بسم الله الرحمن الرحيم
وداعــــاً أبــا ســـــمير

يا أحب الناس إلى قلبي أحببتك عماً ووالداً وأخاً وصديقاً ورفيقاً كنت تسمع منّي آلامي وأحزاني وأفراحي كنت تشاطرني الرأي وأسمع منك وتسمع مني ونتجادل ونتباعد ثم نتقارب في اتجاه الرأي الأصوب .
هكذا عشت معك بمصداقية الرأي وصفاء النية وطيب النفس .
كنتُ عندما تضيق بيّ الدنيا ألجأُ إليك بعد الله عز وجل لأجد عندك حلاً كنت مستودع أسراري وهمومي وكذا كنت لك .. ويكفيني سماعك مني حسن الرأي وطيب المشورة وتتخذني في مثل هذه الأمور صديقاً لهذا وذاك أكننت لك في قلبي مخزون من الحب فاق التصورات إن كان الحزن يعصرني في داخلي فلا أريد أن أترجمه دموع أسكبها تسبب لك المتاعب وأنت في حياة البرزخ .
هي آهاتي وآلامي وأحزاني تختزن في فؤادي . لو كان الأمر بيدي وأنت تصارع المرض لفديتك بأغلى ما أملك . كنت أتمنى أن تعيش فقط ولو على كرسي متحرك . كنت أتمنى أن أراك أمامي ببسمتك الحلوة ونظراتك الثاقبة ولكن مشيئة الله لا اعتراض لها.
شاء القدر ظهر يوم الاثنين الموافق 19/6/1429هـ أن تصعد روحك الطاهرة إلى بارئها رحمك الله أبا سمير ووداعاً كما قلت وطيّب الله ثراك وأسكنك فسيح جناته .
وهذه مرثيتي فيك ترددت في كتابتها لكي لا أكنى بشاعر رثاء ولكن مهما كانت تسميتي أدبياً لا أتردد في إعلانها يا أعز الناس .
عشت معي وستعيش في ذاكرتي مدى الأيام والسنين ولن أنساك بقية عمري..


[poem=font="Simplified Arabic,6,#ED0902,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,4,#400000" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,#400000"]
وداعـــــاً=
رفيقُ الدربِ كيف الدربُ أضحَى = ظلامـاً دامساً بعـد الفُـراقِِ
تَركتَ قلوبنا تُـدمي مآسي =وحُزتاً مؤلماً أدمـى المساقِِ
ووداعا قُلــتُـهَا إحساسُ موتٍ = كأنـّـكَ شـاعرٌ أن لا تـلاقِ
سميرٌ حائرٌ وكميـلُ يبكــي= وشاديةٌُ وسلوى في السياقِ
علاءٌ ثـم فائزٌ ثـم فـهـمي =وسوسن دائماً لك في اشتياقِ
أميمـةُ أم مـحمدٌ أم علاءِ = شغافُ القلبِ عبد الله رئــاقِ
يواسي بَعضُهم بعضـاً سويـاً = يطمئنهم خيالك ضلٌ بـاقِ
فهــذا الموت غيّـب من أحــبُ = من الدنيا ليلحق بـا لرفاقِ
بجناتِ الخـلودِ وعِـندَ نـهرٍ = يشربُ منه من أيدي السواقي
شراباً طاهراً ورحيقَ خمرٍ = وشهداً صافيـا حُــلوِ الـمــذاقِ
فصبراً إخوتي وبناتُ عمّي = ياسينٌ اسـمُه ِعبــرَ الوثـاقِ(*)[/poem]

رحمكـ الله أبا سمير

(*) الوثاق / القران الكريم
أبـــــو وحـــيـــــد