لازال موت الطفل عزام وغرقه في بلوعة الصرف الصحي بينبع عالقاً في مخيلتي والسبب ان للاهمال من بعض الادارات دور كبير وحصد الارواح .
اليوم وبعد ان افقت من صدمة الاحزان اعود لمجالسنا ولكن في قلب مكسور وعين مازالت دامعة ولا اقول غير انا لله وانا اليه راجعون .
طريق الشرم وما أدراك ما طريق الشرم , لقد انتزع جزء من قلبي وفؤادي , انه ابني , (صحيح من كان داخل السيارة وهم اربعة من الشباب نعدهم ابنائنا ) ولكن الشاب حاسن عبدالله حاسن الرفاعي ابني بحق (انه اخو ابنتي بالرضاع ) قبل الغروب توجه لايصال ماطور الكهرباء وبعض مايلزم للخيام التي كان يجهزها للعيد ,لم يكن هناك تحويلة وكان الطريق كما عرفه لايوجد به تلك التحويلة المشؤمة ,لااشارات تحذيرية او مطبات .تفاجئ بوجودها فلم يستطع السيطرة على السيارة حيث الطريق مرتفع ولاحواجز او خلافه وانقلبت به السيارة .
العيد أقبل وطريق الشرم مزدحم والعمل جاري ,اعتقد انكم تعرفون اكثر مني خطورة هذا الطريق ومن متى والعمل لم يكتمل .
حصد الاهمال ثلاثة ارواح في عمر الزهور والرابع نسئل الله له الشفاء .نعم انه الاهمال من البلدية ,كيف يسمح للمقاول ان يحدث تحويلة بدون عمل تحذيرات ترشد السيارات لوجود منطقة عمل وفق الشروط الصحيح بل كان من الواجب مضاعفة وسائل التحذير وذلك لازدياد الحركة تجاه البحر والذي لايشهد لها مثيل طيلة العام سواء هذه الايام .
من المسئول عن موت هولاء الابناء هل نقول تهور الشباب كما هي العادة ونلصق السبب كامل للسرعة والتهور لانه الجانب الضعيف في هذه المعادلة ,(يعم شباب اليوم متهور والسبب اهمال الاسرة مفروض انها تعلمه وتحسن ادبه وندخل في فلسفة علماء الاجتماع وطب الاسرة الخ الخ ) نقول وان كان الكل مر بهذا السن ومايصاحبه من طيش وعقل في آن .وهنا لاابحث عن تبرير للشباب وتهوره ولكن اقول لماذا نغفل جانب كبير في المسئولية الا وهوتقاعس واهمال الرقابة من الجهات المسئولة مثل البلدية او الدفاع المدني تلك الجهات هي الجانب الاقوى والاقدر في معادلة الموت .
هل تعلمون عن اخلاق الابن حاسن رحمه الله لااقول هذا من دافع العاطفة وحب الابن ولكن اقول لعلمي في حسن اخلاقه وكمال ادبه ,وشهادة اهل حيه ومعلميه تدل على مايتمتع به من صفات. كان في الصف الثاني الثانوي ونعم الابن هو لم يكن مسرعا وهذا ديدنه دائما ومع هذا كان السبب الاهمال .
قد يقول قائل هذا مقدر ومكتوب والانسان ليس له غير الاحتساب والصبر واجر الصابرين عند ربهم عظيم , اقول نحمدالله ولااعتراض على ما قدر الله ولكن لايمنع ان نبحث عن المسببات لانها من صنع البشر .
مقاول ( أخل او طنش او ضرب في عرض الحيط ) تطبيق شروط العقد والسبب الله اعلم هو قلة حيلة البلدية في تطبيق العقوبة وهذا هو الواضح والحوادث كثيرة من عدم توفر وسائل التحذير وسبق ان كتب عنها وفي الكثير من الوسائل الاعلامية ومنها هذا المكان ولكن نردد (لقد أسمعت لو ناديت حيا ...ولكن لاحياة لمن تنادي )صحيح هرول المقاول وعمل مطبات قبل التحويلة ولكن ليس من أجل الحفاظ على سلامة عابري الطريق ولكن هروبا من المسائلة لو قدر وان رفع اهل المتوفين قضية ضده .
تخيل لو رفع اهل المتوفين دعوى ضد البلدية لاهمال مقاولها وغرم هذا المقاول دفع ديات المتوفين هل يجرؤ مقاول ان يخل بشروط السلامة او بجزء يسير منها .لماذالا يعاد النظر في نظام الحوادث المعمول به في حالة الوفيات وتحميلها سائق المركبة بدون النظر للطريق وتوفر شروط السلامة .
ومن عجائب النظام حسب علمي انه لو سقط انسان من مبنى ووقع على سيارتك المتوقفة انت من يدفع ديت هذا المتوفى .لماذا وانا ليس لي دخل سواء انني اوقفتها بجانب داري يقولون لو لم تكن سيارتك موجوده لما مات .طيب لو طاح بالارض نقول قضاء وقدر .
اسئل الله ان يرحم هولاء الشباب ويلهمنا واهليهم الصبر والسلوان وسامح الله البلدية لانه ليس لي حيلة غير السماح ولو خيرت لقلت لاسامحهم الله ان استمر شبح الموت يطاردنا بسبب اهمالها.