تذكرنا الأحداث هذه الأيام بتاريخ الرجال ونضالهم ، وما نسمعه الآن من أخبار وحروب وحصار تشهده مدينة مصراتة في ليبيا من قبل قوات القذافي وأعوانه ؛؛ كل هذا يرجع بنا لسنوات مضت كان فيها أحد ابناء مصراتة ( قائمقام ينبع) في حقبة من حقب التاريخ ؛؛ إنه الزعيم المناضل الدبلوماسي ، الخطيب المفوه ، المستشار/ بشير السعداوي عين حاكماً أربع مرات بليبيا وتركيا والسعودية ولبنان .



بشير السعداوي

ولد الشيخ بشير ابراهيم محمد السعداوي بمدينة مصراتة سنة 1884م ، ويرجع أصله إلى قبيلة الغلالبة ، تقلد عدة مناصب قيادية ، عينته الحكومة العثمانية قائمقام على منطقة ينبع البحر بالحجاز ( غرب المملكة العربية السعودية ) فى فبراير من سنة 1915م التابعة لمتصرفية المدينة المنورة.
وعند الثورة العربية احتل الإنجليز ينبع واستطاع الشيخ السعداوي أن يفلت من قبضتهم بمساعدة أحد مشايخ العرب بالحجاز ، حيث خبأه أربعة أيام ثم هربه إلي المدينة المنورة ومنها وصل إلي دمشق فى 1917م.
وفى فبراير من عام 1918م عين قائمقاماً (للمرة الرابعة) فى قضاء جزين ، ويقطن هذه المنطقة المسيحيون ، وكان أول قائمقام مسلم يعين لمسيحي جزين بجنوب لبنان. واحبه نصارى جزين لعدله وإنصافه وكياسته السياسية معهم ، واثنوا عليه بالإطراء والمديح
وبعد زحف الإنجليز والفرنسيس على لبنان غادرها متجهاً ألي تركيا. وبعد هزيمة تركيا نهائياً فى الحرب العالمية الأولى ، اتجه صوب القضية الليبية . وفي فترة لاحقة سعى السعداوي لحل النزاع بين الملك عبد العزيز آل سعود والأمام يحي حميد الدين عاهل اليمن سنة 1934م، لإنهاء الحرب بينهم. ومن بعدها عمل مع الملك عبد العزيز ومن بعده ابنه كمستشار شخصي. ولازم الملك عبد العزيز في مقابلته للرئيس الأمريكي روزفلت ، وركب معه علي ظهر السفينة الأمريكية في مياه البحيرات المرة سنة 1945م ، ثم مع ونستون تشرشل ووزير خارجيته انتوني ايدن ، ثم رافقه ألي مصر فى مؤتمر رؤساء وملوك العرب فى مايو1946م. ثم تخلى بشير السعداوي عن وظيفته كمستشار عندما كان فى رفقة الملك سعود بن عبد العزيز ، ملك المملكة العربية السعودية ، وكان مستشاره الشخصي بعد أبيه ، الذي كان في زيارة ألي مصر. فاعتذر السعدواي من الملك ، وشرع فى إقناع إخوانه الليبيين وحثهم على توحيد صفوف القوى والأحزاب السياسية وخاصة الطرابلسية، وذلك بالالتفاف حول مبادئ الاستقلال والوحدة الوطنية والأمارة السنوسية ،، داهمته المنية ببيروت ، ولفظ أنفاسه الطاهرة فى 17 من يناير 1957 ، بعد عمر ، مليء بالأحداث والمفاخر ، ناهز 74سنة. ثم أتُى برفاته العطر سنة 1972م ، ودفن بمدينة طرابلس بمقبرة الشهداء. وترك ابناً واحداً واسمه عبد الحميد وبنتاً اسمها مزينة. وعبد الحميد خلف آمال وفيصل الذي يعيش فى السعودية ووفيق فى أمريكا.
والسعداوي هو جد الأميرة فاطمة بنت مختار بن بشير السعداوي زوجة صاحب السمو الملكى الأمير ناصر بن عبدالعزيز آل سعود والدة الأمير منصور بن ناصر بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بنعبد العزيز .