((الفساد الإداري داء انتشر وعلينا محاربته))

لوقيل لإنسان ما أنت ( حــرامي ) حتما ستكون ردة الفعل قوية ربما تصل إلى اشتباكه مع من قال في وقت قد يكون القائل مخطئاً أو مصيباً في قوله هذا وقد أجهر بصوته أمام الملأ ولكن إذا كانت نظرة الجميع ممن يعرفون ذلك الشخص أنه ( حرامي ) بالفعل وقد ألفوه وعرفوا عنه كل كبيرة وصغيرة سواء الحصول على الرشــوة والتي انتشرت في عصرنا الحالي وهي بلا شك وباء طرد من يأخذها من رحمة الله فذلك شأن آخر ففي الحديث : ( لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ) واللعن هنا الطرد من رحمة الله والراشي هو الذي يقدم الرشوة سواء مال أوسيارة أو قطعة أرض نضير الحصول على شيء معين أو انجاز معاملة ما كتلك التي تحفظ في أدراج بعض المسئولين لأشهر أما المرتشي فهو ذلك الفارس الهمام النظيف الذي لايقبل بالحرام على حد قوله وينظر لتلك الرشوة على أنها هدية متواضعة وهي الحرام بعينه رضي أم أبى ومردودها سيء عليه وعلى صحته وما يملك والرائش هو الوسيط بين المرتشي والراشي ذلك الذي يظن نفسه أنه يفعل خيراً وهو لايقل عنهما فيما فعل فكم أتمنى أن لايسكت على هذه الفئة الضالة التي تستبيح لنفسها شيئاً وهو ليس لها وترهق أصحاب المعاملات بتلك المطالب الظالمة من أجل انجاز معاملة وهو أي المرتشي ذلك الموظف الذي يتسلم راتباً شهرياً من الدولة ولكن جسده بكل أسف تعود على أكل الحرام لذا وجبت على كل مسلم يخاف الله محاربته والإيقاع به ليفتضح أمره بين المسلمين ويروا ذلك الفعل الشنيع الذي يقترفه بحق الأبرياء .
وكم هو جميل أن يشار للموظف أو المسئول بالنزاهة والاستقامة فما أذكره منذ سنوات خلت أن مسئولاً في إدارة شرعية يستوجب الأمر في بعض الأحيان ذها بة إلى دارنا من أجل إتمام عملية وكالة شراعية أو عملية إفراغ لوجود امرأة عاجزة لاتستطيع الذهاب إلى تلك الإدارة الشرعية ففي أثناء إكمال الإجراءات الكتابية يصب له الشاي وينتهي ذلك المسئول الشرعي من إجراءاته وقد برد الشاي وهو يتعمد ذلك حتى لايشربه ( خوفاً من أن يقصد في تقديمه شيء يغضب الله ) أي كرشوة .
انظروا إلى نزاهة الرجل وخوفه من الله قبل خوفه من المخلوق .. أثابه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية . فليته يكون قدوة في زمن لايعرف للقدوة الحسنة مكان .

بقلم / عمر بن محمد حامد الخطيـــب


AL.Khateeb1@hotmail. com
ينبع ص.ب 1354 تليفاكس 3225312 04