أكاد أدعي هذه الكسرات ... لا لأنها جميله رقيقه وأنها لكذلك . ولكن لأنني أجد فيها خلجات من نفسي وخطرات من خواطري وطيوفاَ من أيامي وطيوباَ من ذكرياتي .
إنها تعيد إلي أيامي التي خلت لو أن الأيام تعود ولو كانت إلى هذه الشاعرية الخصبة التي لبعض شعرائنا الراحلون والمتواجدون . لمنيت النفس أن تعبر عن ذكرياتها بمثل هذه الرقة والشفافية والنفاذ التي أوتيها ذاك الشاعر
حقاَ لقد كانوا رفقه تجمعهم صداقه صافيه وكان لشعر الشعراء منهم تجاوب قد يتخطى محيطهم الشخصي المحض إلى أحاديث المجالس في بعض الأحيان .. لكن شخصية بعض شعرائنا تضل منفردة بتلك المميزات التي نجد الحنين فيها ابرز لمحاتها فهو أبداَ ( يحن ) لشي ما ... ولذلك أجد أن الحديث عن الماضي ابرز سمات شعرهم ولعله لهذا السبب أكثرهم وفاء لعهوده .. وأكثرهم أذكاراَ لأصدقائه وأشدهم حفاوة بمعاني الصداقة وأكثرهم بكاء على أيام الصفاء والوفاء .
إن الارتباط هو الظاهرة التي تشد هذه الباقة من الأزهار لتشف بين ألوانها على مابين هذه الألوان من تنوع واختلاف ...!!
ثم فلأحدث القارئ حديثاَ من التاريخ لتلك الرفقة التي إليها سابقاَ ألمعت .. في محاولة لإلقاء شي من الضوء على هذا التاريخ إنهم رفقة من الصحاب استقبلوا في ذلك العهد الذي يتحدث عنه بواكير من الشباب وتفتحت قلوبهم للشعر والأدب وسهرهم ليالي الرديح وما كانت تحمل من طيبات فكانت لهم متطلعات لاهفة إلى تلك الليالي وكان لأولئك الرفقة لقائات في أماكن مختلفة في العصاري والأصال والليالي وكانت أحاديثهم تضيع حلم الحليم .
وختاماَ ليس لي قول سوى قول شعرائنا ...

الشاعر ( همام القايدى ) يرحمه الله هو القائل :
أيام صفت معاك و جات *** *** وانا الذي ضاق بي صدري
والضيق في خاطري قامات *** *** يا رب عوض لنا صبري

الشاعر ( حجيج معتق ) يرحمه الله هو القائل :
قلبي سلاه الاسى والويل *** *** يمسي ويصبح من الاهب
عن طاقة القلب كيف نشيل *** *** اللي على خاطري قاطب

الشاعر ( محمد يوسف كرسوم ) يرحمه الله هو القائل :
وين الصبر دلني ياعين *** *** ابغى منه ضد لفراقي
درهم منه لا تكرر زين *** *** يبعد هجوسي وضياقي

الشاعر ( حميدي جلال ) يرحمه الله هو القائل :
ماأحسب الأيام تغدر بي *** *** وتذلني بعد ماني كنت
والوقت اعلن على حربي *** *** مجبور من حالتي سلمت
ا
لشاعر ( عواد الشعابي ) يرحمه الله هو القائل :
لولا الهوى ماجرى دمعي *** *** ولا ترنم لساني قط
ولا اشتكي من سقم وانعي *** *** ولا الفؤاد انحرق وانحط