[align=center][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"] اعــتذارات .... إلى هنا .. واعتذر .
-----------------
أعتذر " لأحبتي "

لأني بكيت في وقت فرحهم..
وضحكت في وقت ألمهم..
وأطلقت صرخاتي في لحظة هدوئهم..
وصمت في لحظة مشاركاتهم..
وبقيت في لحظة رحيلهم..
وأخطأت في حقهم..
ورحلت في لحظة اجتماعاتهم ولقاءاهم..
واعتذرت لهم في وقت حاجتهم ..
و بدون سبب تركتهم..

أعتذر " لقلبي"

لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي..
وجرعته ألما في لحظة حزني..
ونزعته من قلبي وبدون تردد لأهبه لغيري.

أعتذر " لأوراقي"

لأني كتبت بها وأحرقتها..
ورسمت الطبيعة عليها..
وبدون ألوان تركتها..
وفي لحظة همومي وأحزاني لجأت إليها..
وفي لحظة فرحي وراحتي أهملتها..
وعندما عزمت الاعتكاف عن الكتابة مزقتها وودعتها إلى الأبد..

أعتذر " للقلم "

لأني في معاناتي أتعبته..
ولأني حملته الألم ولأحزان وهو في بداية عهده..
وعندما انتهى رميته..
واستعنت بأخر مثله..

أعتذر " للخواطر "

لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن والألم .
حاصرتها فلقد أصبح الكل يبحث عنها وعن معاني غموضها في قواميس لا وجود في هذا الزمن لها .

أعتذر " للواقع "

لأني بكل قسوة رفضته .
وأغمضت عيناي عنه في كل لحظاتي المرة..
وشكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
ونسيت بأنه هو مدرستي التي جعلتني أكون حكيما في المواقف الصعبة.

أعتذر " لحروفي "

لأني أطرق على أبوابها في كل ساعة..
واجعلها تبحر بي في كل مكان أريده..
فهي من حققت كل أمنياتي دون تردد..
وهي من أتعبتها معي حينما كبرت وكبرت معي أحلامي .
ورغم ذلك كله ،لا تتذمر وإنما تقول أطلبي وأنا على السمع والطاعة .

أعتذر " للأمل "

حينما رحلت عنه وبدون استئذان..
ولازمت اليأس في محنتي ومكابرتي رغم مرارتي والأمي أقول بأني أسعد إنسان .
فلقد كانت سعادتي الوهمية تكويني في صمتي .
وتعذبني في ليلي . دون إحساس الآخرين بي .

فعذرا أيها الأمل ..

أعتذر " للسعادة "

لأني عشقت الحزن..
وحملته شطرا من حياتي..
وعشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي .
وعشقت قول الآه لأنها تطفئ حرقة أناملي ..
وعشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور ثيابي .
وعشقت الصمت في لحظة الألم لأنها تحفظ لي كبريائي .

فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي .

أعتذر " للزهور "

لأني قطفتها وهي في بداية بلوغها وتفتحها..
وحرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها ولغيري أهديتها.
وبعدما لفظت أخر أنفاسها رميتها ودستها.

أعتذر " للبحر "

لأني عشقته بجنون..
وطعنته في خواطري بالمليون..
وأضفت إليه الغدر في هدوئه..
ووصفته بأنه جميل وهو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلقة..
وكان ضحيتها البحر لأني عشقته.

أعتذر " للقاء "

لأني كتبت عن الرحيل والوداع ..
ولأني جردته من قاموسي الملتاع..
ولأني أصبحت خاضعا للقدر..
فآمنت بالرحيل كثيرا.. وبكيت لأجله كثيرا..
وتناسيت كلمة الاجتماع واللقاء..

أعتذر " لأمي "
لأنها تألمت عند ولادتي ..
وسهرت على نشأتي ورعايتي ..
فتبكي على بكائي .. وتسعد عندما تسمع ضحكاتي .
وتسقم لسقمي ... وتتعافى بمعافاتي ..
وصبرت وتحملت طيشي وإزعاجي ..
..وتجاوزت عن أخطائي ... وتذكرت حسناتي .

أعتذر " للحياة "

حينما اتهمتها بالقسوة ..
وللطيور والبلابل حينما قلت عنها خرساء..
وللجبال لأني أنسبه إلي ..
وللدموع حينما جمدتها بالعين ..
ولصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه..

أعتذر " لكلمة الإعتذار "

لأني أدخلتها في بحور شتي من الإعتذار ..
فشكرا وعذرا.. وأدمعت عيناها عندما سمعت إعتذاراتي

تحيتي لكم [/grade]
[/align]