عندما وضعت أندية الحي كانت الرؤيا ترمي إلى مخرجات نموذجية ترتقي بالمجتمع وتقوي من أواصره وتحدد الملامح التي يجب أن يكون عليه ، وراعت في ذلك تعزيز التواصل فيما بين سكان الحي الواحد، ولم شتات الأسر وكبار السن والنساء والأطفال الذين حالت ظروف المدنية الحديثة دون لقائهم، فأصبح لهذه النوادي دور ملموس عبر برامجها وخططها الموضوعة في تطوير هذه الأحياء والحفاظ على استقرارها و أمنها.وفي رمضان قصة أخرى.. ركزت هذه الأندية الترفيهية والتعليمية بمدارس التعليم على تعزز الترابط الاجتماعي بما تقدمه من برامج وفعاليات و أنشطة نوعية تخَلق قنوات من التواصل الاجتماعي للأُسر في الحي الواحد سجلت فيها كبيرات السن حضورا مميزا .. و في جولة لنادي الإبداع بالمتوسطة الثالثة عشر بينبع البحر تعرفنا من خلالها على أروقته وفعالياته .. والحضور المميز لكبيرات السن وكسر روتين الحياة اليومية و إعادة الثقةوالقدرة على التعايش والتعاطي وكأن جميع مرتاديه وزواره أسرة واحدة .. تحدثنا معهم عن قرب واستمعنا الى كلمات خافتة وهادئة تمتزج بإرث عتيق أعادنا إلى الزمن الجميل بملامح و تجاعيد تحمل مشاعر صادقة وإحساس آمن دافئ أضاء المكان بكل تفاصيله التي جعلت منها أركان النادي السوق العتيق والمشغولات اليدوية والمأكولات الشعبية التي تنقل ثقافة الأمهات إلى البنات في صورة جعلت لها زوماً كما تحب أن ترى وتسمع عن ذلك الزمن بكل تفاصيله واكتنف المشهد صورة تلامس الحاضر المشرق الذي تبذل فيه قائدة النادي نورة الشريف و فريق عملها قصارى الجهد كي يروق لرواده ..ونحن نتجول في أروقة النادي التقينا بهن و هُن يمارسن الحرف اليدوية والمشاركة في أركان الأسر المنتجة والمسابقات الثقافية وعروض الازياء الشعبية هناك تحدثت لنا السبعينية أم ربيعة الجهني التي وصفت مجيئها إلى النادي بقولها ( المكان أمان والناس طيبة وكل شيء متوفر يذكرني بزمن عشته ) وعن حضورها اليومي خلال أيام رمضان قالت ( أجي مشي أنا وبنياتي وعيالهم أقابل المسلمين والبنات يتعلمون والعيال يلعبون ) .و تقول أم عبدالكريم العلوني إحدى رموز النادي والداعمين له ولبرامجه “أنا أحب النادي وأحب مديرته و مستعدة لعمل أي شيء لأجله نقابل فيه أهل الحي ونقضي فيه وقتًا مفيدًا ،ولا نملك غير الدعاء للقائمين على هذه الأندية” .أما أم ابراهيم الستينية والتي عبرت عن سرورها بما تشاهد من برامج وفعاليات فقد طرحت عدة مقترحات لبرامج حرفية وتوعوية .. فيما أبدت ابنتها الجامعية استعدادها للعمل التطوعي في تفعيل وتقديم البرامج ..و عبرت أم عبدالله وهي في العقد الخامس من العمر عن سعادتها بالبرامج الرياضية بالنادي والتي بدورها أحدثت أثرًا إيجابيًا من الناحية البدنية والصحية لمرتاديه و قالت إن تقدم السن لابد أن يواجه بالتفاعل مع الحياة وممارسة الأنشطة التي تحسن من الحالة الصحية والذهنية لذا أمارس المشي في المضمار واللعب على الأجهزة الرياضية .