سعودية تعرضت للضرب والتكبيل بالسلاسل وخطف طفلها بسبب أموالها
قصة السيدة السعودية (س.ع) فيها الكثير من المحطات المؤلمة والقاسية، ولاسيما أنها تحدث في مجتمع عرف عن افراده الالتزام بمبادئ الحنيف في اكرام المرأة ومعاملتها بالحسنى وصيانه حقوقها، إلا أن الظلم الذي وقع على تلك السيدة جاء من أقرب الناس إليها أخوتها.
وبحسب صحيفة "الوطن" السعودية فإن مأساة (س. ع) بدأت حين أجبرها أخوتها غير الأشقاءعلى الزواج من رجل مدمن ويتعاطى المسكرات والحشيش ، وذلك بعد تخرجها في الكلية وبداية عملها كمعلمة في إحدى مدارس المنطقة الجنوبية، حيث كان هذا الزوج يستولي على مرتبها بالقوة، وبعد مرور أشهر قليلة على الزواج قام بضربها ضربا مبرحا دخلت على إثره المستشفى وتسبب ذلك في إجهاضها، حيث تم تحويل القضية للمحكمة التي حكمت لها بالطلاق وبتسليمها كافة مستحقاتها بعد وضعها لحملها الثاني الذي كان في الأيام الأخيرة من أشهر الحمل، إلا أن إخوتها تهجموا عليها بعد 4 أشهر من صدور الحكم في منزل والدتها واعتدوا عليها وعلى والدتها بالضرب دون رحمة وخطفوا منها ابنها الرضيع الذي لا يزيد عمره عن 4 أشهر، وذلك بعد أيام قليلة من وفاة الوالد، حيث توفيت والدتها بعد ذلك بثلاثة أيام.
وقالت (س. ع) أن إخوتها هددوها بأنهم سيعيدون طفلها الرضيع إلى طليقها، وإنهم اشترطوا للسماح لها بالعودة إلى ابنها وإلى مدرستها التي منعوها من الذهاب إليها، بأن توافق على الزواج مرة أخرى، وكان الزوج في هذه المرة مختلاً عقليا والذي كان يستولي هو وأسرته على راتبها إضافة إلى استيلاء إخوانها على مهرها،حيث وجدت نفسها مسؤولة عن إعالة هذا الزوج المختل وعن 9 أفراد من عائلته، لكنها لم تطق هذه الحياة فاستأجرت منزلا لتعيش فيه هي وابنها الصغير، بعد أن حصلت على قرض من البنك بضمان راتبها، لكن إخوتها عملوا على تطليقها من زوجها الثاني وإعادتها إلى زوجها الأول بالقوة، ومرة أخرى استولوا على مهرها الذي كان عبارة عن 25 ألف ريال.
وعاد الزوج السكير إلى ضربها وإهانتها مما اضطرها في هذه المرة إلى اللجوء للشرطة، لكن أخاها الأكبر لم يرضه ذلك، واستغل رتبته العسكرية في تعطيل الإجراءات القضائية التي كانت تلجأ إليها ضد زوجها، كما قام بخطفها هي وابنها وتكبيلها بالسلاسل من يديها ورجليها، وكذلك سجنها لمدة 25 يوما، مع حرمانها لمدة 3 أشهر من رؤية ابنها الذي كان يبلغ من العمر سنة ونصف السنة.
ولم تجد (س. ع) بدا من إطاعة أخوتها: "وافقت على العودة إلى زوجي السكير، حيث دفعت 10 آلاف ريال إلى شقيق زوجي لكي يعيد لي ابني، وفي هذه الفترة حملت بجنيني الثاني، إلا أن إخوتي أقنعوا زوجي بتطليقي، واستولوا على أثاث شقتي وممتلكاتي التي تقدر بمئة ألف ريال وأعطوها لزوجي، وأجبروني على التنازل عن حقوقي التي كنت أطالبه بها والتي صدر بها صك شرعي منذ طلاقي منه للمرة الأولى. كما قاموا هم بالاستيلاء على ميراثي من أمي كما استولوا من قبل على ميراثي من أبي، كما طردوني من منزل كانت أمي قد بنته بمساعدتي، حيث كنت أسدد أقساطه لمدة خمسة أعوام عن طريق قرض أخذته من أحد البنوك".
وقد لجأت (س. ع) إلى لجنة حقوق الإنسان لحمايتها من تهديدات إخوتها غير الأشقاء بالقتل بسبب طمعهم في أموالها التي انتقلت إليها من ميراث والدها المتوفى. واشارت إلى أن المسؤولة عن لجنة حقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة الجوهرة العنقري، قامت بمساندتها وتوفير سكن خاص لها بالتعاون مع إحدى الجهات الحكومية.
وأضافت: قامت المسؤولة العنقري برفع قضيتي إلى القضاء لإنصافي من إخوتي ومنحي حقي كاملا من ميراث والدي، وكذلك إعادة أملاكي وأموالي الخاصة التي استولوا عليها. مشيرة إلى أنهم كانوا قد أجبروها على الخروج من منزل كانت قد بنته على نفقتها واستولوا على أثاثه بالكامل. وقالت إنها ما تزال تعاني من مطاردة وملاحقة أخيها الأكبر، حيث إنه دائم التهديد والمطاردة لي في كل مكان حتى في مقر وظيفتي، وسبق له أن هددني بالقتل أنا وطفلي.
المفضلات