قبل أن أعرض ما في جعبتي من صور لما خلفه المخيمون على شواطئ الكورنيش والشرم ( كالعادة ) أعرض عليكم هذه القصة التي رواها لي أحد الأصدقاء الذين يؤجرون اللنشات ..
يقول الصديق .. ذهب معي أربعة من الأوروبيين ( رجلان وزوجتاهما ) في رحلة صيد تبدأ بعد صلاة الفجر وتنتهي الساعة الرابعة عصرا .. وعندما وصلنا وجهتنا ( جبل حسان ) نصبوا خيمة مؤقتة وأودعوا فيها ما يحتاجونه من لوازم الرحلة .. وفجأة لمحوا أكواما من المخلفات تركوها بعض المتنزهين فقاموا يجمعون هذه النفايات ويضعونها في أكياس كانوا قد أحضروها معهم واستغرقت منهم عملية التنظيف زهاء الساعة والنصف ملؤوا فيها ثلاثة أكياس كبيرة على حساب الوقت الذي أزمعوا أن يقضوه في الصيد ..
المهم أنهينا رحلتنا .. وسألوني إن كان ثمة جهة تمر على الشاطئ لتأخذ هذه النفايات فقلت لهم لا !! وفوجئت بهم يحملون هذه الأكياس معنا في القارب فقلت لهم لم لا تتركوها هنا ؟ قالوا لا .. فقلت في نفسي لعلهم ينوون رميها في عرض البحر ، وعرضت عليهم ذلك .. ولكن لم يحدث فقد أخذوها معنا حتى وصلنا أملج .. وبعدما وصلنا دفعني الفضول بأن أتابعهم حتى رأيتهم يحملون هذه الأكياس ويضعونها في حاوية النفايات

سبحان الله .. متى نرتقي بسلوكياتنا مثل هؤلاء القوم ؟ ألسنا أولى بالنظافة منهم ؟!
والآن إليكم ما تركه المخيمون هذا العام كتركة ثقيلة على بلدية ينبع التي بالكاد تنهض بأعباء نظافة البلد





























والحقيقة أننا لا نعفي بلدية ينبع من هذا التشويه .. فالحاويات الكبيرة ليس لها وجود ودورات المياه معدومة .. ولا يوجد استعدادات للمشاركة في إنجاح التخييم وهو واقع لا يمكن تجاهله ..

والحل هو أن تجند البلدية طاقاتها في كل موسم بعمل مكتب خدمات مؤقت يتكون من البلدية والدفاع المدني وسلاح الحدود ومتعهد الإنارة يتولى شؤون التخييم يبدأ أولا بتعيين الأماكن وعمل كروكي لكل مكان خيمة يصبح صاحبها مسؤولا عنه .ويصدر تصريح محدد عليه . لا كالتصاريح الطائرة التي يصدرها سلاح الحدود .. ويؤخذ تعهد على كل مخيم بالالتزام بشروط السلامة والنظافة وترك المكان كما كان قبل أن ينزل فيه .. ولا مانع من إلزام كل مخيم بدفع تأمين مالي يعاد إليه بعد الإخلاء إن كان المكان نظيفا .
بهذه الطريقة نساهم في خلق سلوك عام يهتم بالنظافة ويداوم عليها .. أما بدونها فإن البلدية ستجد نفسها في مواجهة أعباء لم تكن لتحصل لو اهتمت بالأمر