الشاعر أبو العلاء المعري عبقري مدهش بعلمه وشاعريته على الرغم من أنه أعمى وقد أصابه العمى وهو في الرابعة من عمره ..
هذه بعض أشعاره :

أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ

يقول: من عادة الأيام أنها تقرّب البغيض، وتبعد الحبيب،

فلم لاَ تغلط مرة فتقرب الحبيب وتبعد البغيض?


أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ

وهنا يخاطب حبيبه يقول: أنا أحاول أن أغلب شوقي إليك،

وهو يغلبني لا محالة، لأنه أغلب مني: أي أقدر على الغلبة، وأعجب من هجرك لي، ووصلك أولى بأن أعجب منه؛ لأن عادتك الهجر، فليس هو بعجيب، وإنما العجب من الوصل.

وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ
وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ

وتفسيره :
كم مرة سترني الليل عن الأعداء عند سيري فيما بينهم!

وتمكني فيه من زيارتي الحبيب المحجوب! وهذا كله خير حصل لي من الظلمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
أما قصيدته المشهورة في رثاء الفقيه الحنفي الحلبي،ففيها من الحكم ما لا يحصى ولا يعد أترككم لتستمتعوا بشعر هذا العبقري



غيرُ مجدٍ في ملّتـي واعتقـادي
نـوح بـاكٍ ولا ترنـم شــاد
وشبيهٌ صـوت النعـيّ إذا قِـيس
بصوت البشير في كـل نـاد
أبَكَـت تلـكـم الحمـامـة أم غنت
على فرع غصنهـا الميّـاد
صاح هذي قبورنا تمـلأ الـرُحب
فأين القبور من عهـد عـاد
خفف الوطء ما أظـن أديـم ال
أرض إلا مـن هـذه الأجسـاد
وقبيـح بنـا وإن قـدُم الـعـهد
هـوان الآبــاء والأجــداد
سر إن اسطعت في الهواء رويداً
لااختيالاً علـى رفـات العبـاد
رُب لحدٍ قد صار لحـداً مـراراً
ضاحكٍ مـن تزاحـم الأضـداد
ودفيـنٍ علـى بقـايـا دفـيـن
فـي طويـل الأزمـان والآبـاد
فاسأل الفرقديـن عمّـن أحسّـا
مـن قبيـلٍ وآنسـا مـن بـلاد
كـم أقامـا علـى زوال نهـار
وأنـارا لمدلـج فــي ســواد
تعـبٌ كلهـا الحيـاة فـمـا أعجب
إلا من راغبٍ فـي ازديـاد
إنّ حزناً في ساعة الموت أضعاف
فسرورٍ فـي ساعـة الميـلاد