مستعجل
إجازة المدرسين.. مرة أخرى
عبدالرحمن السماري
ليس جديداً أن نسمع من يهاجم المعلمين والمعلمات.. ويتحدث عن رواتبهم وعن السلم الخاص بهم.. وعن امتيازاتهم وعن إجازاتهم وعن كل ما لهم.
* هذا ليس جديداً ولا مستغرباً .. أن يصدر من أي شخص لا يعرف المهنة ومعاناتها ومتاعبها ومستلزماتها واحتياجاتها .. لكن أن يصدر هذا الهجوم أو هذا النقد أو هذا الرأي من شخص في نفس الحقل أو مسئول عنه.. فهذا هو المستغرب.. فبدلاً من الدفاع عنهم وشرح معاناتهم اليومية .. وشرح طبيعة هذه المهنة التي خصتها الدولة بسلم رواتب خاص.. استشعاراً لقيمتها وأهميتها وخطورتها.. وأنها من المهن التي تحتاج إلى مهارات خاصة.. وكفاءة معينة لا يصلح لها أي شخص..
* أقول .. لقد قرأنا عشرات الكتابات تتحدث عن إجازات المدرسين والمدرسات ورواتبهم.. ولكنها من قراء عاديين لا نعيرها أدنى اهتمام.. لأن أكثر من كتب لا يعرف المهنة أصلاً.
* لكن ... أن ينبري شخص سمى نفسه بمدير الإعلام التربوي وقال.. إن المعلم لا يداوم في السنة إلا «185» يوماً.. وإن باقي السنة كلها إجازات له.. فهذا كلام مؤسف حقاً.. لأن هذا الشخص ... نسي أن كل موظفي الدنيا في هذا البلد وفي غيره «يعطلون» مثل المدرسين «يومين» في الأسبوع... وإجازات الأعياد وكل الإجازات. فقط المدرس المسكين يزيد ب «15» يوماً في السنة في الإجازة الصيفية «القسرية» ونقول القسرية لأن المدرس تُفرض عليه الإجازة في هذا الموعد فرضاً.. ولو قيل لموظف حكومي سنجعل إجازتك شهرين بدل شهر واحد ولكن سنحدد موعدها بالضبط وبدقة .. لرفض حتى لو جعلوها ثلاثة أشهر.
*. إذاً ... كيف نقول.. إن المدرس المسكين يعمل في السنة «185» يوماً فقط... وننسى أن الفرق بينه وبين الموظف الآخر خمسة عشر يوماً أو أقل.. ونتجاهل أن مهنة التعليم مهنة خطرة دقيقة لها مواصفات خاصة.. ولها اشتراطات خاصة.. إذ يحضر من الفجر ولا ينصرف إلا متأخراً.. وطوال دقائق الدوام وهو «على رِجِلْ» حتى لو أراد الذهاب لدورة المياه «إذا هي موجودة» لعجز... وحتى لو أراد الاتصال بالهاتف للاطمئنان على ابنه المريض لعجز.. بينما الموظف الحكومي.. «والمدير التربوي؟!!» يغيب ثلاثة أيام «والأمور ماشيه» وخارج الدوام ماشي.
* هل نستخسر على المدرسين زيادة «15» يوماً في الإجازة من أجل أن يعالجوا عيونهم وأنوفهم من حساسية الطباشير.. أو يعالجوا آذانهم من «صَجَّةْ» الطلاب.. أو يذهبوا للعلاج الطبيعي لعلاج ركبهم وأرجلهم وسيقانهم من طول الوقوف أو يكمدوا حناجرهم من «الْبَحَّهْ».
* مهنة التدريس ... تحتاج إلى مواصفات خاصة وقدرات خاصة واستعداد خاص لا يقدر عليها ولا يصبر عليها.. إلا القلة.. فأرجوكم «لا تطفشونهم.. وخلوهم يْصَالُون بِزارِينَّا» وحلال عليهم خمسة أشهر في السنة إجازة.. وحلال عليهم مضاعفة السلم.
* ومرة أخرى «عساها في الإجازة ولا في المساكين و«خوش فزعه.. يامدير الاعلام التربوي؟!!».
المفضلات