دور المعلم الحيوي واتصاله مع الطلاب بشكل يومي، يضعانه في مكانة تؤهله لتقديم بعض التدخلات المساعدة للطلاب في الأوقات الصعبة.

ولا شك بأن التواصل هو من أكثر الوسائل تأثيراً في مساعدة الطلاب للتغلب على خبراتهم الأليمة، والحيلولة دون انغماسهم في مشاعر العزلة والعجز والسلبية. هنالك ثلاثة أهداف يسعى المعلم إلى تحقيقها بتدخله:

ـ مساعدة الطلاب على التعبير عن خبراتهم ومشاعرهم المرتبطة بالأزمة.

ـ مساعدة الطلاب على تطوير فهم معرفي ملائم بشأن الظرف الصعب.

ـ تمكين الطلاب من تعزيز قدرتهم على التأقلم في حياتهم اليومية.

وقد تبين بأنه من المفيد الانتباه إلى الأمور التالية، في بناء التواصل الجيد مع الأطفال والطلاب داخل الصف:-

الاتصال اللفظي

· اظهرْ اهتماماً خاصاً في الحديث مع الطلاب للتعرف على خبراتهم، مستخدماً التواصل بالأعين واستخدام العبارات المشجعة والابتسام والإيماء بالرأس.

· امنحهم فرصة كافية للتحدث وأعطهم أدواراً منتظمة تتيح لغالبية طلاب الصف المشاركة.

· أظهر تقبلّك للطلاب وقم بتشجيعهم على التعبير عن قصصهم وانفعالاتهم، وحياتهم الماضية، والصعوبات الحالية التي يواجهونها. إذ أن هذا يمنحهم الإحساس بالاحترام والتقدير والشعور بأهمية خبراتهم.

· تجنب حثّ الطلاب على الإجابة عندما يكونون غير راغبين في ذلك، بل اترك لهم حرية الاختيار في الإجابة بالشكل الذي يرتأونه.

· قم بالتعقيب على مشاركة الطلاب بتلخيص ما يتحدثون به بكلماتك، مستخدماً عبارات تشجيعية ومتعاطفة.

· قم بتشجيع الحوار المفتوح بعبارات مثل: "ماذا حدث بعد ذلك"؟ و"كيف شعرت عندما حدث ذلك"؟.

· قم بتوجيه أسئلة للطلاب تدور حول أسوأ ما اختبروه في الأحداث، وعما يفعلونه لحماية ومساعدة أنفسهم أثناء وقوع الحدث، وما يرغبون في عمله في الوقت الحالي.

· استخدم وسائل اتصال مختلفة لتسهل عملية تعبير الأطفال عن أنفسهم ومنها الرسم والموسيقى والغناء والكتابة والتمثيل….

· اشكر الطلاب على مشاركتهم في نهاية النشاط..

الاتصال غير اللفظي

يعتبر هذا النوع من الاتصال مهماً جداً وعلى الدرجة نفسها من أهمية التواصل بالكلام.

ومن وسائل هذا الاتصال ما يلي:

· تعبيرات الوجه: الوجه المبتسم يعطي الطفل إحساساً بالأمل والتشجيع والاهتمام بما يقوله أو يفعله، على خلاف الوجه العبوس الذي يعكس عدم الاهتمام والرفض.

· الدعابات والضحك: الدعابات والضحك والابتسامات تساعد الطفل على الاسترخاء والوثوق بنا وتخلق أجواء مريحة دافئة.

· التواصل بالنظر: التواصل بالأعين مع الطفل خلال التحدث إليه، مع مراعاة الاقتراب منه بشكل تدريجي وعدم التحديق فيه، خاصة بالنسبة للأطفال شديدي الخجل الذين يحتاجون إلى وقت أكبر لاستعادة ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين.

· استخدام اللغة البسيطة: التحدث مع الطفل بلغة بسيطة ومفهومة.

· الصمت: احترام رغبة الطالب في اختيار مشاركته، وتجنب حث الطلاب على التحدث رغماً عنهم، والسماح لهم بأخذ وقت كافٍ لإشراك الآخرين في خبراتهم.

العلاقة بين المعلم والطالب

من الضروري المحافظة على علاقة جيدة بين المعلم والطالب، حيث تعمق مثل هذه العلاقة الشعور بالأمان والطمأنينة اللذين يفتقدهما الطالب نتيجة الأحداث العنيفة والمشاكل الأسرية، ومن أهم مظاهر هذه العلاقة:

· تقبل الطلبة والإحجام عن إهانتهم أو رفضهم أو السخرية منهم، بالرغم من بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تبدر منهم.

· تشجيع الصفات الحميدة لدى الطلبة وتعزيزها عن طريق توجيه الثناء والمديح.

· إظهار التعاطف والحب والاحترام لهم.

· مشاركة الطلبة بطرق إيجابية وملائمة في أوقات مناسبة.

البيئة الصفية

تعتبر البيئة الصفية والتحضير المسبق لها من الأمور التي تدعم الخطوات السابقة وتشمل:ـ

· توفير نظام تعليم ثابت في المدرسة، مما يساعد الطلاب على الإحساس ببعض الاستقرار والأمان.

· التحضير للحصة تحضيراً جيداً بطريقة تثير اهتمام الطلاب وتقوي مشاركتهم.

· إيقاف التعليق المستمر على السلوك الصفي السيئ واستبداله بتعزيز السلوك الجيد.

· توجيه الانتقاد فقط عند ارتكاب الأخطاء الكبيرة والامتناع عن إهانة أو معاقبة الطالب أو مقارنته مع طلاب آخرين.

· عدم إخراج الطالب من الصف، بل تشجيعه على القيام بشيء يحبه. ويعتمد هذا على عمر الطالب. (أحياناً لا يكون هناك مفر من إخراج الطالب من الصف).

· الثناء على إنجاز الطالب، الأمر الذي يشعره بالسعادة والتقدير وينمي لديه الثقة بالنفس.

· إرساء قواعد الاحترام المتبادل في التعامل مع الطلاب مما يشعرهم بقبولنا لهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم وبنا باعتبارنا معلمين.

· من الضروري أن يتعرف الطالب على قوانين وأنظمة المدرسة، حتى في الظروف الصعبة، وضرورة المحافظة عليها، إلا في حالات الطوارئ القصوى، فهذا يشعره أيضاً بالاستقرار والثبات.

اقتراحات لمساعدة الطلاب في المجموعات

من المفيد أن يأخذ المعلم الأمور التالية بالاعتبار، عند قيامه بالعمل مع الطلاب في مجموعات مدرسية:ـ

· مساعدة المجموعة على التشارك في التعبير عن مشاعر الخوف المشتركة، المتعلقة بغياب الأمن وعدم الاستقرار، وتعزيز قدرة المجموعة على احتواء هذه المخاوف، من خلال دعم أفراد المجموعة بعضهم بعضا.

· قم بتصحيح المعلومات غير الكافية، أو التي تنقصها الدقّة وسوء الفهم بشأن الأوضاع، دون اللجوء إلى تقديم أي شي غير واقعي بغرض طمأنة الطلبة. اعتمد الحكمة والصدق دائماً في ما تشارك به الطلاب.

· أكّد على أهمية أخذ الوقت مجراه الطبيعي لزوال ردود الأفعال الأولية، مع الإشارة إلى أن هنالك فروقا فردية بين الأفراد في التعامل مع الصدمات.

· شجع الطلاب على طلب المساعدة سواء من المدرسين، أو من أولياء أمورهم، أو المختصين والمرشدين إن لزم الأمر ذلك.

· في حالة إظهار الطلاب سلوكيات غير لائقة، أعرب عن تفهمك لهذه التصرفات، واستخدم في الوقت نفسه الحزم في رسم قواعد السلوك المناسبة.

هنالك بعض المحاذير التي يجب عليك أن لا تقدم عليها:ـ
· التخفيف على الطالب ومشاعره، باستعمال عبارات مثل (انس الأمر، لقد انتهى كل شيء الآن، أنت بطل)، وعوضا عن ذلك يمكنك أن تقول مثلا "أفهم أنك حزين وأرغب في مساعدتك."

· قَوْل أي شيء غير حقيقي أو واقعي، مثلا أن القصف سوف يتوقف قريباً.

· إثارة آمال أو وعود وتوقعات يصعب تحقيقها.

· الحدّة في النقاش.

· المقاطعة.

· التسرع في إصدار الأحكام.

· تقديم النصيحة قبل أن يطلبها الطالب.

· ترك انفعالاتك تنعكس بشكل مباشر على الطلاب.

· التحدث عن نفسك بأسلوب غير لائق.

كما أن هنالك بعض الأمور المرغوبة التي يستحسن أخذها بالاعتبار:ـ
· ضرورة ضبط الكبار لردود أفعالهم أمام الأطفال.

· مشاركة الطفل في إيجاد حلول لمواقف صعبة، يساعدهم في الاعتماد على أنفسهم، وزيادة قدرتهم على حل المشكلات مما يؤدي إلى بناء ثقتهم بأنفسهم.

· تكليف الطفل ببعض المهام التي يمكن أن ينفذها بنجاح بهدف تعزيز تقدير الطفل لذاته.

· إعطاء الطفل مجالاً للّعب فردياً وجماعيا،ً والحفاظ على نمط يومي ثابت، يساعد في استعادة الاستقرار العاطفي.

· انخراط الأطفال والفتيان في نشاطات مجتمعية، والقيام بأعمال تطوعية لمساعدة الآخرين، يساعد الأطفال والفتيان على التغلب على الأزمات.

· إعطاء الأطفال الفرصة لممارسة استقلاليتهم.