تبدأ وزارة التربية والتعليم إعداد مشروع متكامل لتخفيض اليوم الدراسي في المناطق النائية لحماية 230 ألف معلمة من الحوادث المرورية والجنائية خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومن المقرر أن ترفع الوزارة المشروع إلى المقام السامي لأخذ الموافقة عليه واعتماد تطبيقه في جميع المراحل الدراسية.

وأوصت الوزارة في دراسة لها بضرورة تخفيض اليوم الدراسي في المناطق النائية إلى 5 حصص فقط (مدة الحصة الواحدة 40 دقيقة)، وبذلك تكون بداية الحصة الأولى في الساعة التاسعة صباحا ونهاية الحصة الخامسة عند تمام الثانية عشرة وأربعين دقيقة بهدف حماية المعلمات من التنقل خلال ساعات الذروة أو أثناء الظلام الدامس أو في أوقات الضباب.

وتتفق نتائج دراسة الوزارة مع الدراسة التي أجرتها بهذا الشأن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية واللجنة الوطنية لسلامة المرور وأبدت موضي بنت فهد النعيم الوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم للإشراف التربوي النتائج التي توصلت إليها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في معرض ردها على التوجيه الصادر من الأمير الدكتور خالد بن عبدالله آل سعود نائب الوزير لتعليم البنات بإبداء الرأي حول مدى فاعلية تلك التوصيات، وأكدت في الوقت ذاته على ضرورة البدء في وضع آليات لتنفيذ ذلك بشكل عملي، وإعداد التطوير التربوي (الإدارة العامة للمناهج، والمقررات الدراسية) للخطة الدراسية التي يمكن اعتمادها للمناطق النائية على أن تشارك إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات التي تعتمد على المعلمات المتنقلات بدرجة كبيرة في صياغة ذلك التصور للخروج برؤية موحدة لأبعاد المشروع وطريقة التنفيذ والنتائج.

وأوضح مصدر مسؤول أن الوزارة ستعمل خلال الأيام المقبلة على إعداد مشروع تصور كامل حول تخفيض اليوم الدراسي في المناطق النائية لرفعه إلى المقام السامي لأخذ الموافقة عليه واعتماد تطبيقه على جميع المراحل الدراسية في كافة أنحاء المملكة حيث من المتوقع أن يصل اعداد المعلمات المستفيدات من هذا المشروع أكثر من 230 ألف معلمة يعانين حالياً من مخاطر التنقل خلال ساعات الذروة أو أثناء الظلام الدامس أو في أوقات الضباب.

وأكدت النعيم أن عدد الحوادث المرورية في رحلة الذهاب إلى المدرسة أعلى بصفة عامة من العودة، وأن هذا الاختلاف مثبت احصائياً عند درجة ثقة تبلغ 95% بالنسبة للحوادث التي ينتج عنها إصابات بسيطة وتلك التي لا تشمل أية إصابات بينما هو غير مثبت إحصائياً للحوادث ذات الإصابات البسيطة في الذهاب تبلغ ضعف نسبة هذا النوع من الحوادث عند العودة، وهذا مؤشر على وجود خطورة في رحلات الذهاب تستدعي التأمل والدراسة.

وقال محمد إبراهيم الملحم المدير العام لتربية وتعليم البنات بالأحساء، والمتخصص في التعليم الدولي، انه اطلع على تجارب الدول التي تعاني من كثرة المناطق النائية سواء كانت ريفية أو جبلية كأفريقيا، وبعض دول شرق آسيا وقد كان من الحلول الناجعة تصميم برامج ومناهج خاصة لهذه البيئات تتناسب مع ظروف طلابها من حيث الكم والمحتوى، أما نحن فنقدم نفس منهج أبناء الحاضرة بكمه وكيفه.

واقترح الملحم بضرورة تخفيض اليوم الدراسي، للهجر النائية التي تبعد أكثر من 50 كيلومترا بحيث تبدأ الحصة الأولى الساعة التاسعة صباحاً، وأن يكون عدد الحصص 5 حصص فقط بواقع 40 دقيقة للحصة الواحدة، وبذلك تكون نهائية الحصة الأخيرة في تمام الساعة الثانية عشرة وأربعين دقيقة، وبهذا تصل المعلمة إلى منزلها قبل أوقات الذروة.. مشيراً إلى أن ذلك يستلزم تخفيض الخطط الدراسية أيضاً لبعض المواد الأقل أهمية خاصة للمراحل المتوسطة والثانوية ليمكن تدريس المناهج في 5 حصص يومية إضافة إلى تخفيض المحتوى إذا اقتضى الأمر بحيث يكون المحتوى المخصص لمدارس الهجر مختلفاً عن ذلك المخصص لمدارس الحاضرة.



جريدة المدينة 6/8/1426