هذا درس في النحو ـ دعتنني إليه طريقة تعاملنا مع اسم مشرفنا العزيز أبو سفيان كتابة ونطقا ، فنحن نكتبه أبو سفيان ، وأبا سفيان ، وأبي سفيان تبعا لحالاته الإعرابية الثلاث كونه اسما من الأسماء الخمسة يرفع بالواو وينصب بالألف ويجر بالياء .
بينما نحن في حل من تتبع هذه الحالات الإعرابية ، والالتزام بها ، أو وضع الاسم بين قوسين لرفع الحرج في حالة اختلاف الرسم عن الإعراب . ولنا مندوحة في معاملته كالاسم المحكي ، والحكاية باب معروف في النحو على أية حال .
ولا بأس بعرض بعض الأمثلة عليه :
فنحن نقرأ في الأخبار ونسمع في الإذاعات عن" أبو ظبي" ، ولكنا لم نشاهد لها رسما أو نسمع لها نطقا خلاف هذا مهما تعددت حالاتها الإعرابية .
ونحن نقرأ في القرآن الكريم "سورة المؤمنون" ، و"سورة المنافقون" بهذا الرسم ، ولم نشاهد أو نسمع خلاف هذا رغم أن إعراب كل منهما مضاف إليه ..
كما أننا نقول : قرأت في "جريدة المسلمون" ، وقالت "جريدة المسلمون" ، ولم نسمع من يخطئنا في هذا .
"والبحرين "المملكة الخليجية المعروفة ، لايتغير رسمها عن هذا رغم أنها مثنى . ومثله من كان اسمه حسنين أو محمدين أو ...

فالخلاصة : أن الاسم المحكي في اللغة يلتزم صورة واحدة مهما اختلفت العوامل الإعرابية وهذه الصورة هي التي سمي بها واشتهر .. فكلمة أبو ونظائرها من كل علم مضاف صدره من الأسماء الخمسة يلتزم حالة واحدة لا يتغير فيها آخره ، ويكون معها معربا بعلامة مقدرة سواء أكانت العلامة حرفا أم كلمة .
فنقول مثلا في "أبوسفيان ": في حالة النصب ـ اسم منصوب وعلامة نصبه ألف مقدرة منع من ظهورها الحكاية أو الاسم المحكي .. وفي حالة الجر اسم مجرور وعلامة جره ياء مقدرة منع من ظهورها الحكاية .. أما في حالة الرفع فالعلامة هي الواو دون تقدير .

وهذا الوجه في الإعراب هو الأولى بالاتباع وحده إذ لايؤدي إلى اللبس لأنه الموافق للواقع وليس في أصول اللغة ما يعارضه بناء على ما أوضحت من أمثلة سابقة . بل أن أكثر المعاملات الجارية في عصرنا توجب الاقتصار عليه فسجلات المدارس والدوائر الحكومية والبنوك لا تعترف إلا بالاسم المحكي . أي المطابق للمكتوب نصا في شهادة الميلاد أو الشهادات الرسمية .. فأبو بكر مثلا هو أبو بكر في كل حالاته الإعرابية ولا يمكن أن يتغير عن هذا .. وكذلك مدرسة أبو بكر ، ومدرسة أبو تمام وغيرها ..

نقطة أخيرة وهامة ..
ماذكرته سابقا يختص بالاسم فقط وليس الكنية .. أي أن الشخص اسمه أبوسفيان أو أبو بكر أو أبو عوف .. أما الكنية فتلتزم الحالات الإعرابية المعروفة .. والسبب واضح هو أن الكنية لا تستعمل كثيرا ، ولا تسجل في الوثائق الرسمية ، وعادة ما يأتي استخدامها عرضا بخلاف الاسم ..

هذا وأستميحكم العذر في إثقالي عليكم بهذه الدروس الجافة التي تجاوزتموها من سنوات ، ولكن دافعي إليها هو رفع الحرج عن الجميع أثناء الكتابة .. كما أستميح مشرفنا العزيز أخي ابوسفيان العذر في ضربي باسمه المثل ، رغم علمي أن هذا ليس اسمه بل كنيته ، ولكنه سمى نفسه به في هذا المنتدى ، ولذلك فنحن نتعامل معه على هذا الأساس . ولن استخدم الاسم بعد الآن إلا بهذا الرسم إلا إذا كنت أقصد الكنية فحينئذ سوف ألتزم بالصور الإعرابية المعروفة ..

ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتاب النحو الوافي لحسن عباس باب الأسماء الستة أو باب الحكاية

أكرر اعتذاري والسلام ختام