[ALIGN=CENTER][/ALIGN]
علوي السيد يحافظ على التراث البحري ويصنع نماذج السنابيك الينبعاوية القديمة
في لقاء مع / علوي عبد الله السيد وفي ضيافة ابنه الأكبر / عبد الإلـه تحدث لمنتدى المجالس الينبعاوية عن صناعة القوارب والسفن الشراعية القديمة بأحجامها المختلفة والمتنوعة
وأجاب على ما طرحناه من أسئلة تخص البحر والتراث البحري بصفة عامة وقد أطلعنا على نماذج من السفن التي يصنعها بنفسه بطريقة متـقنة وهواية راقية :
وهذا بعض ما دار من حوار معه :
س / ماذا تمثل لك هذه النماذج للسنابيك والسفن الصغيرة وبماذا تذكرك ؟
ج / السفن الصغيرة أصنعها كنماذج لسفن حقيقية كانت هي السائدة وهي مصدر الرزق وقد شاركتُ أنا شخصيا في السفريات البحرية التي كانت تتم على السفن الحقيقية بين ينـبع والموانئ الأخرى داخل الحدود وخارجها وأعرف دقائقها وأحوالها وهي مرحلة من المراحل مرّت بها ينـبع ولم يبق منها إلا الذكريات وهذه النماذج التي نتسلى بها بين فترة وأخرى .
س/ ما أشهر السفن التي عملت لها نماذج حقيقية ؟
ج/ أشهرها سفينتنا التي سافرتُ فيها واسمها ( النجابة) وهي ملك السادة ، حيث عملتُ منها نموذجا يشبه الأصل تماما بكل التفاصيل والأدوات المستخدمة .
س/ إلى أين كنتم تسافرون بسفينتكم / النجابة ؟
ج / كان خط السيرالبحري الجنوبي هو ينـبع ثم جدة ؛؛ للتزود باللوازم والاحتياجات من غذاء وماء ثم إلى الليت ومنها نواصل السير للقـنفذة ثم القحـْمة وأخيرا إلى جازان محطة الوصول .
س/ ما نوعية الحمولة من ينبع إلى جازان وبماذا تعودون من هنـاك ؟
ج / نحمـّل من ينـبع التمر ونأتي من هناك ( بالدخـن والذرة والسمسم وزيت السمسم) .. وأحيانا نذهب من ينـبع إلى جدة بدون حمولة ونأخذ البضاعة من جدة ونذهب بها إلى جازان .
س / والرحلات البحرية الأخرى إلى أين تكون وجهـتها ؟
ج/ هناك رحلة إلى السودان نأخذ فيها ( التمر) من ينبع رأسا إلى ميناء ( بور سودان) ونعود محملين بالدخن وبعض الأقمشة والبهارات والكماليات التي كانت لا توجد عندنا كالحلاوة الطحنية وبعض الأدوات . ورحلة أخرى وفيها نحمـّـل السفينة بالفحم البلدي من تجار الفحم بيـنبع إلى ميناء (السويس) في مصر، نمر خلال الرحلة بأملج وضبا ورأس محمد ثم الطور ومنه إلى السويس حيث يستلم الفحم وكلاء التجار هناك ، ونأتي من السويس ومعنا الرز المصري والعدس والبصل والثوم وبعض أنواع الحلوى.
س/ حدثنا عن طقم سفينة النجابة أو السنبوك ( تسمى) الذي حل مكان النجابة وكم عددهم باعتبارك أحد أفراد الطاقم في تلك الفترة؟
ج/ الطقم تقريبا في حدود 12 فردا : الناخوذة هو الوالد عبد الله السيد .. ثم عواد السيد و كان آخر ربان للبحر يرحمهما الله ، ثم المقدّم وهو رئيس البحارة ثم السكّوني المسؤول عن دفة السفينة وأيضا / الصغيـّر وهو مسؤول عن الأكل وتجهيزة للطاقم ، وكذلك الطحان الذي يطحن الدخن على ( المسلتة) . بعد ذلك البحارة وأذكر منهم الخال / حامد السيد وعليان السيد ، دخيل الله أبو مقيدح ، العم عبد اللطيف السيد ، بدين القايدي ، سلامة السحيم ، خلف أبو جبل يرحمهم الله .
هل تذكر متى كانت آخر رحلة لكم في سنبوك ( تسمى) ؟
ج / آخر رحلة كانت تقريبا عام / 1380هـ وفيها رجعنا من جازان بدون بضاعة والسبب طبعا هو امتداد خط الإسفلت بين جازان ومدن الساحل الغربي واستخدام السيارات في نقل البضائع والركاب فلم تعد للسفن الشراعية حاجة .
س/ وماذا عن هوايتك في صناعة السفن الصغيرة التي تحاكي بها ما كان سائدا؟
ج/ العمل في صناعة النماذج الصغيرة للسفن بدأ كهواية منذ فترة والسبب أنني كنتُ ملما بحرفة النجارة للأبواب والشبابيك ومن هنا استحسنت هذا العمل في وقت الفراغ ..وهو عمل دقيق جدا وأضع فيه تصورا شاملا لكل محتويات السفينة من الداخل والخارج وأبتكر بعض المواد التي تساعدني في إعداد أجهزة السفينة وأشرعتها والصواري والحبال .
س/ نريد أن تحدثنا عن مشاركتك هذا العام 1424هـ في مهرجان الجنادرية ؟ كيف كانت ؟
ج / اشتركت في مهرجان الجنادرية بصفة فردية لأن ينـبع ليس لها وفد مشارك في المهرجان وأخذتُ معي هذه السفن الصغيرة للعرض وكذلك مجموعة من الأصداف والقواقع البحرية ( والنهـيْد) وكل هذه الأشياء عليها طلب ولها زبائن كثيرون هناك إلا السفن الصغيرة فإنني حرصت ألا أفرط فيها لأنني لا أستطيع الآن عمل مثلها إلا بمشقة بحكم ضعف النظر وعامل السن . وخصص لي مكان في المعرض ضمن منطقة المدينة المنورة .ولي مشاركات أخرى في مناسبات مختلفة لأن الذي يهمنا هو المحافظة على هذا التراث .
النهيد
ودّعنا السيد علوي وشكرناه على استجابته لطلبنا بعمل هذا الحوار معه وأوصيناه بضرورة المحافظة على ما لديه من تراث بحري وأدوات قديمة لصناعة السفن .. وكذلك قدمنا الشكر الجزيل لابنه الأكبر الأخ / عبد الإله السيد الذي رتب لنا هذا اللقاء وشكرا للجميع .
المفضلات