نايف بن عبدالله التويم
المأساة تكرر والحزن للآباء والأمهات والأزواج والأبناء يتجدد والخوف للزميلات وظروف المستقبل الذي لا يعلمه الا الله عالق في الفكر حوادث مروعة تروح بأسبابها نفوس بريئة مسكينة لا تعرف سائقاً متمكناً من القيادة ولا سيارة تتوفر فيها اجراءات السلامة، ضحين بأنفسهن في سبيل خدمة وطنهن وبناته،ضاعت أنفسهن وأسرهن بين وزارة لا تملك إلا متابعة توجههن للمدارس ومتابعة سير عملهن، ومرور مسؤول عن تطبيق أنظمة خاصة به والمتمثلة في سلامة المركبة ونظامية سائقها.
في صبيحة يوم السبت الموافق 13/2/1428هـ وبعد اجازة نهاية الاسبوع وبداية اسبوع حافل بالنشاط والجدية والاخلاص في العمل، حدثت مأساة (لخمس معلمات) من مدرسة القراصة الابتدائية والمتوسطة بضواحي العيص وكانت كل منهن تفكر في طالباتها وما احضرته لهن من هدايا تشجيعية وفي درسها الذي سوف تعرضه عليهن بعد دقائق معدودة وتفكر في زميلاتها ونكاتهن وتعاونهن اثناء العمل اليومي كأسرة واحدة لخدمة فلذات الأكباد يفاجأن بالخلل في المركبة التي تقلهن والذي سبق وتكرر مع زميلات لهن ثم انتهى بمقولة قضاء وقدر.
نحن نؤمن بقضاء الله وقدره ولكن الله سبحانه وتعالى اهتم بالنفس الانسانية وحمايتها والمحافظة عليها ووقايتها وشدد الاحكام الصارمة في سبيل صيانتها لقوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) البقرة آية 195 وقال تعالى (ولكم في القصاص حياة) البقرة آية 179 وقوله صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا وماهن يا رسول الله؟ قال الشرك بالله والسحر (وقتل النفس) التي حرم الله الا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات) رواه البخاري بل أمرتنا بالرفق بالنفس خاصة بالنسبة للنساء لقوله صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) كما امرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بالرفق بأمته لقوله صلى الله عليه وسلم (اللهم من رفق بأمتي فارفق به ومن شق على أمتي فشق عليه) رواه أحمد في المسند مما سبق نأمل من المسؤولين في شؤون تعليم البنات والإدارة العامة للمرور مراعاة التالي:
1 - التأكد من سلامة المركبة بكل واقعية وجد بحيث بعد التأكد من سلامتها من قبل المرور لابد من الكشف عليها من قبل الجهات المختصة بإدارة تعليم البنات لأن في هذا الاجراء نوعاً من المشاركة في مسؤولية سلامة المركبة وان يكون الكشف على المركبة دورياً للتأكد من استمرارية سلامتها وان السيارة لم تستبدل بعد الكشف عليها (ونؤكد على الاهتمام بحداثة موديل السيارة بحيث لا يمضي على موديلها أكثر من خمس سنوات مع الافضلية للأحدث موديلاً وبحيث تتوفر فيها جميع نواحي السلامة المرعية).
2 - التأكد من سكن المعلمات في المنطقة التي وجهن لها أو قريبة منها بحيث لا تزيد المسافة بين سكنهن ومقر عملهن عن (50 كم) كحد أقصى وليكن هذا القرار جدياً وصارماً ومتابعاً في التنفيذ من قبل الادارات ومندوبياتها والادارة العامة للمرور وهذا القرار ربما يؤدي للاستغناء عن السائقين. لأن الملاحظ حالياً بعض المعلمات يبعدن عن مقر عملهن (أكثر من 300 كم) وهذا يدعو لسرعة السائق ومن ثم خلل المركبة أو نومه خاصة في وقت الصباح الباكر ونحن الآن فرض علينا السهر بسبب الظروف الاجتماعية ووسائل الاعلام المرئية، فماذا يكون وضع السائقين.
3 - نأمل تشكيل لجنة لبحث نقل المعلمات إسوة بالمعلمين حيث الملاحظ تأخر نقل المعلمات أو عرض هذا على المسؤولين في مجلس الشورى لبحثه واتخاذ ما يلزم حياله.
4 - نأمل ان تسند قيادة المركبة على أحد المواطنين أسوة بسائقي شؤون تعليم البنات والمشهود لهم بالكفاءة وحسن السيرة وان لا يقل عمره عن 40 سنة ويفضل المتزوج. ويفرض على مالك المركبة راتبا مجزيا لهذا السائق كما نأمل الكشف عليه طبياً وبصفة مستمرة كل 6 شهور للتأكد من سلامة قواه الصحية والبصرية.
5 - ان يخصص في كل مبنى مدرسي قاعة لاستراحة سائقي المركبات مجهزة بمطبخ ودورة مياه خاصة في المحافظات التي خارج المدن.
ونختم رأينا هذا بآخر آية نزلت في القرآن الكريم والتي تعتبر التنبيه لنا جميعا في اتقاء الله في جميع اعمالنا وبصفة مستمرة في هذه الحياة الفانية بقوله تعالى (واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة آية 281. وفق الله الجميع لخدمة هذا البلد ومواطنيه والذي سخرت حكومتنا الرشيدة كل امكانياتها في سبيل راحته وبالله التوفيق والعون.
المفضلات