ما أكثر الذين يرحلون وهم على قيد الحياة.. وما أقل الذين يبقون ذكرا وحياة
والموت حق وكل الناس ذائقه، ولكن هناك من يكون وقع موته على القلب أليماً، وأثره في النفوس بليغاً ..
ففي يوم الجمعة 24-2-1427هـ ، توفي المربي الكبير، والأديب الأستاذ/
عثمان الصالح - يرحمه الله - عن عمر يناهز 91 عاماً، إثر متاعب صحية كان يعاني منها الفقيد في السنتين الأخيرتين من حياته.
والشيخ عثمان من مواليد مدينة المجمعة في العام 1335هـ، حفظ القرآن الكريم منذ نعومة أظافره، ودرس على أيدي المشايخ في ذلك الوقت، منهم الشيخ عبدالله العنقري والشيخ عبدالعزيز الصالح إمام الحرم المدني والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية وأخوه الشيخ عبداللطيف، رحم الله الجميع.
بدأ التدريس في العام 1354هـ كأول معلّم في أول مدرسة حكومية في المجمعة ثم بطلب من الامير سعود ولي العهد آنذاك انتقل للعمل في مدرسة الأنجال التي تغيّر اسمها فيما بعد لتُعرف بمعهد العاصمة النموذجي واستمر الفقيد مسؤولاً عن المعهد حتى تقاعده بناء على طلبه في العام 1391هـ.
وللفقيد اهتمام بارز بما يتصل بشؤون الأدب والثقافة وكانت له إسهامات بارزة في الوسط الثقافي المحلي ولعل من أهم إنجازات الفقيد الراحل إنشاءه لصالون الاثنينية الذي يحمل اسمه منذ العام 1417هـ. ولا تزال أنشطته الثقافية مستمرة كداعم أساسي في الثقافة المحلية.

وأذكر أنه زار ينبع في رحلة مدرسية لطلاب معهد العاصمة النموذجي في منتصف الثمانينيات الهجرية واحتفى به الشيخ / حامد خلاف يرحمه الله مدير مدرسة ينبع الابتدائية في تلك الفترة
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}