خطباء يعتلون منابر الجمعة ويبثون الفرقة بدلا من النصح والتوجيه

هل الخطبة المكتوبة هي الحل ؟؟ وهي السلاح الذي يجب أن تستخدمه ادارات المساجد ضد هؤلاء؟


عشرات المساجد أصبحت منابرها يوم الجمعة مكانا آمنا لخطباء يثيرون اللغط ويحرضون افراد المجتمع على بعضهم فلا فائدة من خطبهم الا أن ينقسم الناس الى فرق وجماعات هذا يؤيد وهذا يعارض وهذا يمدح ويشيد وذاك ينتقد ويسفّـه ، وهم يعتمدون في خطبهم على آرائهم الشخصية وتوجهاتهم ويفرضونها على الناس وفي الغالب يعتمدون على زبائن جاهزين يزودونهم بالمقاطع والصور والنصوص ثم يبنون عليها رأيا دون تثبت ويبدؤون في التعليق وتفسيق المجتمع واتهامهم بالفساد وسوء الخلق ، والناس البسطاء يصدقون ما يقال باعتبار أن هذا الخطيب قد وضعته الدولة وهو محل الثقة ولا يقول الا حقا ، ومن هنا تبدأ الفتنة والترويج لها وتبدأ الانقسامات ودخول أصحاب الأهواء متذرعين بأنهم ينكرون المنكر وهذا عمل مشروع لا غبار عليه كما يدعون وهي كلمات حق أريد بها باطل ؛؛ فينقسم المجتمع بين القبول أو الرفض دون الإلمام بحقيقة الموضوع ومدى صحته ، وكل ذلك بسبب السماح لأشخاص بعضهم غير مؤهلين، وآخرين أصحاب أجندات معينة ومتشددون يخطبون فى البسطاء من الناس ويعبثون بأفكارهم ويبثون السموم فى معتقداتهم، ويحولونهم لأدوات انكار وربما استفحل الأمر وتعدى هذه الحدود الى رفع الشكاوى للجهات العليا واشغال الحكومة بأمور لا داعي لها أساسا ، بينما المرحلة الحالية تتطلب أن نكون متحدين وعقلانيين وهادئين وناصحين بالحكمة والموعظة الحسنة فالترويج لهذه الأفكار أصبحت في حكم الماضي وذهبت مع الصحوة التي كانت بمثابة غفوة أنتجت التشدد والالتفاف البغيض واختطاف المجتمع ،، فلابد من التصدى بقوة لكل أصحاب هذه التوجهات وتسجيل خطبهم التي تدينهم وتوجيه التحذير لهم فهم بذلك ليسو الا مروجين للفرقة والنعرات والانقسامات ويتسترون وراء عباءة الدين للتغرير بعقول البسطاء والشباب ويستغلون المنابر فى توجيه الناس لأفكار متشددة ومتطرفة.فأصبح الشخص البسيط العادي يصف هذا بالعلماني وذاك بالتغريبي وتلك الفئة بالفاسدة وهم أساسا لا يفهمون هذه الأمور ولكنهم سمعوها ممن يثقون فيهم بحسب رأيهم ممن اعتلوا المنابر و قد وضعتهم جهة حكومية رسمية فلا مجال للتشكيك في كلامهم والا لما سكتت عنهم هذه الجهة وأعطتهم حرية الكلام ينتقدون ويقولون ما تمليه عليهم أفكارهم وتوجهاتهم وينزلون الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في غير مكانها لمزيد من الدعم واثبات صحة ما أتوا به من أحكام يصفونها بالشرعية . فهل ننتظر وقفة حازمة من الجهة المسؤولة عن الخطباء لوقف هذه التصرفات الفردية حتى لا يستفحل الأمر ويصعب الحل .فالمجتمع بحاجة الى خطيب يتفقد
أحوال الناس ويعرف احتياجاتهم الشرعية البسيطة وليس من يؤلبهم على بعضهم ويحدث الفرقة بينهم . فهل الخطبة المكتوبة هي الحل ؟؟ وهي السلاح الذي يجب أن تستخدمه ادارات المساجد ضد هؤلاء؟ ؟؟