قصة كفاح ينبغي أن تروى لأيد وطنية سعودية سطرت المجد واستحقت الثناء
الشابان زيدان الحبيل العنزي وبدر منصورالبلوي استطاعا بعرقهما وكفاحهما وعملهما الدؤوب أن يكونا لهما اسما لامعا يعتمد عليه في مجال البناء التراثي وتأهيل المناطق التاريخية . حتى نالا إعجاب المسؤولين وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة وإشادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي قال لهما
بيض الله وجيهكم انني اتمنى ان احملكم على اكتافي وامشي بكم

أنها قصة كفاح وجد وحماس وإخلاص ينبغي أن تتخذ قدوة لشباب هذا الوطن

كيف عرفنا هذين الشابين وما الذي أتى بهما إلى ينبع ؟

إليكم القصة من البداية يرويها لنا الأستاذ/
عواد محمود الصبحي رئيس لجنة أصدقاء التراث بينبع :

الحقيقة أن اختيار / زيدان العنزي صاحب المؤسسة التي نفذت ترميم سوق الليل له حكاية ؛؛ فعندما انتهت اتصالاتنا مع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالموافقة على طلبنا باستكمال ترميم سوق الليل الشعبي بينبع وحضر فريق من المهندسين والمسؤولين من الرياض والمدينة ووقفوا على الطبيعة ،، بعدها تم تكليفنا في لجنة التراث من قبل الدكتور / يوسف المزيني رئيس جهاز السياحة بالمدينة المنورة بعمل المواصفات اللازمة لترميم السوق من واقع خبرتنا ومعرفتنا بالمواد وطبيعة العمل ، وتم التفاهم والاتصال اليومي بيننا وبين المهندس/ عمر الفريدي الذي أشرف على الأمور الفنية وتجهيز العقود وقمنا بعمل المواصفات الكاملة الخاصة بترميم السوق وتمت مراجعة البنود عدة مرات وتبادل التعديلات بالفاكس معهم حتى استقر الرأي على بنود نهائية تظهر المشروع بإتقان وجودة في التنفيذ ، وكلفونا أيضا بالبحث عن مقاول لترسية العمل عليه فاتصلنا بمؤسستين في ينبع وقلنا هم أولى من غيرهم ؛؛واحدة حضر مندوبها مرة ثم تغيب والثانية واصلت ورسى عليها المشروع وتم توقيع العقد وبعد أسبوع اعتذر صاحب المؤسسة لظروف خاصة فاضطررنا لكتابة خطاب اعتذار رسمي وانتظرنا حتى وافقت هيئة السياحة على قبول الاعتذار ، ثم ذكر لنا المهندس عمر الفريدي اسم / زيدان العنزي بأنه صاحب مؤسسة ونفذ مشروعا في العلا فترددنا في بداية الأمر لأن مشاريع العلا تختلف من حيث طبيعة العمل والبيئة عن مشاريع ينبع المدينة الساحلية ، ولكن المهندس / عمر الفريدي أثنى على عملهم وبالتالي لم نجد مقاولا بديلا فتمت ترسية المشروع عليهم وجاء الأخ / زيدان مع المهندس عمر إلى ينبع وتم تسليم الموقع




تسليم الموقع على الطبيعة بحضور م/ عمر الفريدي ، ورئيس لجنة أصدقاء التراث بينبع

ولا أخفيكم أننا كنا غير مطمئنين لهذا الشاب ..ولكن الحقيقة أنه من أول يوم تفاءلنا به عندما رأينا جديته وحرصه وطلب منا بعض الخرائط واستشارنا في تجهيز الموقع وتأمين بعض المواد كالحجارة المنقبية والحبال والموصفات الأخرى ، وتعاونا معه بما يضمن سير العمل وذللنا كل عقبة تعترضه ، وفي كل مرة نزور الموقع نجده منهمكا بنفسه ومعه رفيقه / بدر البلوي وهو الآخر أيضا شاب خلوق محب للعمل ونشيط ..ومع مرور الأيام أثبتت مؤسسة زيدان وبالأخص هذان الشابان بأنهما كفاءة نادرة وروح وثابة للعمل وفوق هذا وذاك لمستُ فيهما عشقا للتراث وهذا مما جعل تنفيذ العمل يأخذ بالجوانب الجمالية التراثية التي نتوخاها على الرغم أنهما عاشا في بيئة وأجواء لا علاقة لها بالتراث المحلي الينبعي ، ولمست أيضا أن زيدان يبدع في ابتكار أشياء جميلة تضفي لمسات مهمة على العمل ، وأحضر بعض المعدات الخاصة للترميم ، وكان كل ما زرته يناديني لنذهب سويا للدكاكين القديمة لتصوير نماذج بالكاميرا للأبواب والمرازيب لمحاكاتها ، وللحق فإن ثناء الأمير سلطان بن سلمان عليهما في مشروع العلا هو ثناء مستحق لأنهما يعملان بإخلاص وتفان ودائما ما نجدهما في وسط العمال ..وهذا هو سر النجاح الذي حققاه والاسم الذي صنعاه ...
أسأل الله أن يبلغهما وأن يمدهما بالصحة والعافية وكم نحن بحاجة لمثل هذه النماذج الشابة العاملة والمنتجة .



هنا يصور الأبواب القديمة لتكون الجديدة بالطريقة القديمة نفسها










هكذا بدا سوق الليل بعد اكتمال الترميم وعند الاستلام المبدئي




وكان لزيارة سعادة محافظ ينبع للسوق أثر في نفوس العاملين وأعضاء لجنة التراث



بدر البلوي يسار الصورة أثناء زيارة إبراهيم البدوي رئيس الغرفة التجارية لسوق الليل


والحديث عن هذين الشابين يجرنا بالضرورة إلى الحديث عن الإنجاز الآخر لهما وهو ترميم منازل العلا الذي سنواصل الحديث عنه في الحلقة التالية