ارتسمت الفرحة على وجوه المتقاعدين باقرار الشورى بتوصية النظر في زيادة الحد الادنى للمعاش الذي يصرف للمتقاعد وافراد عائلة المتوفى.
واوضحوا لـ(عكاظ) ان عدم تناسب راتبهم التقاعدي مع الاعباء المعيشية معاناة خاصة لمن تقاعدوا منذ عدة سنوات حتى ان بعضهم لايستطيع الوفاء بابسط الالتزامات الحيايتة.
واعتبرت الاوساط الاجتماعية والثقافية ان هذه الخطوة هامة لتجفيف وتقليص خارطة الفقر في بعض المناطق.
وتفاءل الجميع بخطوة ايجابية تصب في صالحهم رغم ان الامر مازال في طور بداياته.
ام ممدوح من حائل تقول: ستة افواه (اربع بنات وولدان) بعد وفاة زوجها ترى ان الراتب التقاعدي لايتناسب مع زيادة اسعار المستلزمات الضرورية للاسرة وقالت ان نصف المعاش يضيع في مصاريف النقل للابناء ولانستطع تدبير امورنا الشهرية بالنصف الآخر, وكلنا امل في زيادة واقعية تراعي مستوى المعيشة.
واوضح كل من عبدالله المالكي وحامد احمد وعطية الزهراني (متقاعدين من مكة المكرمة) ان رواتبهم احياناً لاتكفي لسداد الفواتير الخدمية سواء كهرباء او اتصالات او مياه اما المصاريف المدرسية والمنزلية فهي خارج الحساب خاصة اذا اضفنا ايجار المنزل مما يفرض المزيد من الاعباء على المتقاعدين.
واوضح محمد العلي (متقاعد) بالاحساء ان ضعف الرواتب يقود الكثير منهم الى البحث عن عمل رغم كبر سنهم لاعالة اسرهم فمنهم الصغير ومنهم الطالب والجميع يتطلع لتحسين مستواهم المعيشي والاجتماعي لمواجهة هذه المتطلبات.
وتمنى راضي المصطفى تسارع الخطى نحو تنفيذ هذا المقترح لتصحيح اوضاع المتقاعدين ممن تراكمت عليهم الديون واستصعبت عليهم مواجهة الاعباء المعيشية مبيناً ان هذه الخطوة هامة وتصب في اتجاه اقتلاع جذور الفقر من المجتمع وزيادة مستوى الدخل للافراد.
ويشير كل من ورثة ناصر الغامدي ومحمد احمد الزهراني (الباحة) الى ان المصاريف الشهرية لاسر المتقاعدين تتجاوز ضعف الراتب التقاعدي ورفع سقف الحد الادنى هي ضرورة يفرضها واقع الحياة في ظل عدم توفر الوظائف للابناء والتكاليف الدراسية للابناء.
ويتفق كل من سالم السعدون وعبدالرحمن عبدالله السلطان وابراهيم عبدالله البراهيم رئيس جمعية البر الخيرية بحائل على ان المتقاعدين يعانون كثيرا بسبب عدم وفاء الراتب التقاعدي بالتزاماتهم خصوصا ان معظمهم من الاسر الكبيرة.
والنظر في هذا الراتب خطوة هامة تعكس مدى متابعة احتياجات كافة الشرائح في المجتمع لتحقيق امالهم وتطلعاتهم في حياة كريمة.
ويعتقد سليمان مطني الشمري (متقاعد) ان مراجعة الحد الادنى للمعاشات يجب ان تكون مجدولة كل فترة لتناسب حالة السوق فالواقع التقاعدي لا يخدم الفئات المستفيدة حاليا.
وغمرت السعادة محيا كل من سلوم عساج الصقري, ضحوي مكمي, محمد العنزي, عامر الدهمش, معيوف زيد الدهمش, ناير طفيان العنزي, (متقاعدون بعرعر) واعتقدوا في البداية ان قرار زيادة رواتبهم قد صدر لكنهم اوضحوا ان مثل هذه البادرة رائعة ومطلوبة في ظل تزايد احتياجاتهم واعبائهم الاسرية.
وتخوف حمود الجيني (متقاعد) من ينبع من ان يشمل اقتراح الزيادة المتقاعدين الجدد دون القدامى مؤملا ان يطبق في حالة تنفيذه بأثر رجعي وقال اضطررت للعمل على سيارة اجرة لتوفير نفقات اسرتي في ظل ضعف الراتب التقاعدي.
وقال احمد عبدالله البقيلي ان والدته تصرف 1600 ريال راتب تقاعدي لا يفي بالتزاماتها ومتطلباتها ويشير حامد الجهني الى ان شريحة المتقاعدين تسوء احوالهم النفسية والمادية لعدم تمكنهم من الايفاء بالتزاماتهم.
واعتبر المتقاعد فياض الحربي (المدينة المنورة) الوانيت الذي يعمل عليه مصدر رزقه الاساسي الذي يوفر لابنائه قوت يومهم وقال بعد خدمتي الطويلة تقاعدت براتب 1800 ريال واعول 7 ابناء وامهم ولم استطع توفير مصاريفهم حتى تحصلت على هذه السيارة واعتقد ان العمل عليها لا يناسب اي متقاعد.
ويشير صالح امين ان الـ1500 ريال التي يتقاضاها حتى 15 عاما اصبحت الان (معدودات) ولا تكفي شابا خريجا ناهيك عن اسرة كبيرة.
واوضحت س . ن ارملة وام لـ10 من الابناء ان راتب زوجها التقاعدي لا يسد رمق الصغار.
وتوقع الدكتور بكر باقادر استاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز ارتفاع معدل المتقاعدين بحوالى 61 % من مجموع السكان في دول الخليج بسبب ارتفاع متوسط العمر مشيرا الى ان هذه الزيادة المتوقعة في عام 2020 تتطلب التكاتف والتدارس لتوفير الظروف الاجتماعية لهذه الفئات.
ويتفق كل من فيصل ابراهيم الكبيسي ناشط اجتماعي بالاحساء.
وفايز الخالدي باحث اجتماعي بالقصيم ان سقف 1500 ريال للمتقاعد غير كاف فهو كفيل بتحويل فئة المتقاعدين الى الخدمات الاجتماعية بالجمعيات الخيرية ويضاعف الاعباء على هذه الجهات خاصة ان هذه الفئات تعاني من ظروف معيشية صعبة جدا في ظل ضرورات الحياة ومتطلباتها ويجب الاخذ في الاعتبار عند رفع الحد الادنى التناسب مع الاعباء المعيشية.
ويشير كل من الدكتور حسن ثاني عميد قسم خدمة المجتمع بكلية المعلمين بالمدينة المنورة والدكتور عبدالعزيز الصاعدي في الجامعة الاسلامية بهذه النظرة التي حتماً ستفيد قطاعا عريضا في امس الحاجة لاي زيادة فمن تقاعد قبل سنوات يظل راتبه على حاله رغم تسارع الزمن وزيادة غلاء المعيشة مما يجعل المتقاعد في خانة الفقر ورفع الحد الادنى للراتب التقاعدي يلامس الجرح القديم لهذه الفئة.
وقال عبدالناصر علي الكرت مدير جمعية الثقافة والفنون بالباحة ان بعض المتقاعدين لا يتجاوز راتبه الشهري 800 ريال فكيف يمكن ان يتدبر مثل هؤلاء امورهم الحياتية? مشيرا الى ان زيادة الرواتب ستكون لها دلالة واضحة على نفوس هذه الفئة.
اما الخبير المصرفي في القصيم ماجد الفهد فيقترح ان يرتفع السقف المعاشي الى (3) آلاف ريال الامر الذي يؤدي الى توفير حياة كريمة ومتوسطة للمتقاعدين واسرهم وسيقود الى الترغيب في التقاعد المبكر مما يوفر فرصا وظيفية جديدة لطالب العمل وتحريك العملة الاقتصادية في الداخل


المصدر 00000 جريدة عكاظ