[ALIGN=CENTER]اليهود في البحرين ما زالوا يرفضون الهجرة


مملكة البحرين

اليهود البحرينيون حالة خاصة، فهم لا يقيمون اي اتصال باسرائيل ولا حتى باليهود الآخرين، وهم ايضا يبادرون دائما الى التبرع للفلسطينيين في أي حملة تبرعات تنظمها الجمعيات والمؤسسات الرسمية.

عميد الجالية اليهودية في البحرين

ما زال اليهود البحرينيون الذين يبلغ عددهم نحو 25 فردا يرفضون الهجرة من البحرين، وهي الدولة الوحيدة في شبه الجزيرة العربية، باستثناء اليمن، التي يعيش فيها اليهود، حيث يمارسون عبادتهم بحرية ويمتهنون التجارة والصرافة.

في سوق المنامة الشهير، الذي يعد شارعا تجاريا حيويا، هناك محل للصرافة يملكه رجل كبير طاعن في السن يدعى داوود نونو.

هذا المحل رغم صغره كان نواة لتأسيس كبرى شركات الصرافة في البلاد التي تملك فروعا عديدة وتدير تعاملات مالية ضخمة، الا ان داوود نونو صاحب الشركة وهو يهودي بحريني معروف يأبى الا ان يجلس في هذا الدكان الصغير.

يبلغ داوود من العمر 76 عاما، ويعتبر هنا بمثابة عميد الجالية اليهودية، وقد ولد في البحرين حيث جاء جده قبل مئة سنة، وكان عمر والده آنذاك عشر سنوات، وبعد الحاح، قبل داوود الذي لا يحب الظهور في الاعلام ان يتحدث لـ بي بي سي عن اليهود البحرينيين وتاريخهم.

ويقول نونو: "اليهود الذين اتوا الى البحرين جاؤوا كلهم من العراق أيام الترك واستوطنوا البحرين، وعندما وجدوا ان البحرين مكان جميل عاشوا فيه ولم يرجعوا إلى العراق.. انا اتذكر ان اجدادي جاؤوا الى البحرين قبل أكثر من مئة سنة، ثم جاءت بعد ذلك جالية من ايران، وفي اكبر ازدهار لليهود في البحرين وصل عددهم بين 300 إلى 400 شخص".

وحول ظروف اليهود في البحرين يقول قاسم الشيخ، وهو بحريني مسلم يملك محلا قرب محل داوود: "الجالية اليهودية قديمة جدا في البحرين، والذي ظل منهم في البحرين حصل اغلبهم بالجنسية البحرينية، ونحن لا نشعر بتاتا بأي فوارق بيننا وبينهم، وهم يتمتعون بكامل حقوقهم الدينية والاجتماعية والوطنية، ولا فرق بيننا وبينهم في أي شئ".

ويعتبر قاسم الشيخ احد التجار المعروفين في سوق المنامة، وهو احد مؤسسي حركة الإخوان المسلمين في البلاد، والمفارقة أن الشيخ، الذي تربطه بداود صداقة قوية، كان قد اشترك بقوة في الإحداث والمظاهرات التي استهدفت الجالية اليهودية عام 1948.

ويضيف قاسم الشيخ قائلا: "البحرين كبقية الدول الإسلامية والعربية قامت فيها مظاهرات كبيرة وحدثت بعض التجاوزات بسبب الشعور المعادي للصهيونية في ذلك الوقت، وكنا في ذلك الوقت في المرحلة الثانوية فاشتركنا في المظاهرات، ولكن اعتقد ان ما حدث في 48 لم يؤثر على مواطنة اليهود".

في هذه الاحداث حرقت كنيسة اليهود التي يسمونها بالتوارة، وخربت منازلهم، ومن حسن حظ داوود نونو وعائلته أنهم كانوا مصادفة في البصرة خلال تلك الاحداث، اما بقية اليهود فقد اختاروا الهجرة".

وفي هذا يقول داوود نونو : "اكثرهم رحلوا عن البحرين. قسم رحل إلى لندن، وقسم رحل إلى أمريكا، وقسم رحل إلى إسرائيل وتفرقوا، وبقي عدد قليل منهم في البحرين يبلغ بين 25 إلى 30 فردا لا اكثر".

قام داود باعادة بناء كنيس التوراة قبل أربع سنوات ولكن اليهود لم يمارسوا عبادتهم فيه بسبب قلة عددهم ولعدم وجود رجل دين يقودهم في صلاتهم، وقد عين ابن داوود ويدعى ابراهيم عضوا في مجلس الشورى البحريني.

اليهود البحرينيون حالة خاصة، فهم لا يقيمون اي اتصال باسرائيل ولا حتى باليهود الآخرين كما يؤكد نونو، وهم ايضا يبادرون دائما الى التبرع للفلسطينيين في أي حملة تبرعات تنظمها الجمعيات والمؤسسات الرسمية. [/ALIGN]

منقول ...