فاتنة
( من القديم الذي مازال باق في الذاكرة )
ليلة من ليالي (الخيال) عاشها الشاعر وصحى من نومه على وريقات بجواره فيها :
أفاق العود والمغنى
و فجَّر منهما فنَّا
وحرك أوسط الأوتار
فاهتزت له وَسْنَى
ورفَّ على مسامعنا
بلابلُ تعشَقُ الأُذنا
و أرسل في سكون الليل
لحناً دلَّ و افتَنَّا
و خيم بالرخيم فكان
منه السَّاق والدِّنَّا
فكان بلمس مسمعنا
يولِّد لحنُه لحنا
و قام على تنغُّمِهِ
ملاكٌ راعَنَا فُتْنَا
رقيق إن ثنى غصناً
ثنا قلبا و ما ثنَّى
عليه بعطفه نظرَاً
و لا رُحْمَى و لو أنَّا
سبا أحْجَاءَنَا بفنونه
و استيسَرَ العَيْنَا
فما ترتاح تتبعه
إذا ما مال مَفْتَنَّا
جميلٌ باسمٌ غَرِدٌ
رسول جماله أُذِنَا
بأن ينسابَ رقراقاً
فيسرق حُسنُه الحَسَنَا
و يُرضِي كل مسلوبٍ
بغمزة عينه مِنَنَا
**** * *
قضيت الليل أجمَعَه
بحضرته فما سَكَنا
و لا هدأت له عينٌ
و لا أشْبَعَ لي عينَا
و لا أيقنتُ نفرَتَهُ
و ما أغفلتُه هُنَّا
*****
هو اللاهِي بأفئدةٍ
أقامت دونه حِصنا
غزاه ولم يبارز فيه
فرسانا و لا أَمْنَا
رأيتُ بكل بارقة
لديه مُنَاً و لا رَسَنَا
أقيِّدُ منه أعسَفَه
و ألجِمُ من هواه سَنَا
رمى في القلب جمرَتََه
فما ألضَاهُ إذ ضَمِنَا
بأني بِتُّ أطفئ من
لهيب الوَقْدِ ما بُطِنا
********
غفى واستخْلَدَتْ عيناه
للأحلام و أرْتَدَنَا
ثياب جماله و ازدان
عن صحوٍ بها فِتَنَا
وراح يقلِّبُ الأوجان
عن نُوَّارِه فَغَنَى
إليه رَنَوْتُ أرقبُ من
محاسنِهِ و ما احتضَنَا
من الأحلام أحسَبُ أنَّني
من بينها أَهْنــــــــــــَا
بقبلةِ خدِّهِ أو بِحْتِضَانَتِهِ
إذا استَدْنــَـــــــــــى
و رحت ألملم الأحلامَ
مِنِّي ؛ حسرة و ضَنَى
لندن 1989م
[ALIGN=CENTER]ألأخ الفاضل أبو واصل بارك الله فيك على اتحافنا بمثل هذه القصيدة التي أقل مايقال عنها أنها قمة في الإبداع بارك الله فيك وحفظك ذخراً لهذا المنتدى 0 [/ALIGN]
المفضلات