يموت الإنسان عندنا فلا يعرف أهله لقبره مكانا
وتحت تلك الحجة التي تدل على ‏تخلف العقول يحظر حتى وضع شاهد يشير إلى القبر ويميزه عن غيره من القبور."كترقيم للقبور"‏
منتهى القسوة والبعد عن الفطرة وحتى عن الإنسانية أن نعامل موتانا بمثل هذه ‏الطريقة , بل ثم يأتي البعض ليزعم أن هذا هو ما أمر به الدين
قبل أيام معدودة كنت أتناقش مع صديق حول هذا الموضوع، قال انه أوصى أهله ‏عندما تحين منيته بان يضعوا على قبره شاهدا ليميز قبره بين القبور , وليزورا قبره بانتظام ويدعوا له بالرحمة والغفران , وبألا يلتفتوا لغلوالمتحذلقين الذين جرّدهم الهوس الديني حتى من ابسط مستويات الذوق ‏والطبيعة الإنسانية السوية

أنا لا أتحدث عن تقديس البشر ولا عن عبادة الرموز ولا أفاضل بين شخص وأخر, أنا انظر إلى الموضوع من زاوية إنسانية مجردة., وأومن بان ما يرتكب بحق ‏الأموات عندنا من احتقار وازدراء باسم الدين يعدّ عملا بعيدا جدا عن ‏الإنسانية وعن الفطرة السليمة , ولا علاقة له من قريب او بعيد بصفاء العقيدة، ذلك ‏الكليشيه المبتذله التي يجلدوننا بها صباح مساء ليلزموا الناس بها غصبا وليحرموا ‏عليهم بموجبه كل قيمة إنسانية سامية ونبيلة
الموضوع لايمس العقيدة اطلاقا , وهناك علماء في عصور الظلام خافوا من تطورات الزيارة فكان موقفهم متشددا , الاوضاع اختلفت تماما , عندنا لانفهم سببا لهذا الجفاء لموتانا وهذه القسوة الغير مبررة
لاتوجد حياة من غير موت واحترامنا لموتانا بما يشير لقبورهم , يعني تقديم الاسباب لاحترامنا ونحن تحت التراب .