كانت أمسية جميلة ، مطرزة بالوفاء والاحتفاء ، وسهرة رمضانية رائعة شهدها منزل السيد خلف أحمد عاشور بجدة يوم الأربعاء الثامن من شهر رمضان المبارك ، وتم فيها تدشين الكتاب الذي ألفه الشيخ / خلف عاشور عن حياة المرحوم ( المعلم) محمد عوض بن لادن .. ليثبت مؤلف الكتاب وفاءه لشخصية فذة ولكي يوثق مسيرة رجل عاش ملء السمع والبصر بإنجازاته وإخلاصه وعطائه حتى أصبح علامة بارزة في مجال الأعمال والمقاولات .. حضر الحفل ابناء ابن لادن يتقدمهم كبيرهم المهندس/ بكر بن لادن تقديرا للشيخ خلف عاشور وعرفانا بجهده في إبراز وتوثيق حياة والدهم. كما حضر المناسبة نخبة من وجهاء المجتمع وعدد من المثقفين والشخصيات ، واعتبر الجميع أن هذه اللفتة الجميلة من السيد خلف عاشور هي من أخلاقه الفاضلة ، وصفاته النبيلة التي يتميز بها والتي جسدت العلاقة الحميمية التي تربط بينه وبين ابناء ابن لادن الذين تقاطروا ـ في منظر رائع يقبلون رأس الشيخ اعترافا بما قدم وإجلالا لمواقفه تجاه والدهم ونحو مجموعة ابن لادن عامة منذ أن أصبح المستشار الشخصي للمجموعة ..


كان الشيخ خلف عاشور كعادته محتفيا بضيوفه يستقبلهم بكل الود والبشاشة








بدأ الحفل بالقرآن الكريم ، ثم تعريف بالمناسبة وترحيب بالحاضرين والمدعويين قدمه سعادة الدكتور / أحمد عاشور



الذي أشار إلى بعض صفات مؤلف الكتاب عميد أسرة آل سيبيه وما عرف عنه من وفاء وإخلاص وأمانة ، وما يتمتع به من تجارب وخبرة في الحياة جعلته محل الثقة في كل مهمة يتولاها ، وأضاف بأن ثقافته واتجاهاته الأدبية وإصدارته المتعددة مكنته من إنجاز هذا الكتاب عن ابن لادن وفاء لهذا الرجل وتوثيقا لسيرته العطرة .



كلمة الافتتاح للدكتور أحمد عبد الله عاشور




أصحاب المعالي .. أصحاب السعادة، أيها الحفل الكريم .. انه من دواعي سروري في هذه الأمسية المباركة في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك أن أرحب بكم جميعا في دار عميد أسرة آل سيبيه .. السيد العم خلف احمد عاشور، وكل عام وأنتم بخير وصياماً مقبولاً بإذن الله.
عُرف بين الناس وفي المجتمع بأمانته ووفائه وخلقه الرفيع ومعدنه الأصيل.. وعدم بخسه الناس لأشيائهم، بل ينسب الفضل لأهله دائما.. صقلته الحياة بتجاربها فأكسبته خبرة وثقافة ووضوح الرؤية .. حرص على دمج عروق الماضي مع المستقبل .. امتزجت أخلاقياته مع ثقافته في إبداعات أدبية أفرزت كثير من المؤلفات الوثائقية .. طوق الأعناق بفضله وكرمه واهتمامه بتكريم وتوثيق العلماء وأصحاب الرأي، والمؤثرين في ساحة الأمة، مما دعى أولي الأمر في الدولة ترشيحه لتوثيق تاريخ الحرمين ومنطقة الحجاز..
وأخيراً .... توجت هذه الأعمال بإصدار عمله المبدع المعبر عن وفائه لعميد أسرة بن لادن من خلال تأليف كتاب (المعلم) الشيخ محمد عوض بن لادن، الذي يروي سيرة هذا الإنسان العظيم
نسر حلق فوق قمم الجبال .. عمل بكد وأمانة وإخلاص ..
أنجز العديد من المشاريع العملاقة الكبيرة التي يشهد بها الجميع داخل وخارج المملكة..أهمها بيوت الله الثلاثة .. الحرمين الشريفين وبيت المقدس.
ومصداقاً للحديث الشريف عن رسول الله حيث قال (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وولد صالح يدعو له، وعلم ينتفع به).
كان لدى الشيخ محمد بن لادن رؤية ثاقبة بان الاستثمار الحقيقي في الإنسان أفضل من كل انجازاته الميدانية التي حققها .. فأستطاع وبكل جدارة تربية ذرية صالحة فاضلة بإذن الله ذات خلق رفيع وتعليم راقي حرص على تلقيها التعاليم الإسلامية، والقيم والتقاليد العربية العريقة الاصيلة يشهد بها كل من تعامل مع أفراد هذه الأسرة .. وتشريفكم اليوم لهذا اللقاء جزء من الفضائل التي حباكم بها الله.

أيها الأخوة .. والأفاضل: نيابة عن الجميع يسرني أن أقدم لكم صاحب ملحمة المعلم الوالد السيد خلف احمد عاشور الذي أعد هذا الانجاز.



خلف عاشور مؤلف الكتاب يتحدث



سرد الشيخ خلف عاشور قصة تأليفه لهذا الكتاب وما بذله من جهد ومتابعة وما أجراه من لقاءات مع من عاصروا المعلم وعملوا معه حيث أن علاقته البسيطة بالمعلم ابن لادن لم تمكنه من المعرفة التامة بسيرته فلجأ إلى المحيطين به من الموظفين والعاملين والعارفين بتاريخه ليوثق كل خطواته العملية وبداياته التي قد لا يعرفها عامة الناس ، ولتسليط الأضواء على جوانب شخصيته فقد كان الرجل بسيطا في حياته ولكنه كسب ثقة الملك عبد العزيز وابنائه من بعده فأصبح محل الاعتزاز والتقدير . وأضاف بأن محمد بن لادن يرحمه الله كانت لديه رؤية ثاقبة على الرغم أنه لا يقرأ ولا يكتب وكانت إنجازاته في مجال البناء والمقاولات التي حققها تؤكد أنه إنسان غير عادي ويتمتع بفكر نير، ونظرة مستقبلية ، كما أنه استطاع تربية ابنائه والحرص على تعليمهم فنشؤوا على الأخلاق الفاضلة والتعامل الراقي مع كل من يعرف هذه الأسرة الكريمة


ثم تحدث المهندس / بكر بن لادن



فكان حديثه حديثا صادقا ومؤثرا ؛ هو حديث الوفاء والعرفان والتواضع وأشاد بمواقف ولاة الأمر في هذه البلاد تجاه والدهم وما أمر به الملك فيصل يرحمه الله بتشكيل مجلس رقابة وإشراف للحفاظ على مؤسسة ابن لادن وأبنائه بعد وفاة الوالد من خلال اختياره لعدد من الرجال المخلصين ومنهم الشيخ محمد رحيمي والشيخ محمد باحارث والشيخ عبدالله سعيد ومن ثم الشيخ خلف عاشور وقد كانوا محل الثقة والتقدير ولهم الفضل بعد الله في الحفاظ على هذه المؤسسة وجمع ابناء ابن لادن ، واستمرار التواصل والاهتمام مع الملك فهد يرحمه الله وحتى وصلنا لعهد خادم الحرمين الملك عبد الله وما زالت المؤسسة تحظى بالدعم والثقة والحرص على بقائها وتميزها ككيان له اعتباره ، كما أشاد بمواقف المؤلف خلف عاشور ووفائه الذي لا يستغرب من رجل قدم لهذه المؤسسة كل الإخلاص والعطاء ونحن جميعا ـ ابناء ابن لادن ـ ندين له بهذا الفضل ونعتبره والدنا نكن له كل الحب والعرفان ونعتبر هذا الإصدار تتويجا لمواقفه النبيلة وإخلاصه وتفانيه .. كما قال بكر بن لادن بأنه عقب وفاة والدي كان 90 في المائة من إخوتي تحت سن 16 عاما وأنا عمري 18 عاما وكنتُ في المرحلة الثانوية في سورية وأخي سالم - رحمه الله - في أمريكا. ونعترف بالفضل لأهله حين عين الملك فيصل الشيخ / محمد نور رحيمي على مجلس الوصاية الذي استمر35 سنة كان من خيرة الرجال خلقا وأمانة وصدقا وإخلاصا وكان بمثابة الوالد رعاية للمؤسسة ولابناء ابن لادن ، وتوالت النجاحات إلى أن وصلت مجموعة بن لادن إلى مصاف الشركات العالمية في صناعة المقاولات..
وختم بكر بن لادن حديثه قائلا:
رحم الله الشيخ محمد نور رحيمي والشيخ صالح قزاز والشيخ محمد باحارث وعبد الله بن سعيد, نحن أولاد ابن لادن مدينون لهؤلاء الرجال, باستمرار مؤسستنا خلال 35 عاما بعد وفاة الوالد , ونحن أيضا مدينون لك يا والدنا خلف عاشور منذ أن عينك الملك فهد عضو مجلس الرقابة في المؤسسة .. تقبل منا كل الحب والتقدير والوفاء وباسم ابناء وأحفاد محمد بن لادن الذين وصل عددهم الآن 250 شخصا كلهم يقدرون لكم وفاءكم وإخلاصكم وتفانيكم والله يحفظكم.


وحضر المناسبة من ابناء محمد نور رحيمي المهندس عبدالله رحيمي رئيس هيئة الطيران المدني وابنه الأكبر توفيق الذي تحدث هو أيضا عن العلاقة الوثيقة التي كانت تربط المعلم ابن لادن بوالده / محمد نور رحيمي وقد عرف ذلك منذ بداية نشأته شابا عندما كان يأتي ابن لادن لوالده في المنزل وكان يلاحظ مجلسهم الخاص لوحدهما يتبادلون الحديث لساعات ولا أحد يعلم ماذا يدور بينهما ولكن المؤكد أن ما يجمعهما هو التواصل لعمل الخير وليست المصالح الشخصية فكانت لقاءاتهما تتم في غير الأوقات العادية دليلا على أهمية ما يدور بين الرجلين من حرص وود قائم على بعد النظر والتواصل الخيّر الذي يرضي الله عز وجل .



توفيق محمد نور يتحدث



الشريفة جواهر اصغر بنات الشيخ خلف تقدم أول نسخة من الكتاب للمهندس / بكر بن لادن



غلاف الكتاب


صورة من صفحات الكتاب للملك فيصل برفقة ابن لادن يرحمهما الله وهما يتفقدان أحد المشاريع

أما الكتاب نفسه فلا نستطيع إعطاءه ما يستحق من الشرح والتفصيل فعدد صفحاته 231 صفحة وطباعته فاخرة جدا ومميزة ويقع في خمسة فصول ..وقد اشتمل على نشأة المعلم ابن لادن في مسقط رأسه حضرموت وممارسته لمهنة البناء وأساليبه القديمة المتبعة وتأثره بذلك ، ومن ثم رحلته من حضرموت وإقامته الدائمة في الحجاز وما ناله من ثقة المؤسس الملك عبد العزيز ومن بعده ابناؤه ملوك هذه البلاد وما لفت الأنظار إليه من تميز في عمل المشاريع العملاقة وما ناله من شرف تنفيذ توسعة المسجد الحرام عام/1370هـ والمسجد النبوي عام 1372هـ ... ورصد المؤلف منهج المعلم ابن لادن في إشرافه المباشر على أعمال المؤسسة ووقوفه على كل صغيرة وكبيرة واحتكاكه بالمهندسين ومناقشتهم في المخططات ومجالسته للعمال البسطاء والتحدث معهم ، كما أفرد المؤلف صفحات مضيئة من حياة ابن لادن وإنسانيته وحبه في عمل الخير وبذله السخي في مجالات خيرية عديدة ووقوفه مع كل ذي حاجة دون رياء ولا شهرة وتبرعاته للمشاريع الخيرية والمناسبات الاجتماعية والوطنية ،، ويتميز الكتاب بسرد تاريخي واقعي وموثق بالصور النادرة لحياة رجل يعتبر نموذجا للمواطن المخلص الصادق وقد لقي وجه ربه يرحمه الله عندما سقطت به طائرته الخاصة يوم29/ جمادى الأولى عام/1387هـ وهو يتفقد سير العمل في أحد مشروعاته بمنطقة عسير رحمه الله رحمة واسعة وجعل الخير في عقبه من ابنائه البررة الذين ساروا على نهجه وخطاه.
هــذا كما ألقيت في الحفل بعض الكلمات والقصائد الشعرية إضافة للعرض المرئي على شاشة كبيرة لمحتويات الكتاب وأبرز الصور واللقطات ..وفي نهاية الحفل دعا السيد خلف عاشور ضيوفه لتناول طعام السحور وذلك بعد التقاط عدد من الصور التذكارية لهذه المناسبة الكريمة شاكرين للمضيف هذا الكرم المتناهي وهذا الوفاء النبيل وأن يجعل هذا العمل مقدرا في موازين حسناته .


صورة جماعية لمؤلف الكتاب خلف عاشور وسط أبناء ابن لادن ( بكر ويحيى وصالح وخليل وشفيق ومحمد وأحمد وياسر وحيدر )




في الختام الدعوة لتناول طعام السحور في ضيافة الشيخ خلف عاشور