قضية عدم قبول الطلاب في الجامعات هي قضية كل المجتمع بجميع مؤسساته ووزاراته،فما يحدث الان في الجامعات من تحطيم طموح جيل كامل لا يجب السكوت عليه مهما كانت الاسباب.. فالمشكلة ليست مقتصرة على إماتة طموح هذا الجيل او من يقتعدون كراسي التعليم العام فبالاضافة الى هذا التحطيم هناك كارثة اخرى ، فماذا يعني أن يتم رفض طلاب حاصلين على الامتياز في الثانوية العامة ويخضعون لـ(التحصيل والقياس) ولايجدون بامتيازاتهم مكانا داخل الجامعة .. إذن من هم الذين يقبلون إذا لم تستطع فتاة حاصلة على 100% القبول في الجامعة،وفتاتان حاصلتان على تقدير 98% وطلاب حاصلون على نسب الامتياز ومافوق 97% ؟! ثمة خلل كبير لا يتمثل في رفض الطلاب ، فكل بلاد الله تحتضن متميزيها وتسخر كل طاقاتها لرعايتهم لأنهم المستقبل والثروة الوطنية الحقيقية.
اما ما يحدث لدينا فهي فلاشات وتصريحات صحفية تتبرع بها وزارة التعليم العالي . كانت أذني محطة لكلمات ومفردات تفوه بها هؤلاء الطلاب والطالبات الذين وجدوا ان تميزهم غير مقدر،وأن أحلامهم ذبلت ليس لعجزهم بل لعجز انظمة التعليم العالي.. والله لو استمع وزير التعليم العالي لما يقال من هذه الفئة لما نام قرير العين خوفا على ثروة هذا الوطن..والقضية الان هي قضية وطن كامل معلق بها الجميع،فنتائج هذا الرفض ستتحمله كل الوزارات على صورة ارتداد عكسي ..ولم يعد تخدير التصريحات الاعلامية مجديا لهؤلاء الطلبة.
واذا كانت الجامعات الحالية ليس لديها القدرة الاستيعابية لأن تقبل أصحاب الامتيازات فماذا عمن هم ادنى من ذلك،وماذا عن الدراسات التي وعدنا بها؟ فالمشكلة ليست وليدة هذا العام فقد قاربت ان تصل للعشرة أعوام من غير حل،ولو كان هناك تخطيط أو دراسة لقامت وزارة التعليم العالي بافتتاح جامعات أخرى تستوعب الاعداد الكبيرة من خريجي التعليم العام،ولو قالوا ان الجامعات والكليات الموجودة تفيض عن الحد،سنقول اذن من الذين يقبلون في هذه الجامعات هل هم أصحاب الواسطات أم ماذا!!، ثم اذا كان القياس والتحصيل هما المعيار لقبول الطلاب والطالبات فلماذا لايتم ادخالهما في مناهج التعليم العام ليتدرب الطلاب عليهما؟
المشكلة تبدو للمسؤولين في التعليم العالي ذات وجهة واحدة بينما الحقيقة أن لها وجوها متعددة ستفرز قنابلها عما قريب، لذلك أقول ان المشكلة هذه تعني كل فرد يخاف على هذا الوطن وثروته البشرية،فالوطن ليس مالا وأرضا فقط بل الوطن اناس واحلام وطموح وولاء وانتماء فاذا فرغ الجيل من كل هذه القيم فكيف سيكون الوطن غدا ؟
لذلك اقول أين الوزارات والمؤسسات الوطنية،اين هي مما يحدث والغريب ان لا احد يشعر بالخطر المحدق بنا وكأن القضية طالب ولم يقبل - ايه يعني-.. لا ياسادة يعني ويعني ويعني بس للمفتحين والخائفين على مستقبل هذا الوطن وثروته البشرية.
المفضلات