كل فرد من افراد هذا المجتمع الخيّر يكن في نفسه الخير للقريب والبعيد ، ولكن هل استطاعوا ترجمة مشاعرهم للأخرين بشكل صحيح ؟ وان ترجمت بالقول والفعل هل تكون مقبولة ؟

مقدمة تمهيدية للدخول بموضوع يدور حول قضية قديمة استطاعت بعض الرموز ايجاد تنظيم يسهل على الفرد والجماعة مواجة الظروف المادية التي تكون نتيجت تسبب احد الأفراد بحادث مروري ينتج عنه وفاة شخص او اكثر مرهون اطلاق سراح المتسبب بدفع الدية المترتبة عليه لبيت المال .

والجديد في هذا الموضوع تنصيب التعاونية للتأمين الألزام والمقرر البدء به بتاريخ 15/9/1423هـ.

في هذا الموضوع لن يكون موقفي موقف المعارض الرافض لقرار اخذ اسلوب الأجبار والأكراه بل موقف المطيع لولي الأمر في كل ما يصدر من توجيهات .

الا ان هنالك بعض النقاط التي اود التطرق ، ففي نظري لها سلبيات مستقبليه ، وقد يكون لها ايجابيات تتضح لي مستقبلا من خلال المداخلات والتعقيب على هذا الموضوع .

1- توقيت موعد البدء جاء في وقت تكثر فيه المصاريف والالتزامات المالية .

2- اخذ المشروع طابع الألزام قبل ان يأخذ كفايته من الدعاية والأعلان الذي يوضح كافة تفاصيل واهداف التعاونية للتأمين .

3- الاعلانات التي تعرض على شاشات التلفاز توحي بأن العجز عن دفع الديات المترتبة على الأفراد تشكل ظاهرة بينما الواقع الذي نعيشه عكس ذلك .

اقول ذلك لأنني انتمي الى قبيلة تحرص كثيرا على دفع الديات المترتبة على احد افرادها ، ويعود ذلك على حزم الجهات الشرعية والتنفيذية وعدم اطلاق سراح المطالبين الأبعد انتهاء الحق الخاص ، ثم بفضل التكافل الأجتماعي بين افراد القبيلة .

نعم انه لا يخلوا من اختلاف في الرأي ووجهات النظر ، ولكن سرعان ما تنتهي بجمع المبالغ وايداعها لبيت المال في مدة لا تتجاوز اليومين بعد صدور الأحكام الشرعية .

هذا التكافل اثبت لي ولعموم الأفراد بان التواصل والتراحم واجب علي ، فلست بغني عن وقفت ( ابي ، اخي ، ابن عمي ، عشيرتي ) وقدت الشدائد . فالفضل مشترك والخير عام .

والمبالغ التي تدفع لبيت المال تجمع مسبقا لمواجهة مثل تلك الظروف ويتم ايداعها لرجال ثقات ، تحفظ حقوق المساهمين وتعيد للعاجز عن قيادة السيارة او مورثيه مساهماتهم عند الطلب .

كنا وما زلنا نسئل عن احوال القريب وما انتهت اليه قضيته و نبادر لمساعدته و الوقوف بجانبه ! فكيف يكون الحال غدا عندما توكل الأمور الى التعاونية للتأمين ؟

اعتقد بان الكثير من الأفراد لن يسأل عني وعن احوالي ولن يكون بحاجة لمواقفي وسوف يصبح دوري كدور شيخ القبيلة وعمدة الحي الذين سحبت منهم الكثير من الصلاحيات مثل الزام الفرد بتحديث عنوانه او تسديد مبلغ التأمين ....الخ.... وما عاد احدا بحاجة الى خدماتهم .

الا اننا ما زلنا مصدر حرج وتعب وشقاء بالنسبة لهم فتلك خطابات المحكمة والحقوق وبعض الجهات الحكومية تطلب عنوانا او تلزم باحضار احد سكان الحي او احد افراد القبيلة . فيكون الرد ( المذكور غير معروف لدينا ) . لماذا ؟ لأن الفرد ليس ملزم بمراجعتهم ! ونتج عن ذلك عدم توفر معلومات دقيقة .

انني لم اعتد مخالفة ولي الأمر الا انني ارجو ان لآ اجبر على المخالفة .

اذا اصبحنا فريقين : احدهما كثير الانتقاد لا يفي بما عليه تجاه قريبه يفضل الأرتباط بالتعاونية ونسي بانه سوف يخسر كل مساهماته في حال عدم تسببه في حادث يترتب عليه حقوق للغير .

والفريق الاخر : يود الاستمرار بالأرتباط بشيخ القبيلة لأيمانه بان ما دفعه من مبالغ تأمينية سوف تعود اليه عند عجزه عن قيادة السيارة عد وفاته .

فأيهما افضل بالنسبة لقراء هذا الموضوع ، الأرتباط بشيخ القبيلة ام عمدة الحي ام بالتعاونية للتأمين ؟