تقع الحِجر " مدائن صالح " على بعد 22 كـم من محافظة العُـلا.
يعتقد الكثير من الـناس أن اسـم مدائـن صالـح يعود تسميتهـا إلـى نبي الله صالـح عليه السلام وهذا خطـأ يجب الانتباه له ، حيث بدأ الناس يتعارفون على هذا المسمى منذ القرن الثامن الهجري ويذكـر ابن ناصر الدين محمد بن عبدالله نقـلاً عـن أبي محمد القاسم البرزالي " مدائن صالح التي بالقرب من العُـلا على طـريق الحاج من الشام بلد إسلامي ، وصالح المنسوبة إليه من بني العباس بن عبدالمطـلب " . أما قبل ذلك فقد كان يُطلق عليها مسمى الحجر ولقد ورد ذلك في القرآن الكريم بل وحمل اسمها إحدى سور القرآن .
الأنـبـاط هـم مـن عـمّـرَ الـحِـجـر :
لقد ثبت لدى الباحثون أن الأنباط هم أول من استوطن الحِجر " مدائن صالح " وقاموا بتعميرها ويرى الباحثون أن أصل الأنباط من الجزيرة العربية وذكر المؤرخ ديودور الصقلي أن الأنباط كانوا بدواً رعاة لا يعـرفون الزراعة أي أنهم غير مستقرين ، وأنهم لا يشربون الخمر ، وأرضهـم أغلبهـا صخرية وعره .
ومن المعلـوم أن الأنباط قد أسسوا مملكة ضخمة امتدت من عاصمتهم البتراء " سلع " شمالاً إلى الحِجر " مدائن صالح " جنوباً ولقد كان أقدم دليل يشير إلى وجود الأنباط يعود إلى القرن التاسع الميلادي .
ولقد كان بداية نشأة مملكتهم في مدينة سلع والمسماة حالياً بالبتراء وهي العاصمة السياسية للأنباط .. وبعدها قرروا السيطرة على طريق التجارة القديم فأسسوا عاصمتهم التجارية " الحجر " .
ومن خلال النقوش النبطية المؤرخة في مدائن صالح نستطيع تحديد العمر الزمني الذي ساد فيه حكم مملكة الأنباط ، إذ أنه يبدأ من بداية القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الثاني الميلادي .
ولقد واجه الأنباط العديد من المشاكل السياسية والإفتصادية وخصوصاً مع الإمبراطورية الرومانية وكان أكبر مشكلة وتحدياً كبيراً واجهته مملكة الأنباط والذي أدى إلى سقوطها وإضمحلالها ، هو إكتشاف الرياح الموسمية في القرن الأول قبل الميلاد والتي تسببت في إعتماد الدول وأصحاب القوافل التجارية بالإعتماد الكلي على نقل بضائعهم عن طريق البحر الأحمر مما أدى ذلك في تأثر الحجر وهي التي كانت تعتمد على مرور القوافل من عندها وأخذ الضرائب منها .
قصر الصانع

ولهذا الضريح قصة رائعة هي أقرب بالأسطورة ويتم تناقلها على شكل واسع بين أبناء العلا وهم يؤمنون بها وغيرها الكثير من القصص ، بل إن مجرد مناقشتهم في صحتها يعد مشكلة كبيرة ، ولا لوم عليهم أبداً إذ أن أغلب المناطق التي تتوفر فيها حضارات ضاربة في القدم ، لابد وأن ينشأ لديهم العشرات من القصص والأساطير وواجبنا نحوها أن نحترمها فهي تُعد ثقافة لا يستحقرها إلا جاهل أو أحمق .
هذه القصة سمعتها من أكثر من شخص تعبتُ كثيراً حتى حصلتُ على بيتي الشعر الموثقان للقصة .
" كان هناك شيخاً حدري لديه فتاة في غاية الحسن والجمال اسمها بثينة، وحتى يبعدها عن نظرات الرجال حبسها في قمة الجبل الذي يُسمى الآن بقصر البنت وكان الشيخ يسكن بنفسه عند سفح هذا الجبل .
وعلى الرغم من كل الاحتياطات التي بذلها الشيخ المسن في الحفاظ على بنته بثينه إلا أنه قد نجح صانع حرفي في رؤية الفتاة الشابة واستطاع التحدث معها .. ثم مالبث أن أحبها وبحث معها عن وسيلة وطريقة توصله إلى مسكنها ..
استطاعت الفتاة في إحدى الليالي أن تدلي من الجبل حبلاً مجدولاً من شعرها وهكذا استطاعت أن تسحب الصانع الحرفي إليها .. أخذ الصانع يتردد على بثينة في كل مساء تحت أجنحة الليل المظلمة ويهرب عند أول خيط من أشعة الصباح .
ما لبثت بثينة طويلاً حتى حملت من الصانع وحتى تزيل ملل الأيام كونها وحيده في مكان معزول .. أخذت تردد بيتين من الشعر تقول فيهما وهي خائفة من الفضيحة :
[poem=font="Simplified Arabic,5,white,bold,italic" bkcolor="darkred" bkimage="" border="solid,1,orange" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وويل الحدري لو يدري =بثينة عشـرت بـدري
يا حدري لو أنك تدري=ضربت رأسك بالجدري [/poem]
سمع الجيران ما تردده بثينه وأدركوا أن بثينة حامل من أحدهم ولم يترددوا أبداً في إخبار الحدري ..
قام الحدري بالقبض على الصانع وجاء به عند بثينه وسحبهما إلى قمة جبل قريب ، ثم مالبث أن قام بذبحهما وساح دم العاشقان من أعلى الجبل والذي لا يزال يُشار إليه إلى الآن من قبل أهل العلا بأن هذا الدم يعود للصانع وبثينه .
وعلى ضوء هذه القصة سمي الجبل الذي يقع فيه الضريح الماثل أمامكم بقصر الصانع :

قصر الصانع وتُشاهدون الدم يسيح من أعلى الضريح كما ذكرتـ لكم في القصة قبل قليل
الكاتب :ابوزايد ,منتديات مكشات - مدائن صالح
رابط http://www.mekshat.com/vb/showthread.php?t=32790