القصيم - ملفي الحربي: تصوير - محمد الفيفي
أبعدت ادارة التعليم بالقصيم معلم كيمياء وتربية وطنية ورائد النشاط بمدرسة ثانوية الفويلق عن التدريس بسبب ما رأى أنه مكيدة نسجها له بعض المعلمين بالمدرسة من المغالين في الدين والمتعاطفين مع الفئة الضالة بعد إن ادعوا عليه بمحكمة البكيرية.
«الرياض» رصدت جوانب من هذه القضية بلقاء مع المعلم المبعد عن التدريس وكما حصلت على أدلة تؤكد على التعاطف ووقوفهم ضد المعلم.
التحقيق التالي وقف على جوانب مهمة في هذه القضية بلقاء المعلم وزيارة مركز الفويلق اضافة لشهود وصور وفي ما يلي نص الحوار مع المعلم:
تفاصيل القضية
٭ ما القضية؟ وما الذي حدث بالضبط وكيف بدأت المشكلة؟
- القضية بدأت عام 1425ه بعد ورود تعميم ادارة التعليم بالقصيم رقم 23/11 ث 19/1/1425ه والذي حث على توجيه الأنشطة الثقافية في المدارس للحديث حول الغلو والتطرف والإرهاب والآثار المترتبة عليه والتحذير منه، وكذلك ورد التعميم رقم 30/12 ش في 11/1/1425ه والمؤكد على ضرورة توعية الطلاب بما يدور حولهم من أحداث وان المملكة تحترم حقوق الآخرين وتأبى التدخل في شؤونهم وهي محبة للعدل والسلام.
وبداية المشكلة كانت بسبب حماسي وحبي لهذا الوطن فبعد تفجيرات الحمراء وبعد التعرف على جثث المنفذين زففت البشرى في الطابور الصباحي للطلاب بتمكن الجهات الأمنية من التعرف على جثث المنفذين وأنهم ينتمون للفئة الضالة المجرمة وأن هؤلاء المفجرين ينتمون لقاعدة الشر في أفغانستان (قاعدة أسامة بن لادن) تلك الخلية السرطانية.
٭ ثم ماذا؟
- وفي اليوم التالي خرج أحد المعلمين (...) في الطابور الصباحي وقال كلاماً كثيراً مضمونه يوحي إلى تبرير أفعال الفئة الضالة وتعرض لكلمتي يوم أمس وقال في معرض كلمته نصاً (إن من يجرم فئة معينة فهو المجرم).
٭ وهل لديك ما يثبت ما تزعمه؟
- نعم فهذه الكلمة قالها أمام الطلاب جميعاً ومعلمي المدرسة ومديرها ومستعد لأن أحضر من يشهد بذلك لأي جهة تطلبه.
٭ وما الذي حدث بعد ذلك؟
- ضمن جهودي في محاربة الفكر المنحرف قمت بقص مقال صحفي لكاتب سعودي بصحيفة سعودية أيضاً يتضمن التحذير من هؤلاء الإرهابيين الذين يتنكرون باسم الدين ونشرت هذا المقال في لوحة الإعلان في المدرسة. ولكن نشر هذا المقال لم يعجب مجموعة من المعلمين فقاموا بتمزيقه.
٭ وكيف تأكدت أن من قام بذلك معلمون؟ قد يكون عبث الطلاب؟
- تأكدت من ذلك باعتراف المعلم (...) بأنه أزال ذلك المقال، وأخبرني بعض الطلاب ومعلم آخر (...) اعترف أمام القاضي وعلى مسمع مني وطلبت من القاضي إثبات ذلك لكنه رفض.
٭ واصل حديثك..
- واصلت جهودي لمكافحة الأفكار المنحرفة من خلال حصص التربية الوطنية والنشاط تجنباً للمصادمات مع المعلمين الذين أشرت إليهم سابقاً ولكن أصبح حديثي مع الطلاب يصل أولاً بأول للمعلمين عن طريق طلاب متأثرين بأفكار هؤلاء المعلمين.
٭ ماذا بعد؟
- ظهر تكتل مبطن بين المعلمين وبعض الطلاب وأصبح هؤلاء الطلاب والمعلمين الذين تكتلوا ضدي يجتمعون بشكل سري ويخططون للتخلص مني وإبعادي عن المدرسة.
٭ كيف عرفت هذا الأمر؟
- نقل لي أحد الطلاب خبر اجتماعهم في الاستراحات فبلغت مدير المدرسة ورفع بهم لادارة تعليم القصيم التي أخذت على قائدهم تعهداً من قبل وحدة المتابعة.
٭ أنت تقول إنهم متعاطفون مع الفئة الضالة كيف عرفت ذلك؟
- من خلال المواقف التي حدثت لي فكلمة المعلم (...) الصباحية الاعتراضية على كلمتي لليوم الذي قبله وتمزيق المقال الصحفي النابذ للإرهاب كانت توحي بتأثر هؤلاء المعلمين المتشددين وتأكدت من ذلك عندما بدأوا بمناقشتي حول توجهي الفكري ومن ثم حاولوا التأثير علي وأخذوا يثنون بالتلميح أحيانا وبالتصريح أحيانا أخرى على أشخاص معينين من الفئة الضالة بعضهم من قائمة المطلوبين أمنيا.
٭ وهل لك توجه فكري معين؟ تؤمن به؟
- نعم لدي توجه معين يلزمني بالسمع والطاعة لولاة الأمر في هذا الوطن الغالي ويلزمني بالحفاظ على أمنه ومحاربة هذه الفئة الضالة التي لا هم لها إلا سفك الدماء والإفساد في الأرض.
٭ وبعد ذلك؟
- بعدها تأكد لهؤلاء المعلمين أنني ضدهم وسأقف في طريقهم فبدأوا يكيدون لي! ويؤلبون علي الطلاب وأولياء أمورهم.
٭ وكيف عرفت ذلك؟
- نقل لي أحد الطلاب أن أحد المعلمين زاره في بيته من أجل تأليبه هو وولي أمره علي وهذا الطالب وولي أمره مستعدون للإفادة بذلك للجهة المسؤولة؟
٭ بعد ذلك ما الذي حدث؟
- بعد ذلك بدأت أتلقى بعض المكالمات من أشخاص مجهولين يهددوني بالقتل وكانوا يتصلون من هواتف عامة ثم تبع ذلك حادث إطلاق نار وجدت أثره على نافذة غرفتي في المدرسة وهي خاصة بالنشاط المدرسي في الدور الثالث من مبنى المدرسة وأبلغت المدير وخاطب شرطة الفويلق وعاينوا أثره وكتبوا تقريراً في ذلك وبدأ لهم الأمر فيه شيء من الجدية فأدركت أن حياتي قد تكون في خطر حقيقي.
٭ وبعد ذلك؟
- دفعوا طالباً متأثراً بفكرهم لأن يتقدم بشكوى لادارة تعليم القصيم (بريدة) وإلى محكمة البكيرية ضدي.
٭ وما دعوى هذا الطالب ضدك وكيف عرفت أن هؤلاء المعلمين المتشددين وراء هذه الدعوى؟
- أدعى بأمور كثيرة منها اتهامي: بالاستهزاء بالدين والثناء على أمريكا وتعلم السحر وقراءة الأنجيل وعدم السماح لهم بالوضوء أثناء الحصة الدراسية والتقليل من شأن المسلمين! وعرفت أن وراء هذه الدعوى معلمون متشددون من خلال لقاءات هذا الطالب مع المعلمين المتشددين داخل المدرسة وفي الاستراحات وتحريضهم له على هذه الشكوى وشهادة المعلمين زوراً مع هذا الطالب.
٭ وبعد ذلك ماذا حدث في جلسات المحكمة؟
- اجتمع جميع الشهود في مكتب القاضي دفعة واحدة وأخذ كل واحد منهم يدلي بأقواله أمام الآخرين وهذا مخالف لنظام المادة 119 من نظام المرافعات الشرعية.
٭ ولماذا لم تعترض على هذا رغم معرفتك؟
- لم أكن أعرف نظام المرافعات الشرعية وهذا اتضح لي لاحقاً كما أتضح أن المحكمة غير مختصة مكانياً لقبول الدعوى حيث إنني أسكن في محافظة عيون الجواء وبها محكمة شرعية علماً أن مدرسة الفويلق الثانوية في ذلك الوقت كانت تابعة لمحافظة عيون الجواء وقد لاقيت مشقة في التردد على هذه المحكمة البعيدة علماً أن القاضي سألني بداية عن مكان إقامتي وأجبته بأنني ساكن في عيون الجواء وطلب مني القاضي أن أتعهد على نفسي بالابتعاد عن التدريس لينهي هذه القضية.. فقلت له إنه لم يصدر مني شيء لأبتعد عن التدريس.
٭ هل دافعت عن نفسك في هذه الدعوى المقامة ضدك؟
- نعم نفيت ذلك بل وقبل جلسة الشهود أعطيت القاضي قائمة بأسماء معلمين حدث بيني وبينهم مصادمات بالمدرسة وقد رفع بهم إلى ادارة التعليم وقلت له إن هؤلاء خصوم لي ولا أقبل شهادتهم.
٭ وما موقف القاضي؟
- اطلع على القائمة وقال كل هؤلاء خصوم لك!!؟ فقلت نعم.
٭ وهل القائمة لأسماء معلمين فقط أم لمعلمين وطلبة؟
- القائمة كلها معلمون.
٭ وكم كان عددهم؟
- قرابة العشرة.
٭ وهل كل هؤلاء ضدك، ولماذا؟
- كلهم ضدي والسبب هو وقوفي في وجوههم بالمدرسة وكشف مخططاتهم وتحركاتهم التي كانت ترمي الى تسميم أفكار الطلاب وتبرير أفعال الفئة الضالة والتقليل من جهود رجال الأمن وإنجازاتهم الرائعة وقد كان معظمهم وللأسف الشديد مدرسي مواد إسلامية ومنهم مدرس حلقة تحفيظ قرآن وإمام مسجد.
٭ وما تصرف ادارة التعليم بالقصيم بالنسبة للشكوى؟
- دعوى المدعي في ادارة التعليم ضد عبارة واحدة يزعم فيها أني قلت له «احلق لحيتك».
٭ وهل قلت هذه العبارة فعلا؟
- لم أقلها على الإطلاق، والذي حدث بالضبط هو أن وكيل المدرسة كان غائباً ليومين وأسند إلى مدير المدرسة مهام الوكيل بالإضافة الى الحصص التي لدي وحصل من طلاب الصف الثاني الثانوي فوضى وإزعاج كبيرين داخل الفصل وخارجه لمعرفتهم غياب الوكيل فذهبت وأعدت الأمر للوضع الطبيعي وقلت لهم بأنكم رجال كبار وقدوة للطلاب الآخرين وما قمتم به لا يليق بكم لأنها تصرفات طفولية ومن الصعب أن نعاقبكم وأنتم قد خرجت شواربكم ولحاكم فإذا كنتم تريدون ان نعاملكم كالأطفال فاحلقوا لحاكم وشواربكم حتى نعاملكم كالأطفال لكن أمثالكم يجب أن يترفعوا عن مثل هذه الأمور.. وكنت أقول لكم هذا الكلام من قبيل التقريع فقط.
<<<< يتبع
المفضلات