الشاعر المرحوم : غازي القصيبي كأنه خرج من مرقده وقال هذه القصيدة !!


ألوم صنعاء يا بلقيس أم عدنا ؟ - قصيدة المرحوم غازي القصيبي
قصيدة تناسب الواقع الذي نعيشه ويعيشه اليمن الشقيق ، اذا تمعنا أبياتها نجد فيها العتاب والتأنيب والتقريع أيضا وقد سماها
" برقية عاجلة إلى بلقيس"

بهذه البداية يستفتح الشاعر العربي الكبير الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله عتابه في قصيدته التي سماها" برقية عاجلة إلى بلقيس" وهو يتساءل في مآسي بلاد اليمن هل يلوم " صنعاء أم يلوم عدن" أم يلوم الأمة كلها التي ضيعت في أمسها سيف بن ذي يزن ،
وقد عبر شاعرنا القدير بشاعريته الفذة ـ جعله الله الى الجنة ونعيمها ـ عن واقع مرير ينتاب اليمن على مر الزمن ؟


ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟!

أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟

! ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني

! وساكني عدنٍ . ( لو أرهـفت أُذُنا )
وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ
كم قـطعتْ يمـناً .. كم مزقـتْ يمنا

أألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى
بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا

بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه

فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا

وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدنا ً

والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا

ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني
كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !

بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي
إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا

قـولي لهـم : ( أنـتمُ في ناظريّ قذى ً

وأنـتمُ مرضٌ في أضلعي ... وضنا !

قولي لهـم : ( يا رجالاً ضيعوا وطـناً )

أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟!


شعر .. غازي القصيبي