الشهري لـ"سبق": أسرة قتيل الحادث تتنازل عن "الوالد المفجوع"







عيسى الحربي-سبق-ينبع:
روى عبدالسلام علي الشهري، ابن شقيق والد ضحية ينبع "تالا الشهري"، التي فارقت الحياة غدراً على يد خادمة إندونيسية أمس الأربعاء في منزلها بحي "العيون 1" في مدينة ينبع، تفاصيل الفاجعة التي هزت المجتمع السعودي.

وقال الشهري: "الخادمة تعمل لدى عمي منذ سبع سنوات، ولم يجد أهل المنزل منها سوى الأخلاق والتعامل الجيد، ودائماً تجد الثناء من الضيوف والجيران".

وأضاف: "كان من المقرر سفرها الأسبوع القادم إلى بلادها، ويتردد داخل المنزل تعلقها الشديد بالطفلة تالا، وربما السبب في إقدامها على جريمة القتل هو شعورها بفراقها الأبدي، وبدأ هذا الشعور يتطور في عقلها الباطن إلى أن قررت القضاء عليها حتى لا يتعلق بها أحدٌ غيرها".

وعن لحظات معرفتهم بالخبر قال الشهري: "عادت الأم وبناتها للمنزل، ووجدن الأبواب مغلقة من الداخل، وحاولن فتحها، إلا أنهن فشلن في ذلك، ولم يُسمع حينها سوى صوت التلفزيون".

وأضاف: "قامت الأم بالاتصال بالأب والدفاع المدني معاً، وبعد كسر الأبواب كانت الأم حينها في الفناء وسبقت الجميع الابنة الكبرى يارا في الصف الأول الثانوي، ووجدت الخادمة مستلقية في الصالة أمام التلفزيون؛ فذهبت على الفور لغرفة شقيقتها؛ لتجد رأسها مفصولٌ عن جسدها، والدماء في أرجاء الغرفة كلها".

وتابع: "وفور مشاهدتها الدماء سقطت مغشياً عليها، وهي الآن تتلقى العلاج في المستشفى، فيما أجرت الأم اتصالها بالأب لتخبره بالفاجعة، ليأتي بسرعة، وفي أحد تقاطعات الحي اصطدم وجهاً لوجه مع مواطن بصحبة ابنته، وتُوفِّي على الفور، وجرى نقل الطفلة للمستشفى، وترقد الآن في العناية المركزة".

وتابع الشهري: "توجهنا لتعزية أسرة قتيل الحادث المروري الذي خلفته الجريمة، إلا أن أهل الميت قاموا بتعزيتنا في مصيبتنا، وتنازلوا على الفور، وسامحوا عمي في قضية الدم".

وشكر عبد السلام الشهري الأمير عبدالعزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، نيابة عن أسرة الضحية؛ لسماحه لها بالدفن قبل اكتمال التحقيقات؛ الأمر الذي أراح والدَيْها كثيراً، مشيراً إلى أن الصلاة سوف تُقام عليها بعد صلاة غد الجمعة.