القراصة، ينبع، العيص: خالد الجهني، علي العمري، أحمد العمري، مخلد الحافظي

خيمت أجواء الحزن والصدمة على منسوبات مجمع القراصة التعليمي للبنات، في أعقاب فاجعة الفجر التي انتهت بمصرع 5 معلمات من المجمع لقين مصرعهن سحقا في حادث اصطدام صباح أول من أمس في طريق ينبع النخل، وذلك بعد أن التحمت السيارة التي كانت تقل المعلمات الخمس إضافة إلى سائقها بشاحنة، حين خرج سائق سيارة المعلمات من نوع "جي إم سي" عن مساره الصحيح ليصطدم بالشاحنة.
"الوطن" رصدت ملامح الحداد، وعايشت معالم فاجعة يبدو أن زمنا طويلا سينقضي قبل أن تزول. وإذ اختارت معظم معلمات مجمع ابتدائية ومتوسطة القراصة البقاء في منازلهن لعدم قدرتهن على استيعاب المأساة، اضطرت مديرة المدرسة وثلاث معلمات إلى حضور الدوام الدراسي في ظل النقص الشديد في الكادر التربوي الذي خلفه وفاة نحو نصف معلمات المجمع.
وبدا أن حجم المأساة اتسع أمس بعد أن تنامت أخبار الحادثة إلى الطالبات، لتشهد أروقة المجمع ذي البناء المتواضع فصولا من البكاء والإغماء على معلمات قضين مع بناتهن الطالبات سنوات قطعن من أجلها، يوميا، أكثر من 300 كيلومتر.
أما قصة معرفة منسوبات مدرسة القراصة بالفاجعة، ففي وقت مبكر من صباح أول من أمس، عقب وقوع الحادثة وقبل معرفة منسوبات المدرسة بها، حضر إلى مدرسة القراصة موظف يتبع لمندوبية التعليم في العيص طالبا بيانا بأسماء المتغيبات عن المدرسة ذلك اليوم نظرا لوقوع حادث في الطريق، ليتحرك الشك في نفوس المعلمات اللاتي بدأن يجرين اتصالات بجوالات زميلاتهن المتغيبات دون جدوى.وخلال ساعة من ذلك، تأكدت وفاة خمس معلمات في الحادث وشرعت منسوبات مدرسة القراصة في الدعاء: عسى ألا يكن زميلاتهن.
غير أن دقائق مضت قبل أن تتأكد ملامح الفاجعة، فالجثث الخمس التي تناثرت في طريق ينبع - العيص هي لمعلمات مدرسة القراصة.