[align=justify]نشرت صحيفة عكاظ في العدد الصادر يوم الثلاثاء 19/7/1429هـ محاضرة الشاعر الأستاذ الشريف فيصل البركاتي بعنوان: (الكسرة بين الإهمال والتدوين واثبات الوجود) ننشرها للأخوة المتابعين كما وردت في جريدة عكاظ، ولنا قراءة سريعة على بعض ما ورد.[/align]

[align=center]البركاتي معتبراً «عكاظ» الصحيفة الاولى التي اهتمت بها:
جمعية الثقافة والأندية الأدبية اهملت تدوين شعر الكسرة


معتوق الشريف – جدة
أحال الشاعر فيصل البركاتي محاضرته "الكسرة بين الإهمال والتدوين واثبات الوجود" إلى برنامج منوعات توثيقي عندما جمع في تقديمه المحاضرة بين النص المكتوب والفواصل الغنائية المباشرة من الفنان الشعبي عابد البلادي وبين المشاهد السينمائية التي توثق شعر الكسرة بالمملكة مما جعل الحضور يستمتعون بالمحاضرة حتى وقت متأخر من الليل. محاضرة البركاتي التي نظمتها أمانة جدة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي بأبرق الرغامة وقدمها الإذاعي ناجي طنطاوي، كشفت عن إهمال المدونين للكسرة الأمر الذي أرجعه البركاتي إلى غياب مراكز التوثيق وتهميش جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية لهذا الفن الذي قال عنه انه تواجد بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مشيرا إلى ان الراصدين والمهتمين بالتدوين كانوا من أنصار اللغة لذلك أهملوا هذا الفن رغم كثرة عشاقه وانتشاره العربي. وأضاف: ان شعر الكسرة حاضر مثله مثل أي شعر والذين يتهمونه بأنه شعر "غلامي" فقد جانبهم الصواب فشعر الكسرة هو لون من ألوان الشعر الشعبي النبطي خفيف الظل يمتاز بتقنيات فنية وأساليب بلاغية وهو عبارة عن بيت أو بيتين أو ثلاثة أو أربعة أبيات وهنا تكمن روعته وجماله وقوة تحديه للقصيدة المعتادة مما يجعل الكسرة متميزة لا تحمل اكثر من فكرة مضيفا ان شعر الكسرات يتمتع بالرقي وجمال الألفاظ حتى وان صدر من البدوي الذي يعيش بين الحقول والمزارع. وأشار البركاتي إلى وجود ألوان فلكلورية شعبية تشكل الكسرة المحور الأساسي فيها مثل لون الزير المنتشرة في وادي فاطمة وهدى الشام وقرى خليص والخوار وثول ورابغ وقديد، قائلا: ان الكسرة في هذا اللون الفلكلوري تتكون من بيت واحد وهنا التميز ثم بين ان من الألوان الفلكلورية الأخرى (الرديح) التي تنتشر بين أهالي ينبع واملج والقرى المجاورة لهما والكسرة في هذا اللون تتكون من بيتين. أما الكسرة في لونيي زيد والرديحي فأبياتها ثلاثة. أما في المجرور فتستخدم فيها الكسرة في الاستهلال. وقال: ان الكسرة في المجرور غنائية ومن ذلك أغنيتي فنان العرب محمد عبده (ياصاح) و(دستور يالساحل الغربي) وأيضا من الفنانين الذين تغنوا بالكسرة طارق عبدالحكيم وعابد البلادي وحسن عبدالله أما عربيا فقد تغنى بها كل من سالم راشد الصوري في أغنيته (يحيى عمر قال قف يازين) بينما غنى فهد بلان الكسرة في أغنيته (ولد الهوى دائما تعبان) وأيضا الفنان الجزائري قودير بوزيان وغيرهم الكثير. وحول تدوين الكسرة تطرق البركاتي في محاضرته إلى ان مرحلة بروز الكسرة ظهر من خلال قهوة (المنتزه) في حي جرول بالعاصمة المقدسة في السبعينات الهجرية ومن الكسرات التي برزت كسرة جاء فيها:
ياقهوجي جيب ثلاجة
وعبي حجر واضبط البراد
حنا ترانا على حاجه
جيناك صدفة بلا ميعاد
أما في التسعينات فبرزت الكسرة من خلال صحيفة عكاظ وهي من الصحف الاولى التي اهتمت بنشرها حيث نشر عبدالقادر شريم كسرة في رمضان عام 1394هـ تقول :
يالي بتاكل لحوم الناس
هذا محرم ومو لايق
الهرج عندك بدون إحساس
وتزيد وتعيد وتنافق
أما في مجال التوثيق الكتابي فقد اصدر الشاعر احمد عطا قاضي أول ديون راصد لشعر الكسرة عام 1409هـ أما إذاعيا فقد بدأت البرامج التي تهتم بالكسرة من خلال برنامج (كسرات شعبية ) عام 1416هـ .
[/align]

[align=center]رابـــــــــــــط المقــــــــــــــــال[/align]

[align=justify]قراءة سريعة لما ورد:[/align]

[align=justify]1- يرى الأستاذ فيصل البركاتي أن إهمال المدونين للكسرة يرجع إلى غياب مراكز التوثيق وتهميش جمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية لهذا الفن.

هذا القول فيه إجحاف وظلم لأغلب المهتمين بشعر الكسرة وتدوينه، ولعل هذا الصرح الشامخ بإدارته وأعضائه يعتبر مركز من مراكز توثيق شعر الكسرة، فضلاً على المتابعين ليالي الرديح والذين يقومون بتدوين ما يدور في تلك الليالي من كسرات بين الشعراء، إضافة إلى المراسلات بين الشعراء والتي أفرزت لنا من مدينة ينبع أكثر من ديوان شعري خاص بالكسرة لكل شاعر على حدة، وليس المجال هنا للحصر خوفاً من الإساءة لأحد رموز شعراء الكسرة في حال نسيان ذكر اسمه واسم ديوانه.

أما ما أشار إليه الأستاذ فيصل البركاتي من أهمال جمعيات الثقافة والفنون والأندية الأدبية، فلا أدرى ما هي الصلة بين نشاط جمعية الثقافة والفنون والتي تكون الكسرة حاضرة في أداء الفرق الشعبية من خلال الكسرة المغناة وبين قيام الجمعية برصد وتدوين كل ما يطرح على الساحة من محاورات ومراسلات! وهو اتهام لم يكن في محله أبداً، أما الأندية الأدبية فتوجهها دائماً إلى الشعر العربي الفصيح والأبحار في ثقافة اللغة العربية الفصحى، ومع ذلك فقد أقيمت في نادي جدة الأدبي قبل عدة سنوات محاضرة عن الكسرة (أن لم أكن واهما كانت بإدارة الأستاذ هليل المزيني).

2- يقول الأستاذ فيصل البركاتي بأن الكسرة في لونيي زيد والرديحي فأبياتها ثلاثة.

ولا أدرى من أين أستقى الأستاذ فيصل البركاتي هذه المعلومة، فزيد توجد الكسرة في أحد ألحانه وقد سبق ذكرها الأخ المرزم في حوار دار في المجالس عن الكسرة، أما الرديحي - والصواب - البدواني فتقوم على بيتين وليس ثلاثة أبيات ولا يقتصر زيد والبدواني والزير على الكسرة بل هناك أنواع أخرى من الشعر في تلك الألعاب مثل المروبع في لعبة الزير.

3- أستدل الأستاذ فيصل البركاتي على دخول شعر الكسرة في الشعر الغنائي من خلال تقديم بعض الأمثلة، وهنا وقع الأستاذ فيصل البركاتي في خلط بين شعر الكسرة وشعر الهجيني وإن كان هناك بعض التشابهة بين الأثنين في الوزن غير أن الأختلاف موجود بين الاثنين في الطرق والنظم وعدد الأبيات، فالهجينيات تبلغ بعض أبياتها ثلاثون بيتاً، وهذا غير مستساغ في الكسرة نهائياً والتي يعتمد قوة السبك فيها على طرح الفكرة في أقل عدد من الأبيات لتبرز موهبة الشاعر.

4- ذكر الأستاذ فيصل البركاتي أن مرحلة بروز الكسرة ظهر من خلال قهوة (المنتزه) في حي جرول بالعاصمة المقدسة في السبعينات الهجرية ومن الكسرات التي برزت كسرة جاء فيها:
ياقهوجي جيب ثلاجة = وعبي حجر واضبط البراد
حنا ترانا على حاجه = جيناك صدفة بلا ميعاد

ولا أدرى من أين أستقى الأستاذ فيصل البركاتي هذه المعلومة، فالقول بأن شعر الكسرة برز خلال السبعينيات الهجرية من خلال قهوة المنتزة فيه إجحاف كبير بعمالقة الشعراء الذين توفوا إلى رحمة الله تعالى قبل هذا التاريخ، وإجحاف بحق مدينة ينبع كمدينة اهتمت بتطوير شعر الكسرة بعدما منحوه الكثير من الاهتمام بالتطوير والتدوين، ودخول بعض المفردات الجميلة في النظم. وكم كنت أتمنى لو أستشهد الأستاذ فيصل البركاتي بعدد من الكسرات لعملاقة الشعراء والتي تبرز بجلاء مكنون الكسرة وقوة الشاعرية وسبك المعنى بدلا من كسرة استهلاكية ليس لها أي مدلول أو معنى سوى رص الكلمات فقط.
[/align]