"[align=center]عفوًا يا عزيزي.. هذا ليس وقت للحرب".. ربما يكون هذا هو الردّ الذي تلقاه أو يتوقع أن يسمعه الرئيس الأمريكي جورج بوش من الدول الخليجية الأربع وعلى رأسها السعودية، والتي تشملها جولته الحالية بالمنطقة، والتي استهدفت بشكل أساسي حشد الدعم العربي، والخليجي خصوصًا بحكم الجغرافيا والتأثير، في مواجهة إيران، وهي خطوة يخشى الكثيرون أن تكون مقدمة لمغامرة عسكرية جديدة لبوش، تكون إيران وجهتها هذه المرة. وهذا التمنُّع الخليجي عن اللحاق بركب بوش للحرب لم يأت من فراغ، فمغامرة بوش العسكرية في العراق مازالت ويلاتها تتوالى وتتابع، ناهيك عن أن إيران مدينة للسنوات السبع التي قضاها بوش في الحكم بنفوذ وسطوة إقليمية لم تكن تحلم ببلوغهما لولا السياسات "الخرقاء" لبوش، بدءًا من أفغانستان ومرورًا بالعراق ولبنان وسوريا والسودان، ولا ينتهي الأمر بفلسطين.
وفي مقابل ذلك، فإن حلفاء وأصدقاء أمريكا في المنطقة لم يجنوا من وراء تلك السياسات إلا مزيدًا من الأزمات والقلاقل؛ فالعراق وفي أفضل السيناريوهات بات أقرب للحضن الإيراني من حضنه العربي الأصيل، وكذلك سوريا وبسبب الرضوخ العربي لسياسة العزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة أصبحت هي الأخرى حليفًا وثيقًا لطهران على حساب علاقاتها بأشقائها العرب. أما لبنان فإنه بات على شفا حرب أهلية بسبب احتدام الصراع على الحكم بين الفرقاء السياسيين هناك، وبالطبع فإن لواشنطن يد لا تنكر في تأجيج نيران هذا الخلاف. وكالعادة، وكما هو الحال في العراق وأفغانستان، فإن أمريكا تجيد إشعال الحرائق ولا تحسن إطفائها.[/align]
المفضلات