عادت ياينبع أعيادك الذهب
منذ خمسين عاما أو تزيد كانت ينبع تستقطب الزوار من مختلف أنحاء المملكة خلال عيدي الفطر والأضحى وكان العيد في ينبع مضرب المثل يحسب له الحساب ويحرص على أن يأتيه القريب والبعيد ليس من أهل ينبع فحسب ولكن من كل مناطق المملكة لما يجري فيه من مظاهر قل أن تجدها في غيره فالبرحة المخصصة للعيد تتزين وتستعد وتنشأ فيها الأكشاك الخاصة ببيع الأطعمة والأشربة الينبعاوية والمقاهي التي يجتمع فيها المواطنين من كافة الأعمار والمراجيح المختلفة للصغار والكبار والعربات الخاصة بنقل الأطفال تهيأ وتزخرف كذلك الحمير والبغال والخيول تعد وتزبرق كأبهي ما يكون الحال وفي كل عصرية تبدأ الأهازيج الينبعية والألعاب الشعبية وفي الليل تستمر أنواع منها إلى الهزيع الأخير من الليل وطيلة خمس ليال على هذا المنوال
هذه الفترة التى كانت تستقطب الجميع بفرح وود أعقبتها فترد ركود صاحب الركود الاقتصادي للمدينة بعامة وحز في النفوس وكان الناس حريصين على أن تحافظ الأعياد على الأقل على رونقها حيث تعود الناس كما عبر عن ذلك الشاعر الكبير عواد عبد الغفار رحمه الله في كسرة شهيرة تقول
يا ينبع اليــــوم ما امديكي........ولا عاد فيك العتاب يفيد
بس انصحك آه واوصيكي........جمع الأحـــبة نهار العيد
حيث كان يرى رحمه الله أن هذا مكتسب لا يجب أن نفرط فيه
ولكن للأسف الشديد جاءت بعدها سنوات نضب فيها الفرح ولم يعد هناك أي مظهر من مظاهر العيد يشاهد في ينبع كما يسمعون عنه في المناطق الأخرى بل أن الناس أصبحت تشد الرحال إلى المدن المجاورة بحثا عن مظاهر العيد وهي المدينة التي كانت تشد إليها الرحال بحثا عن الفرح
وقد حز ذلك في نفوس الأهالي وأصبح الناس يطالبون قبل كل عيد بأن يكون لينبع أثر في العيد وكانت مطالبهم حائرة بين عدة جهات البلدية أحيانا والغرقة التجارية أحيانا وبعض المجالس البلدية و الجهات التطوعية أحيانا أخرى .. وكل من هذه الجهات قدمت محاولات مشكورة ولكنها لم ترق لرضى المؤملين وكانت الاجتهادات الفردية طاغية
إلى أن تكونت لجنة التنمية السياحية في المحافظة و تأسست هيئة السياحة والتراث الوطني فأسندت المهام إلى أصحاب الاختصاص وكفي المواطنون مؤونة الاهتمام بهذا الجانب واستراحوا من إشغال الفكر فيه
فقد أخذت على عاتقها منذ بدء إعادة الحياة إلى المنطقة التاريخية أن تعيد الذاكرة الإنسانية إليها
فقد عادت الأعياد كما كانت وأقوى وبتنا نرى من الوسائل الترفيهية النوعية مالا نراه إلا في العروض التلفزيونية العالمية وبتنا نشاهد أرتالا من السيارات وأفواجا من المتنزهين يؤمون ينبع في الأعياد والمناسبات للاستمتاع بما يحدث من وسائل جذب قل أن يجدوا نظيرا لها في المدن الأخرى إضافة إلى أنواع من الفنون الشعبية الينبعاوية نفض عنها الغبار وعادت كأبهى ما تكون العودة
وأجمل مافي هذه العروض أنها أصبحت تأتينا بما لا يمكن أن نتنبأ به من الجدة والتشويق
فالحمد لله الحمد لله الحمد لله عدنا كما كنا ..
فالشكر وافرا للجنة التنمية السياحية بمحافظة ينبع وعلى رأسها سعادة محافظ ينبع الأستاذ سعد السحيمي ولهيئة السياحة والتراث الوطني بينبع وعلى رأسها مديرها النشط سامر العنيني
وموعدكم إن شاء الله في تاريخية ينبع في أول أيام العيد بعد صلاة العشاء
وكل عام وأنتم بخير
المفضلات