[dci]



مساء الثلاثاء 17/5/1430هـ وبحضور سعادة محافظ ينبع إبراهيم السلطان ونائبه الأستاذ / علي الحمادي ونخبة من المثقفين وشخصيات المجتمع الينبعي ومديري الإدارت والمصالح العامة والخاصة ؛؛
رحب سعادة نائب المدير العام للهيئة الملكية بينبع للخدمات المهندس / يوسف بن جايد الحجيلي بالجميع مفتتحا اللقاء الثقافي في حلقته السادسة عشرة ، ومعتذرا عن عدم تمكن المدير العام سعادة المهندس / عقيلي خواجي من الحضور لانشغاله خارج ينبع في مهمة رسمية ، وشاكرا الحاضرين على اهتمامهم مما يعطي دفعة لهذا الملتقى ليكون في دائرة الضوء ومحط اهتمام الراعين له .



يوسف الحجيلي




بسام يماني

بعد ذلك تسلم الأستاذ / بسام عبد الله يماني مدير الكلية الجامعية بينبع دفة اللقاء شارحا أهمية موضوع محاضرة الضيف المهندس / لطف الله قاري التي عنوانها:



فلخص عناصر الموضوع الذي سيطرحه المحاضر والإجابة على أسئلة محددة كسبا للوقت وزيادة في التركيز ، ومعرّجا على الدور الحضاري والريادي للأمة الإسلامية خلال حقبة من التاريخ امتدت لقرون طويلة ؛؛ لذا فقد أجمع الباحثون على أنّ الحضارة العربية الإسلامية بتراثها العلمي كان لها دور أساس وبارز في إغناء الحضارة الإنسانية قياسا بما توصلوا إليه من من مخترعات ونظريات ومؤلفات كانت أساس التطور العلمي المعاصر ..

ثم عرّف الأستاذ / بسام يماني بالمحاضر المهندس / لطف الله قاري ووصفه بالزميل العزيز ، وأنه أحد المهتمين البارزين والمميزين في هذا الجانب الخاص بالتراث العلمي .



م/ لطف الله قاري

تعريف بالمحاضر وسيرته الذاتية والعلمية

( وبالمناسبة فقد سبق لمنتدى المجالس الينبعاوية أن أجرى لقاء مطولا مع المهندس لطف الله قبل بضعة أشهر .. وكانت خلاصة سيرته الذاتية والعلمية على النحو الآتي ) :

من مواليد مكة المكرمة ، تلقى تعليمه العام بمنطقة مكة التعليمية والتحق بجامعة الملك فهد للبترول عام/1393هـ وتخرج في قسم الفيزياء عام /1978م.
حاصل على الماجستير في الهندسة البيئية من جامعة وسط فلوريدا سنة 1404 هـ /1983م.

التحق موظفا بشركة ينبت منذ عام 1405هـ ، 1985م وما يزال بها على وظيفة كبير مهندسي السلامة

متزوج وله خمسة أطفال يحفظهم الله وأكبرهم فارس .

للمهندس لطف الله قاري المؤلفات التالية:

الوراقة والوراقون في التاريخ الإسلامي (1402هـ 1982م)
نشأة العلوم الطبيعية عند المسلمين (1406هـ 1986م)
الأمطار الحمضية (1410هـ 1990م)
إضاءة زوايا جديدة للتقنية العربية الإسلامية (1416هـ 1996م)
القمباص والخرائط البحرية العربية (1417هـ 1997م)
العرب قبل كولمبس (1420هـ 1999م)
رسالتان في الجغرافيا الطبية وتأثير البيئة مع دراسة لتراثنا العلمي في هذا المجال (1426هـ 2005م)
الإنجازات العلمية للمسلمين في القرون المتأخرة (1427هـ 2006م)
"الرسالة القدسية في عمل الشاذروان والفسقية"، تحقيق بالاشتراك (1427هـ 2006م)

ألقى محاضرات وقدم بحوثا في مجالي حماية البيئة من التلوث وتاريخ العلوم الطبيعية والتقانية، وذلك في داخل المملكة وفي كل من الإمارات والأردن والعراق وسورية ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا وألمانيا وأميركا.
شارك عددا من الباحثين العرب في تقديم برامج علمية عرضت في الفضائيات العربية.

قام بأعمال استشارية لكل من :

المركز الوطني السعودي للعلوم والتقنية (1402هـ1982م)
هيئة التراث والبيئة بالسعودية (1412هـ1992م).
باحث رئيسي (متطوع) بمؤسسة العلوم والتكنولوجيا والثقافة ببريطانيا، بالإضافة إلى عمله كمهندس رئيسي بمصنع ينبت للبتروكيماويات.
أعد معارض حول التراث العلمي العربي الإسلامي، عرضت في كل من ينبع (1412هـ/1992م) ومدريد (1413هـ/1992م). وفي جناح الإسلام بمهرجان إكسبو 2000 بهانوفر (ألمانيا)
(1421هـ) وفي أبها (1423هـ/2002م).
قام بتحكيم وتقييم بعض المقالات لمجلة "الفيصل" الشهرية المعروفة.
من الدوريات الأكاديمية التي نشر فيها بحوثا:
[1] عالم المخطوطات والنوادر (الرياض)
[2] مجلة تاريخ العلوم العربية (حلب)
[3] مجلة معهد المخطوطات العربية
[4] مجلة مجمع اللغة العربية الأردني
[5]Environment and History
[6] "رسائل جغرافية"، قسم الجغرافيا بجامعة الكويت
[7] Studies in Islam & the Middle East
[8] "الأكاديمية" (مجلة أكاديمية المغرب)
[9] عالم الكتب (الرياض) Hamdard Medicus[/B]






أما عن المحاضرة وموضوعها وطريقة العرض التي اتبعها المحاضر في الملتقى فقد كانت جميلة ورائعة ومؤثرة على الرغم من أن معظم فقراتها كانت عبارة عن مادة علمية ونظريات ومصطلحات ورسومات فلكية ، ولكن المهندس لطف الله استطاع بقدرته العلمية وترتيب أفكاره وتسلسل منهجه أن يجذب الحاضرين ويقدم المعلومة جاهزة دون ملل ..
فكانت بدايته بالسؤال التالي :




1. ماذا نستفيد من دراسة التراث العلمي في حياتنا المعاصرة؟
2. هل منجزات العرب والمسلمين وابتكاراتهم هي أشياء قديمة لم يعد لها تطبيق اليوم، أم أن كثيرا منها ظل مطبقا حتى في عصرنا الحديث؟

وأوضح فوائد دراسة التراث العلمي في الخطوات التالية :
1. تبسيط العلوم
2. تحفيز الهمم
3. ازدياد حصيلتنا من المصطلحات العلمية
4. تواصل البحوث التطبيقية في العلوم الحديثة مع التراث
5. الاستفادة من مناهج البحث العلمي عند السلف
6. تدريب النشء على الرياضة الذهنية
7. اللحاق بركب الباحثين الغربيين في هذا المضمار

ولعلنا لا نستطيع أن نأتي بكل تفاصيل العرض الذي قدمه المحاضر ولكننا نجد في بعض النقاط نموذجا لهذه المحاضرة القيمة ؛؛ ففي تواصل البحوث التطبيقية في العلوم الحديثة مع التراث نجد أن :
• طب الأعشاب
• توقع الزلازل
• دراسة النباتات والبيئة
• تطبيقات الحاسوب
لها امتداد علمي حتى أصبحت هذه التطبيقات في تجدد وتطور سنة بعد أخرى .

وفي التطبيقات الحديثة لمبتكرات قديمة نلاحظ أن الكثير من هذه التطبيقات ما زالت تعود لمرجعية التراث العلمي القديم فمثلا:
1- استعمال البخار لتوليد الطاقة الميكانيكية
2- التنظيف بالبخار
3- الرسم الهندسي
4- تطوير النظريات الفلكية
5- الآلات الفلكية المبتكرة
6- آلات السلامة الصناعية
7- تلوث البيئة
8- النظارات الطبية
كل هذه العلوم غدت واقعا علميا للبحث والاستنباط والتجديد




وفي الفلك أيضا :

اعتمد "فلكيو مدرسة مراغة” (العرضي والطوسي وابن الشاطر) المنهج التجريبي والرياضي. وجاءوا بنماذج وصيغ رياضية متطورة اقتبسها ( كوبرنيكس) في نظريته الفلكية التي أحدثت ثورة في علم الفلك. وقد اعتبر مؤرخو كوبرنيكس أنه أخذ نظريته من فلكيي العرب، ولذلك أطلقوا عليه لقب "آخر فلكيي مراغة".

وفي سلامة البيئة نجد هذه المواد أساسا للعلوم الحديثة ومنها:
• رسالة في الأبخرة المصلحة للجو من الأوباء، للكندي.
• رسالة في تحقيق أمر الوباء والاحتراز منه وإصلاحه إذا وقع، لأبي سهل المسيحي.
• مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الوباء، للتميمي.
• دفع مضار الأبدان بأرض مصر، لعلي بن رضوان.
• طبع الاسكندرية (أي طبيعتها)، لابن جميع.
• في مزاج دمشق ووضعها وتفاوتها من مصر وأيهما أصح وأعدل، للأسعد المحلي.

وفي اختراع العدسات المكبرة والنظارات الطبية تأملوا هذه الأبيات للعالم / ابن حمديس الصقلي:

[poem=font="Simplified Arabic,6,#4269C7,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="outset,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
وجـدول جـامـد فـي الكـف تحـملـه = يغـوص فـيـه على درّ النـهى النـظر
يكـسـو السـطور ضـياء عـند ظلمتها = كـأنـه يـنـبــوع نـور مـنـه يـنفـجــر
يشـف للعـين عـن خط الكتـاب كـما = شــف الهواء ، ولكـن جسـمه حجـر
يـنـدي الخـدود بجـرح نـالها عـرق = فـيـه وقــرّ عــلـيـهـا جـامـدا نــهــر
كحّـلت عـيـني إذ كـلـّت بجـوهـره = أما يُحـَدّ بكحل الجـوهـر البصـر؟
كـأنـه ذهــن ذي حـذق يـفـك بـه = من المعمّى عـويصـا فـكّـه عـسر
نعـم المـعـيـن لشـيخ كـلّ نـاظـره = وصغّـر الخطّ في ألحـاظـه الكـبـر
يرى به صـور الأسـطار قـد عـظمت = كعنصل المـاء فـيـه يعـظـم الوبـر [/poem]


وللمقارنة فقط فإن ابن حمديس الصقلي تاريخه (447-527هـ ، 1055- 1132م)
بينما روجر بيكن الفيلسوف الإنجليزي وعالم البصريات تاريخه (1214-1294م)
حيث أنّ النظارات عرفت في أوربا في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي (في حدود 1300م)





وبعد انتهاء المحاضر كانت هناك عدة مداخلات بدأها سعادة المحافظ بالتعليق على الموضوع وشكر المحاضر على ما بثه من فوائد جمة ومعلومات قيمة وعقب قائلا :



علينا مسؤولية بشحذ همم الشباب وطبقة المتعلمين والباحثين ليس للتغني والمفاخرة بتراثنا العلمي ولكن لنأخذ العبرة ممن سبقونا فإن استحضار التراث جميل ولكن الأجمل أن يكون دافعا لمستقبل علمي في هذا العصر المتلاطم بعلوم الفضاء والنانو والمخترعات الحديثة ، إذ لا تنقصنا العقول كما أن ديننا ومنهجنا الإسلامي يحثنا على العلم والابتكار .


ثم مداخلة للأستاذ/ عبد المحسن الحصيني مدير العلاقات العامة بشركة سابك الذي تساءل إن كانت هذه العلوم التي سردها المحاضر فيما يتعلق بعلم الفلك والجيولوجيا لو ربطناها بأحداث الزلازل والبراكين المحتمل حدوثها الآن في منطقة العيص لها دلالة لمعرفة وقت حدوث هذه الكوارث ؟



عبد المحسن الحصيني

فرد المهندس لطف الله . بأن التنبؤ بالزلازل والبراكين صعب ، حتى الصين التي حاولت الاستعانة بالحيوانات وإستشعارها لم تحقق النجاح المأمول ، ولكن بالإمكان الرجوع للسجل التاريخي لهذه الزلازل أو البراكين للاستفادة منها والاستعداد لها.



وكان ختام المداخلات مداخلة جميلة وواقعية جدا للأستا ذ / خالد يوسف سبيه مدير العلاقات العامة بالهيئة الملكية بينبع



خالد سبيه

ربط فيها بين ما ذكره المحاضر بضرورة العناية بالتراث وإقامة المعارض التراثية ، وتنشئة الجيل الجديد على التواصل بتراثهم في شتى المجالات فقال الأستاذ / خالد سبيه موجها حديثه لمن يعنيهم الأمر في هذا الشأن بأن ينبع غنية بتراثها ولو أخذنا جزءا منه وهو التراث البحري على سبيل المثال فسنجد أنه تاريخ حافل بصناعة السفن الشراعية وتاريخ الموانئ وأدوات الصيد وغيرها ؛؛ فلماذا لا يكون هناك اهتمام بهذه الناحية لإقامة متحف عن التراث البحري يشارك في تكوينه لجنة التراث والمهتمون بهذه الأمور من أفراد وجهات لتجميع الموجودات والوثائق المتوفرة ولعلنا نحظى بتوجيه من سعادة المحافظ لإقامة هذا المتحف وتخصيص مكان له بأسرع ما يمكن ؟


فعلق سعادة المحافظ مثمنا جهود الأستاذ / خالد سبيه باعتباره من القائمين والمهتمين بالشأن التراثي والسياحي أيضا وأضاف:
لقد ناقشنا هذا الموضوع في اجتماعات المجلس المحلي وسبق أن طلبنا تخصيص أرض تكون مقرا دائما للتراث البحري والصناعات البحرية ، ولكن كما يعلم الجميع هذه الأمور تحتاج لمتابعة وهي متعلقة بجهات أخرى ، كما أن البيروقراطية التي نعيشها تؤثر على إنجاز ما نريده ونصبو إليه من تطلعات ، ولكننا على وعد بأن هذا سيتحقق مع الانتهاء من المخطط الهيكلي لينبع .








أعزائي كانت هذه خلاصة لما حدث في الملتقى الثقافي السادس عشر وفي الختام توجه الجميع لتناول طعام العشاء الذي أعد بهذه المناسبة .


[/dci]