيراً نؤجله لوقت لاحق لأني أسمع طارقاً يطرق الباب ولست أنتظر أحداً إلا بائع البيتزا فلا أظنه إلا هو قد أحضر ما طلبناه !!
[/align]