[ALIGN=CENTER]تغمض عينيك إن وقفت على أرضها من لهيب شمسها ، فتتبخر من جسدك كل السوائل من شدة حرارتها ، تنظر يميناً فترى شوامخ الجبال وتنظر يساراً فتجد بقايا الأطلال ، توقف ضجيج محرك سيارتك فلا تسمع سوى السكون المخيف حتى الريح تشح بصوتها الخفيف .
لا مياه ولا خضرة ولا حتى أمل في إيجاد طبيعة يستأنس بها المسافر عبر تلك الديار ، مدينة موحشة لغير أهلها وقاحلة من غير مبانيها وجافة لمن يعيش فيها .
ومع كل ذلك تتفاجأ بتاريخها العطر وسيرتها الحسنة وحسنها الأخّاذ في الماضي التليد ، تفتح صفحات تاريخها لتقرأ بين السطور أن هذه البقعة كانت جنة الله في أرضه ومن تلك الأراضي إنطلق المثقفون والأدباء بل وحتى الساسة لينبع النخل بصمة عليهم .
فأين نحن من ذلك الزمن وما الذي حلّ بتلك الأرض ؟ وهل يعيد التاريخ نفسه أم أن له كلمة أخرى ؟

إن ما يدعوك للتأمل حقاً في تلك البقعة من أرض وطني هم أهلها فقط والذين ما زالوا متمسكين بالأمل لتخفيف ألامهم وبالحلم لمسايرة واقعهم ولكنهم ما زالوا يتغنون بالماضي ويعزفون أحلى الأنغام من خلال سردهم للروايات التي تضاهي ألف ليلة وليلة في جودتها عند الحديث عن الشرائع والنخل والمزارع ويقطعون ذلك العزف الحر بتنهيدة الواقع المر الذي يعيشونه فيتألمون ويأملون ويحلمون ولا يصِلون فالأمل كبير والحلم ضرير .
ومع أن السنين تمر والأوضاع لا تسر إلاّ أننا مازلنا عند الحديث عن ينبع النخل نسير في دائرة المشكلة ولا نحاول العبور إلى خارج محيطها ، فلم نضع الحلول بعد ولم نفرض الفرضيات ولم نخرج بالنتائج والتوصيات وإلى ذلك الحين نتمنى لكم تطبيقاً واقعياً لأمالكم وتطلعاتكم وتحقيقاً ملموساً لأحلامكم حتى تعود بلادكم إلى سابق عهدها .[/ALIGN]