يغالط نفسه من يقول أن مجتمعنا مازال هو ذاك المجتمع المحافظ على قيمه وأخلاقه ومبادئه لقد تبدل الحال وتغيرت الأحوال . ومما يوسف له أننا جميعاً نشعر بهذه التغيرات السريعة والمتلاحقة , والكل يسأل ما هي الأسباب ومن وراء المسببات .
ولن اذهب بعيدا وسوف ادخل مباشرة لصلب الموضوع , من اكبر عيوبنا أننا لانعترف بأخطائنا بل وننكر وجودها أيضا وكأننا مجتمع منزه من الأخطاء والعيوب .
وعلى سبيل المثال لا الحصر استبشرنا خيرا وصدور نظام قضاة التنفيذ والعمل به وحفظ حقوق عباد الله وسرعة البت ولا كبير أمام الحق ,ولكن البوادر تُنبئ بغير ما كان يؤمله أصحاب تلك الحقوق فمازال الصغير صغيرا سواء له أو معه الحق .
سوق الأسهم السعودية وما أحدثه من أضرار للمواطنين ومازال يحلق الرؤوس ( صغار المساهمين طبعا) بلا هوادة أو رحمة والمسئولين عنه يعشمون ويمنون المساهمين بالأماني وقرب الفرج وكما قيل نسمع جعجعة ولا نرى طحين.
العالم يناقش أخطائه عبر الفضائيات وهاهو الرئيس الأمريكي يعلنها أن الاقتصاد الأمريكي يواجه مخاطر ووزير الخزانة يعلن عن ضخ تريليون دولار لإنقاذ القطاع المالي .بسبب مشكلة الرهن العقاري.
والغريب في الأمر أن وسائل أعلامنا تراوح حول ما يشعر به المواطن بالتجميل والتحسين أو الإعلان فقط بعيدا عن النقد الهادف واقتراح الحلول .
كان للصحافة دور كبير فيما نحن عليه اليوم من تغيرات حيث تشبع جيل اليوم بالكمال فمثلا عند إنشاء المدينتين الصناعية في الجبيل وينبع كانت صحافتنا تهلل وتكبر في بلوغنا قمة الهرم الصناعي في العالم ,بل حتى ورش الفحص الدوري ونظامه في تلك الحقبة كان للصحافة جولات وصولات في هذا النظام وفوائده .
ما نرجوه من صحافة اليوم أن تكون العين الراعية لمصلحة الوطن قبل أن تكون وسائل للإعلان ونقل الخبر .
حب الوطن وأبناء الوطن فرض عين على كل من يمتهن هذه الوسائل الإعلامية
المفضلات