[align=left]شعر : معين جبر / فلسطين[/align]

[align=center]عَـلى أطـْراف ِ عَيـْنـَيـْك ِ ...
بَـكـَتْ حـَيـْفا ...
وَنامَتْ فَوْقَ جـِفـْنـَيْها ...
حِكاياتٌ مِنَ الماضي ...
كـَأنَّ نَزيفـَها ...
نـَهْرا ً ...
يُعيدُ إلـَيْك ِ بَعْضا ً ...
مِنْ حَكايانا ...

هُنا كـُنـّا ...
وَكانَ الليْلُ يَحْرُسُنا ...
وَيَسْتَـلْقي ...
عَلى أعْتاب ِ ماضينا ...
يُهَدْهِدُنا ...
كـَما لـَوْ كانَ ...
يَغْفو فَوْقَ ...
وادينا ...
يُهرَِّبُنا ...
وَيَرْحَلُ ...
مِنْ بـِلاد ٍ عَزَّ ...
فيها الجُرْحُ ...
سَيدَتي ...
فـَأنْسانا ...
مَراثينا ...

أنا ...
مَنْ كـُنْتُ عِنْدَ النَّهْر ِ ...
أغـْزلُ مِنْ جَدائِلكِ ...
خـُيوطَ المـَوْت ِ والعَوْدَةْ ...
لأَعْبـُرَ مِنْ ثـَناياك ِ ...
شَهيدا ً ...،
أوْ جَريحا ً ...،
أوْ غَريبا ً....،
أوْ حَبيباً ...
هَدّهُ الوَجَعُ ...،
بـِلا ألـَم ٍ...
فـَأرْدى في الحَشى مِنـّي ...،
لـَظى شَوْقي ...
وَأرْدانا ...

أنا ...
مَنْ سامَ هذا المـَوْتُ ...،
يا مَوْتا ً...
فَماتَ المـَوْتُ ...،
سَيِّدَتي
وَما ماتـَتْ ...
أغانينا ...
وَنـَجْوانا ...

هُناكَ كـَتـَبْتُ تاريخي ...
وَجـِئـْتُ إلـَيْك ِ ...
أسْتـَجْدي تجاعيدي ...
بـِلا أجْداثَ تـَحْمِلُ ...
مِنْ سَنى عُمْري ...
وَعُنـْواني ...،
الـّذي أمْسى ...
إلى ماضيك ِ ...
عُـنـْوانا ...

خـُذي مِنـّي ...
بَقـِيَّةَ اسْمِيَ الثاني ...
خـُذي جَسَدي ...،
خـُذي مِنـّي ...
نـُخاعَ العَظـْم ِ يا هذي ...
خـُذي عُمْري ...
وَأوْردَتي ...
كـَما شِئـْت ِ ...
وَمُرّي فـَوْقَ أشـْتاتي ...
كـَما لـَوْ كـُنـْت ِ ...
ظِلَّ الظِلِّ في ظِلّي ...
وَبُوصلـَتي ...
إلى شُطـْآنَ عَيْنـَيْك ِ ...
فـَأشْرَبها ...
وَتـَشْرَبُني ...
وَتـُبـْقيني عـَلَى شَطـَّيْك ِ ...
ظـَمْآنا ...

أنا البَحْرُ ...
وَأنـْت ِ المـَوْجُ يَسْتـَرْخي ...
عـَلـَى أطـْراف ِ كـَفـَّيْه ِ ...
لِيَرْسُمَ لـَوْحَة ً نـَزَفـَتْ ...
جـِراح ِ الأمْس ِ ...
وَاخـْتـَلـَجـَتْ ...
بـَقايا مِنْ ...
بَقايانا ...

أبا التاريخ ِ قـُلْ لي ...
كـَيْفَ نـَسْلوها ...
خـَطايانا ...؟؟

بـِصَمْت ِ اللَّيْل ِ ...!!
أمْ بالدَّمْع ِ ...؟
أحْيانا ...

أنا ...
بُسْتانُ هذا الكـَوْن ِ ...
جـِئـْتُ أذيبُ ...
لـَوْنَ الأرْض ِ في خـَدَّيْك ِ ...
ألـْوانا ...

وأنـْثـُرُ فـَوْقَ ساحاتي ...
نـَقاءَ السِّحْر ِ ...
في شـَفـَتـَيْك ِ ...
عُنـْوانا ...

أنا قـَحْطانُ ...،
بَلْ عَدْنانُ ... ،
يا هذي ...
جـُذوري عِنـْدَ ماضيها ...
غـَدَتْ في المـَجْد ِ ...
كـَنْعانا ...

عـَلـَى صَدْري غـَدَتْ أطـْلالـَها ...
طـَلـَلا ً...
وَكانَ الفـَجْرُ مَأ ْواها ...
وَمَلـْقانا ...

كـَأنـّي شيحُ هذا النـَّخـْل ِ ...
ما كـُنـْت ُ ...
وَلا كـُنـْت ِ ....
وَلا كانَ الثـَّرَى عُمْرٌ ...
يُهَرِّبُنا ...
وَلا كانا ....

هُنا كـُنـّا ...
وَكانَ النَّجْمُ ثالِثـَنا ...
يُظـَلـِّلُنا ...
فـَنـَسْتـَرْخي ...
وَنـَهْمِسُ في صَدَى البـَيْداء ِ ...
ألـْحانا ...

أنا أنـْت ِ...
وأنـْت ِ أنا ...
وَهُم ْ ...
نـَحْنُ ...
حُماةُ البَيْت ِ سَيِّدَتي ...
هُنا كـُنـّا ...
بباب ِ الدّارِ ...
إخـْوانا ...

فـَلا أجْداثَ نـَحْكيها ...
وَتـَحْكينا ...
َولا مانا ...
َولا حانا ...

هُنا كانوا ...
عـَلَى أبْواب ِ ...
أقـْصانا ...

يُعيدونَ الهَوَى القـُدْسٍيّ ُ...
إيْلاما ً...
وآذانا ....

هـُنا مَرُّوا ...
عَـلـَى قـَدَمَيْك ِ ...
وارْتـَحَلُوا ...
هـُنا نـَزَلُوا ...
إلى واديك ِ في ظـَمَأ ...
وَما رَحَلـُوا ...
هُنا غابُوا ...
عَـلَى أعْتاب ِ شاطِئِنا ...
وَما ذابُوا ...
هُنا نادُوا ...
صَبايا الحَيِّ والـْتـَحَفوا ...
بـِساطَ الأرْض ِ في شـَبَق ٍ ...
وَقـَدْ نـَعَفوا ...
نـَزيف َ العِشـْق ِ ...
أطـْفالا ً....،
وَعُمالاً ...،
وَثـُوّارا ً...
تـَدُقُّ الأرْضَ في عُنـْف ٍ ...
بـِلا خَوْف ٍ ...
إذا نـَزَفـُوا ...
هـُنا جادُوا ...
بـِرُوح ِ الأرْض ِ يا عِرضي ...
وَقـَدْ عادُوا ...
مِنَ الأرْض ِ ...
إلى الأرْض ِ ...
كـَما كانـَتْ وَصايا الجَدِّ ...
بَعْضـَا ً مِنْ ....
وَصايانا ...

هُنا حَمَلـُوا ...
لـِواءَ النـَّصْر ِ ...
للنـَّصْر ِ ...
وَما خانـُوا ...
أمانينا ...
[/align]