سعد الرفاعي
ينبع.. عاد ماؤك العذب
2016/6/11
الينبوع، ووادي النعيم، ودرب الحاج، مسميات دالة على قرى ينبع النخل، التي تنتشر على امتداد واديها، الذي كان مضرب المثل في كثرة النخيل، و»الخيوف»، والعيون؛ حتى إن خيوفه عدت بعدد أيام السنة. ويذكر المؤرخ «الينبعي» صالح بن عبداللطيف السيد، نقلاً عن الشريف مسلمة بن عياش الينبعي، أن عدد عيونها بلغ 170 عيناً. ولا عجب في أن تكون ينبع النخل محط أنظار الرحالة والمؤرخين، الذين مروا بها مثل: الجزيري، والعبدري، والاصطخري، والبكري، والنابلسي، الذين أشاروا إلى مياهها الجارية، ونخيلها الباسق، بل وأفاض بعضهم بالحديث عن الحدائق والربوع والعيون التي «تسيح وتسيل». إلا أن هذه العيون جفَّت تباعاً حتى آخر عين قبل ما يقرب من ثلاثين سنة، وأضحت ينبع النخل بنخيلها الشامخ، وجمال خضرتها، وصفاء وعذوبة مياهها موضع حنين، وتشوق لذلك الماضي الجميل، الذي ذهب مع العيون الغائرة؛ فمات النخيل، وتصحَّرت الأراضي، وبدأ أهلها في الهجرة والنزوح منها لانعدام الزراعة القائمة على الماء. واليوم تعود العيون تباعاً إلى الجريان لتعود معها «الخيوف»، ولكنها كأي دار مهجورة في حاجة إلى صيانة وجهود مضنية لإعادة المجاري المائية «القصب» إلى ما كانت عليه، وهي جهود تستعصي على الجهود الفردية رغم ما تعاهد عليه أبناء القرى من مساهمات تطوعية بدافع الانتماء. إن طريقة تصميم العيون في ينبع النخل خير شاهد على حضارة معمارية وهندسية تستحق البحث والدراسة، ومد يد العون من قِبل كل الجهات ذات الصلة والاختصاص؛ فأرض ينبع النخل زراعية بامتياز، وعودة مياهها تبشر بإسهامات قادمة لها في الأمن الغذائي الوطني، فهل من مستجيب؟ ذلك ما يتطلع إليه أبناء ينبع عامة، والنخل بوجه خاص.
نبضة تفاؤل:
رأيتك يا بنبع النخل عهدا ** جميلا ويعظم فيه الرخاء
فعادت عيون وأهدى النخيل ** شهي الثمار وفاض العطاء.
المفضلات