أكد فضيلة الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء على أهمية الوسطية وأنها أسلوب حياة وهي سلوك الإنسان السوي في جميع شؤون حياته ، موضحًا خطورة الإفراط والتفريط والتهاون واللامبالاة والتشدد والفظاظة في القول والعمل  .
جاء ذلك في لقاء معاليه المفتوح مع القيادات التعليمية بينبع والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات اليوم الخميس بقاعة رضوى للاحتفالات ، والذي يأتي ضمن مبادرة الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء والبرنامج الوقائي الوطني "فطن" تحت عنوان "تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم"  ، و بشراكة مع "سامرف" ..
 
وقال معاليه إن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الأعدل الأمثل وليس بالمفهوم العام الذي درج عند العامة بأنه الوسط بين طرفين ، وأن معيار الوسطية يتضح في الرفق والصبر فمن لا رفق لديه لا وسطية عنده واستدل بحديث النبي ﷺ ما دخل الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شي ء الا شانه .
 
وبين  معاليه أن الرفق يكون في كل أمور الحياة في القول والعمل فالرجل في بيته وعمله لابد أن يظهر الرفق مستشهدًا بقول المصطفى ﷺ إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أشاع بينهم  الرفق ..
 
وألمح معاليه إلى أن الشورى أحد وسائل الرفق ، مبرزًا دور الصبر والقدرة على حبس النفس ، وأن الإنسان عليه أن يعفو ويصفح ويغفر ، وبين الفرق بينهما ، فالعفو المسامحة والصفح المسامحة بدون حمل الأذى في الصدر ، والمغفرة المسامحة مع الستر بدون الحديث عن الأذى .
 
وأشار إلى  أن المعلم هو القدوة ومحور الوسطية، وأنه متى ما كان وسطياً سننعم جميعاً بالوسطية؛ لأنه القدوة ومربي النشء، الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته، ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم، مؤكدًا على أن الوسطية ليست شعاراً يردد.. مضيفًا أن هناك خير كثير بين أوساط معلمينا ومعلماتنا من صناع الأجيال .. محذرًا من استغلال الأعداء لأغلى ما نملك وهم أبنائنا  باختراق عقولهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، والذي يحتم على كافة أفراد المجتمع التنبه لذلك ووقوف الأسرة إلى جانب المدرسة للتكاملية في التربية . 
 
يذكر أن اللقاء حظي بمداخلات منوّعة من الحضور تركّزت في مجملها على مناقشة أساليب بناء الفكر الوسطي لدى الطلاب والطالبات، والحرص على غرس مفاهيم القيم الفكرية في المؤسسات التعليمية، وبناء شخصيات مستقلة وقوية تعتز بدينها وقيمها..
مجيبًا عما يجب علينا تجاه أبطالنا في الحد الجنوبي بوجوب الدعاء لهم واستحضار المجد الذي يقومون به والاهتمام بأبنائهم وأسرهم ..مع إجزال الشكر الله على نعمه العظيمة وأهمها أن بلادنا تخوضاً حرباً وفي نفس الوقت نعيش أمنا ورخاء في جميع شؤون حياتنا وهذه نعمة كبيرة ..