يتسللون بعد أن يسدل الليل ستاره ، وبعد أن تقل في الشوارع الإنارة ، معروفون بالخفة في الوصول للضحايا ، ناجحون في تطبيق عنصر المفاجأة ، هدفهم غريب ، وهمهم عجيب ، يترصدون لقوم مساكين ماضون في حال سبيلهم ، يعمدون للقبض على أحدهم بكل شراسة ، يمسكونه يضربونه بل قد يقتلونه ، لا يكتفون بهذا القدر بل يقومون بسحبه كما تقاد البهيمة لحتفها ، يودعونه السجن الموجود على سفينة القراصنة ، التي يكون الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.


ستتخيل عزيزي القارئ عند دهشتك لقراءة ما سبق بأنك تقرأ عن رجال من عصابة المافيا تجوب شوارع نيويورك ، أو أنك أمام فيلق من جيش نابليون ، وقد تشعر بأن هتلر بنفسه هو من يقوم وخطط للإعمال السالفة الذكر، لكن لا تسرح بذهنك أبعد من حدود مملكتك ، فالحديث عمَّن تصورهم الصحافة ووسائل الإعلام بما سلف، وهم رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


لقد تطور الهجوم المرحلي على الهيئة، لدرجة يعجب منها حديثو الولادة، فمؤخرًا لم تعد السرعة هي السبب الأكبر لحوادث السيارات ، بل السبب الرئيس هم رجال الهيئة!! تقوم على إثرها الصحافة بتزعم حملة توعية أخلاقية على طريقتها، للتعريف بالسبب الجديد (الهيئة ) ، ومحاولة إزالته بالكلية.

ستمر أحداث عظام بسلام، إن لم تكن الهيئة في محيط الهدف، في إحدى المباريات النهائية لكرة القدم، وبعد نهاية المباراة، تلقى مراسل إحدى القنوات الفضائية من الركل ما يكفي لإنهاء حياة فيل ضخم، مر الأمر كحدث عابر لأن الهيئة لم تكن حتى خارج أسوار الملعب.


أخيرا، إن سقطت شجرة على منزل، أو أطلقت نارٌ على أعزل، أو سرق مال من مركبة، أو تصاعدت بعد التفحيط الأتربة، وإن عثرت دابة في العراق، أو وصلت خصومة زوج ما إلى الطلاق، فقد يكون المذنب يومًا ما هي الهيئة.




م ن