وضع الأرقام على القبور في ينبع


وضعت هذا العنوان بعد تردد فقد كنت اريد كتابة (فوائد وضع الأرقام على القبور في ينبع) ولكني آثرت هذا العنوان حتى لا نحيد عن الموضوع بشكل عام

وقد تثير هذا الفكرة الإستغراب عند البعض وبأنها بدعة ولا يجوز العمل بها

ولكن قد يعلم وقد لا يعلم البعض بأن هذه الفكرة ليست وليدة اللحظة أو انها مبتكرة.. فهي موجودة في مقابر كثيرة على مستوى المملكة

ففي مكة المكرمة القبور هناك مرقمة بشكل مبسط جداً فكل مجموعة قبور تسمى ( حوطة ) ولها رقم محدد داخل الحوطة نفسها يتم ترقيم القبور بشكل بسيط و بحسب ترتيب القبر
وربما لا تظهر للناس بسبب مسحها من المياه او الاحتكاك
لكنها موجودة ومرقمة ولو سئلت الحارس الذي يعمل في القبور عن رقم قبر معين بمعرفة رقم الحوطة ورقم القبر فسوف يخبرك مكانه تماماً هذا الأمر موجود في مقبرة المعلا على سبيل المثال..

وكذلك في مقابر الرياض وتحديداً في مقبرة النسيم أو في مقبرة ام الحمام فهي مرقمة وترتيبها مثل المربعات محاطة بصبات مرتفعة قليلاً بحدود الشبرين أو يزيد

وسمعت ولم أرى أن في المدينة كذلك وفي المقابر الكبيرة في الشرقية وبريدة..

عموما كما ذكرت تلك الفكرة ليست وليدة اللحظة إنما سبقنا بها الكثيرين حتى يسهل عليهم التعرف على القبر عند الزيارة بكل يسر وسهولة

وقد راجعت بعض الفتاوي فوجدت أن وضع العلامات - كما هو معروف - دون كتابة الإسماء جائزة كما في فتوى الشيخ بن باز رحمه الله وعبر موقعه الشخصي عندما سأل


هل يجوز وضع العلامة على القبر؟

فقال رحمه الله لا حرج إذا كانت من حجر أو عظم أو حديد فهذا لا بأس به كما علم النبي صلى الله عليه وسلم قبر عثمان بن مظعون.

وهذا الجواز بناء على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم

فثبت في سنن أبي داود (3206) من حديث المطلب قال: لما مات عثمانُ بنُ مَظْعُونٍ، وأُخْرِج بِجِنازَتِه، فدُفِن، أمَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم رجلاً أن يَأتِيَهُ بِحَجَرٍ، فلَمْ يَستطِعْ حَمْلَه، فقام إليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وحَسَرَ عن ذراعيه، ثم حمَلَها فوضَعها عندَ رأسِه، وقال: "أَتَعَلَّمُ بِهَا قبرَ أَخِي وأَدْفِنُ إِلَيْهِ مَنْ مَاتَ مِن أَهْلِي

وللإستفادة والمراجعة يرجى الدخول على الرابط التالي




والبعض يرى أن الأرقام بمثابة الكتابة أي كمثل كاتبة اسم الميت وتاريخ وفاته وبعض الآيات القرآنية على القبر.. رغم أن الأرقام تأتي كعلامات أكثر منها كأسماء كما هو مفهومها اللغوي.

وهناك فتوى صوتية أيضاً للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله مفادها بأنه يجوز أن توضع الأسماء على القبور متى ما دعت الضرورة لذلك وهنا المقطع الصوتي للفتوى


[rams]http://www.alalbany.name/audio/184/184_05.rm[/rams]

وهي مأخوذة من موقعه رحمه الله

وللإستفادة والمراجعة يرجى الدخول على الرابط التالي




ونحن هنا هدفنا ليس الإتيان بأمور منافية للدين والعقل.. بل هدفنا أن نأتي بأمور إن شاء الله تكون فائدتها كبيرة للجميع وبها تسهيل كبير لعامة المسلمين.. وإذا كان البعض سيسميها بدعة فإن شاء الله تكون بدعة من البدع المستحسنة كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أمر صلاة التراويح (نعم البدعة هذه)

فقد روي عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري : خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون ، يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثم عزم فجمعهم على أبي ابن كعب ، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم قال عمر : نعم البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون . يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله


فلما لا نيسر للعامة ونحيي سنة زيارة القبور التي بدأت بالإنخفاض.. فقد آلمني عندما سمعت من أحدهم بأنه قد أضاع قبر ابيه فيكتفي بالدعاء له فالدعاء كفيل بأن يصل للميت كما هو الحال في تفريق الصدقات على الميت فهي تصل له..
ولكني قلت له بأن هذا شيء وهذا شيء آخر فزيارة القبور سنة ولا يجوز وضعها بنفس درجة الصدقات والدعاء للميت من بعيد..

أتمنى أن نرى آرائكم ووجهات نظركم حول موضوع ترقيم القبور في مدينة ينبع.. والهدف كما ذكرنا التيسير ولا غير ذلك..

والحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله.. رحم الله موتانا وموتاكم وجميع موتى المسلمين.. آمين..

تحياتي للجميع...