التسنيدة موروث ينبعي يعني الانتقال من ينبع البحر إلى ينبع النخل ، حيث كانوا يسيرون رجالا وركبانا لا تسمع منهم من يقول سافرنا أو رحلنا أو ما شابهها من الكلمات وإنما سندّنا حينما يكون الرحيل من البحر إلى النخل وعكسها حدرنا حينما يكون الرحيل من النخل إلى البحر .. وهذا الاستخدام الينبعي يوافق ما جاء في اللغة حيث ورد في لسان العرب :

سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي، والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً، فهو مُسْنَد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه..... شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري: السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّنَدُ: سنود القوم في الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،
وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّدة: شُدِّد للكثرة. وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي
عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والمُسْنَد والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي معتَمَدٌ. وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رفعه. :والمُسْنَد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم


وبذلك فإن استخدام أجدادنا لهذه اللفظة لا يخرج عن اللغة العربية .. ولم يتغير استخدامهم لها بتغير الوسيلة التي كانوا يستخدمونها في الانتقال ظلت كما هي منذ عصر الجمل إلى عصر السيارة فالشاعر حامد النبيهي يرحمه الله قال يصف رحلة بعض من أصحابه إلى ينبع النخل :

[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

قالوا لنا يوم سندتوا = والجيب فالدرب خربتوه
ثلاث مرات عودتوا = والرابعه الحوت طشيتوه [/poem]

وعندما تفكر إدارة التربية والتعليم في إحياء موروث كهذا فهي تعيد للأذهان هذه المرحلة من تاريخ الينبعين وتربط أبناء هذا الجيل بما كان يقوم به أجدادهم لفظا ومعنى وتصهره في بوتقة رياضية تبني الأجسام وتنمي العقول فللقائمين على هذه الإدارة العتيدة وعلى رأسهم المربي الفاضل الأستاذ عبد الرحيم الزلباني صاحب الفكرة ومتعهدها ومتابعها كل الشكر والتقدير