لطالما سكنتني قصائد الشاعر الكبير محمد الثبيتي ؛ من ديوانه ( التضاريس ) ، و لطالما رددت من إحداها هذا المقطع الرائع الذي يبدع فيه ؛ فيقول :
[ALIGN=CENTER]أدر مهجة الصبح ..
صب لنا وطننا في الكؤوس ..
يدير الرؤوس..
و زدنا من الشاذلية حتى تفيء السحابة .[/ALIGN]و سمحت لنفسي ـ بعد إذنه ؛ و لا يعني هذا أن الإستئذان كان حقيقيا ـ أن أستعير هذه الصورة الرائعة لأبني عليها هذه القصيدة التي
تختلف عنها في موضوعها ، و أجزم أنها لا ؛ ولن ترق لمستوى قصيدته العصماء .
[ALIGN=CENTER](( الصباح رباح ))[/ALIGN]
( أدر مهجة الصبح ) ياسيدي ..
فإن الصباح رباح ..
ودع عنك هذي النجوم ..
التي في سماك تحوم..
و كن قمرا .. في ليلة التِّمِّ .. يفتر عن ياسمين .
و نادم غوايتك المشتهاة ..
و أسكب على الجمر من ماء عينيك ..
و اشعله منه ..
و لا تسْتَكن للظنون .
*** *** ***
( أدر مهجة الصبح ) يا سيدي ..
فإن الصباح رباح ..
و اسمع من العاشق المستهام :
أنا احيا بحرقة المشتاق ..
لحبيب أبثه أشواقي .
هـو من الـزَمَ الفـؤاد وقوفي ..
لأراه مزارة العشاق .
و رسولي لمقلتيه حروفي ..
و أنيني يشي به إطراقي .
و كلانا إلى اللقاء شغوف
و إذا غاب تُهْتُ في أعماقي .
و نجيا لأستعيد حديثا ..
فتفيض الدموع من أحداقي .
*** *** ***
( أدر مهجة الصبح ) يا سيدي ..
فإن الصباح رباح ..
و هبني النديم و روحي الشراب ..
نساقي العطاش برائقة من رقيق الغزل .
و لملم باطراف هذا الرداء ..
سحابا رباب ..
و لا تستتر عن عيون المحب بغير الثياب .
و فض بالحنين ..
و جد بالرضاب ..
و أستكتم الليل سنبلتين ..
تدلت على كاعبين أستفاقا على همستين ..
و قل لي على حين سكر بعينيك..
كيف يُسَرُّ الهوى بالعيون .
*** *** ***
( أدر مهجة الصبح ) يا سيدي ..
فإن الصباح رباح ..
و هات لنا من منامك حلماً ..
و زورقَ ..
و امض بنا في دروب الغرام ..
سميران نام الذبول بعينيهما ..
تداعب ريح الصَّبا الأشرعة .
فما يملكان له مقودا ..
و لا يقويان على ردِّهِ .
فلا تُسْألِ الريحُ عن وجهته ..
فحيث رست ثَمَّ ما نشتهيه ..
و لا تلتفت للأنام ..
فكل له وِجْهَةٌ من شجون .
*** *** ***
( أدر مهجة الصبح ) يا سيدي ..
فإن الصباح رباح ..
تعال حبيبي .. و خل التوجس من خيفة ..
فلا عين ترعاك غير الهوى .
و نم عند قلبي ..
و اسمع لنبض يردد :
حبيَ .. حبْ .. حبيَ .. حبْ .. حبيَ .. حبْ
و نم في أمان .
و إن ضِقْتَ ذرعا بصوت الخفوق ..
( أدر مهجة الصبح ) ياسيدي ..
فهذا الصباح رباح .
المدينة المنورة
22/12/2003 م
[ALIGN=CENTER]محمد بن صديق الحربي
أبو واصل[/ALIGN]
المفضلات