النائب الحداد من «ورشة حدادة» في ينبع إلى البرلمان المصري

كتب في تصنيف محليات يومية
بتاريخ Jun 09 2012 03:41:04


صحيفة المرصد : كان ضرباً من الخيال أن ينافس عامل مصري «مغترب دهاقنة السياسة ورجال المال والأعمال في الانتخابات النيابية في بلاده. وجاء نجاح الثورة المصرية ليفتح الباب أمام خالد الحداد الذي يعمل في السعودية منذ أكثر من 20 عاماً، ليكون أحد أعضاء مجلس الشعب عن دائرة المنزلة (عمال مستقل)، في محافظة الدقهلية. وربما كان ذلك أبعد من تصور خالد نفسه. كان خالد مغترباً في مدينة ينبع الساحلية (غـــرب السعودية). وتنقل بين أكثر من ورشة للحدادة في ينبع، إلى أن استقر مع إخوته الثلاثة في ورشة «السلام» بحي السميري الشعبي، فطار هو إلى البرلمان ورفقة أهل السياسة والحكم، وبقي أخواه في ورشتهم بينبع. وبحسب الحياة كان النائب الحداد أدى مناسك العمرة الأسبوع الماضي.
وعاد بحديثه إلى الصحيفة إلى ذكرياته الأولى في ينبع، التي ربطها -جرياً على عادة السياسيين- ببداية حرب الخليج الأولى، كشاب مكافح لم يتجاوز سنه 22 عاماً، قضى لتوه الخدمة العسكرية في الجيش المصري، مبدياً مشاعر الحنين بقوله: «إنني أجد نفسي في ينبع أكثر من قريتي في مصر». وأضاف: «شرف لي أنني عملت في ينبع، وكثيرون لا يعلمون ما أكنه لها من محبة، لذلك عاتبني بعضهم من دون أن يعلم أنني دخلت إلى المملكة بجواز سفري العادي، وليس بجواز السفر الخاص الذي حصلت عليه أخيراً».
وبات خالد قادراً على الخوض في أحاديث السياسة بعد أن رمى مطرقة الحِدادة، ولم يعد تذكره بها سوى مطرقة رئيس البرلمان. وقال للصحيفة: «حياتي انقلبت رأساً على عقب، بعد انضمامي إلى مجلس الشعب، فالمرحلة الحالية حرجة لإرساء قواعحد الديموقراطية، والانطلاق في مرحلة بناء جديد، تحتاج إلى جهود مضاعفة لخدمة مصر، إضافة إلى مراعاة المسؤولية الملقاة على عاتقي بعد اختياري».
وعن المميزات التي يحظى بها بحكم منصبه الجديد، يؤكد خالد أنها لا تذكر، «بل لا توجد مميزات نهائياً، وليس هناك من يبحث عن المميزات بين أعضاء المجلس، ومن حصل على مميزات بغير وجه حق هم أعضاء مجلس الشعب السابقون من الحزب الوطني المنحل».
قصة نجاح الحداد في دخول البرلمان أصابت أخاه أحمد بالذهول. إذ قال: «لم أتوقع فوزه بعضوية المجلس، خصوصاً أن المنافسة في الدائرة الرابعة شرسة، وسبق أن خاض الانتخابات مرتين، لكنه لم يوفق إلا في الثالثة». ويضيف: « لم أره بعد فوزه إلا في الأسبوع الماضي أثناء أدائه للعمرة وزيارته بسبب انشغاله وعملي البعيد عنه».
حصل خالد - بحسب أخيه أحمد - على أكثر من 108 آلاف صوت بفارق كبير عن منافسه، وهو يحمل دبلوم تجارة، وشهادات أخرى معادلة للبكالوريوس، يقول: «لم يدخله اليأس منذ 10 سنوات من خوض الانتخابات حتى نجح أخيراً، أما نحن فليس لدينا اهتمام بالعمل السياسي مثل خالد».